الفلسفة هي من التجارب التي لم أخضها من قبل، وهذا الكتاب يعتبر أول تجربة حقيقة لي .. .. هي ليست بالمجال السهل وقد أقرأ ولا أتفق على المعروض ولكني في النهاية أحترم كثيراً جميع الفلاسفة لسبب واحد وهو "التفكير" فهم بالمجمل يغوصون في الفكرة ويحللونها بطريقة لا تخطر على بال أحد وأنا أحترم هؤلاء الناس كثيراً .. .. فكل شخص يفكر، يتأمل، يحلل بالتأكيد هو شخص يدعو للاحترام سواء كان عالم أو فيلسوف ولكن كما قال المؤلف هنا ( إن نوع التفكير الذي يكون قاتلاً حقاً للإيمان الحرفي بالمعتقدات الدينية، يأتي باستمرار عن طريق الفلاسفة وليس عن طريق العلماء أما المعتقد الشائع الذي يقول العكس فهو محض ضلال ........ أن العلم على كل لسان، في حين أن الفلسفة مجهولة إلا لفئة قليلة من الناس)
في العصور الوسطي كان الافتراض القائم أن الأرض هي مركز الكون، وأن الله خلق الكون لغاية وغرض معين، من هنا ظهر التفسير الغائي لكل ظواهر الكون .. .. في العصر الحديث (القرن السابع عشر) اكتشف أن الأرض ليست مركز الكون و ليست بالكروية، وكل شيء موجود في الكون موجود لسبب معين وظهر التفسير الآلي لكل ظواهر الكون، ومن هنا ظهرت العديد من الخلافات بين المذهبين " الغائي والآلي" في تفسير كل شيء
وكانت نتيجة الثورة العلمية "النظرة الآلية للعالم" أثر على فكرة الأخلاق وهدمت الفكرة السائدة بأن العالم يعتبر نظام أخلاقي وبذلك ظهر مفهوم جديد هو مفهوم ذاتية الأخلاق وعدة تساؤلات هل للإنسان إرادة في ضوء التفسير الآلي .. .. كل نتيجة جديدة لها أثر معين ويظهر بذلك نظرة جديدة وتساؤلات ورؤية جديدة للعالم وهكذا .. .. وهكذا يُقدم المؤلف بالشرح والتفصيل لأغلب أراء الفلاسفة المؤثرة والنظريات الجديدة بطريقة فلسفية ليست بالسهلة على المتطفلين على عالم الفلسفة أمثالي
الفصلين الأخيرين هما رأي "ولتر ستيس" الشخصي وكان العنوان الشامل للفصلين هو "مشكلاتنا الراهنة" وهما أكثر الفصول إمتاعا بالنسبة لي
بالمجمل كانت تجربة جديدة وهذا هدفي من قراءة الكتاب .. .. لم تكن تجربة سهلة وفي الواقع كانت مرهقة، لم أفهم كل شيء ولكني بالمحصلة استمتعت وخصوصاً أن الترجمة رائعة .. .. سأكررها ولكن ليس في المستقبل القريب ويوماً ما قد أعيد قراءة هذا الكتاب
كتبت على الصفحة الأخيرة بعد انتهائي من القراءة بالخط العريض الحمد لله على نعمة الإسلام فهو الشعور القوي الذي تملكني طوال قراءتي للكتاب