رغبت بقراءة هذه الرواية منذ سمعت عنها لأول مرة من 17 سنة فى الفيلم الجميل Conspiracy Theory، حيث ورد ذكرها على لسان سائق التاكسى المسيطرة عليه نظرية المؤامرة الذى أدى دوره ببراعة ميل جيبسون، فقد كان مهووسا بهذه الرواية و لا يستطيع مقاومة شرائها كلما رآها فى أى مكان، مما جعل لديه عشرات النسخ المتكومة منها فى بيته، و من ساعتها وأنا أود معرفة ما تحويه هذه الرواية، إلا أن مشكلتى أننى كنت أعرف أن إسمها بالإنجليزية The catcher in the rye و كانوا يترجمونها فى الفيلم "الصياد فى الجاودار" و لم أكن قد سمعت عن رواية مترجمة بهذا الإسم، و نسيت الموضوع حتى وجدت إسمها فى قائمة أفضل مائة رواية فى التاريخ التى أعدها موقع list muse -وتكررت أيضا فى قائمة الجارديان- وذكر عنها أنها من كلاسيكيات الأدب الأمريكى و علامة فارقة فيه، إلى آخر ما إتضح لى بعد ذلك أنه هراء محض!! فقط هو هراء بيع منه 65 مليون نسخة!!
كانت أحد عوامل شهرة هذه الرواية السخيفة أنهم وجدوها بحوزة قاتل مغنى البيتلز جون لينون سنة 80 و نقل عنه قوله أنها كانت حجته فى القتل!! حسنا ربما كانت هذه الرواية مكتوبة بشفرة لا يفهمها إلا المهووسين و أنا لست منهم بفضل الله!!
ما خرجت به من هذه الرواية -بخلاف الملل و الإحباط بالطبع- هو الخواء، خواء روحى رهيب بسيطر على بطل الرواية هولدن كوليفيلد المطرود من من مدرسته الداخليه بعد رسوبه فى كل المواد -إلا الإنجليزية- و لا يرغب بالعودة إلى بيته حتى يصل لأهله خطاب المدرسة حتى لا ينقل لهم الخبر بنفسه، فيأخذ فى التسكع بين الشوارع و الفنادق الرخيصة فى رحلة عبثية مملة، تراوده خلالها أشد الأفكار سخافة التى يحرص المؤلف على نقلها إلينا بنفس لغة المراهق الفقيرة الركيكة البذيئة!!
المفترض أن هذه الرواية تناقش أفكار المراهقين و حالة الغضب التى تسيطر عليهم تجاه كل شىء، إلا أنها كتبت بأسوأ أسلوب ممكن، أحمد خالد توفيق مثلا كتب عن هذا الموضوع أكثر من مرة فى رواياته بأسلوب أفضل من هذا ألف مرة، و لم يتم إختيار أى من رواياته ضمن أفضل مائة رواية فى التاريخ، رغم أن أى منها أفضل عندى من هذا الهراء الكلاسيكى!!
خلاصة القول أن هذه الرواية سببت لى حالة من الإحباط والندم على النقود الضائعة عليها -وأنا نادرا ما ينتابنى هذا الإحساس- بالإضافة إلى قناعة بإختلال معايير النقاد الذين يقومون بإعداد قوائم أفضل الكتب و ما شابهها، و تعاطف شديد مع أحمد مراد فى ترشيحه لجائزة البوكر العربية، فالفيل الأزرق بالتأكيد أفضل من حارس حقل الشوفان المأفون هذا!!