رواية لها مكانة خاصة في قلبى فقد كانت أول رواية أقرأها خارج نطاق الروايات البوليسية كما أنها كانت الأكبر حجما على الإطلاق
كنت على الأرجح في الصف الأول الإعدادى و كان هناك معرض للكتب في مدينتنا الصغيرة في ذلك الوقت
كان معرض لدار التقدم الروسية و كانت الكتب الجديدة و المستعملة بأسعار زهيدة جدا
اشتريت كتاب عن لينين و آخر عن ماركس و فلسفة الثورة تأليف عبدالناصر و كتاب اسمه الهستدورت عن الزراعة في إسرائيل و كتابان آخران كل منهما مجلد كبير الحجم و غلافه من النوع الفاخر باللغة الروسية اشتريتهما لأن الكتاب الواحد كان سعره أقل من جنيه
و عدة كتب روسية مترجمة مستعملة ما بين مجموعات قصصية و كتب علمية أذكر أن أحدها كان يتحدث عن فكرة مجنونة بتحويل نصف الكونغو و ربع تشاد و أجزاء واسعة من السودان لبحيرة تتوسط أفريقيا و تحويل مجرى نهر الكونغو ليصب في النيل و توليد طاقة تكفى قارة افريقيا بالكامل و استصلاح نحو مائتى مليون فدان.
و كتابين لإحسان لأول مرة شدنى عنوان كل منهما
لا ليس جسدك محموعة قصصية و هذا الكتاب الذى اكتشفت أنه الجزء الأول لأروع أعمال إحسان
أما الشمس التي قصدها احسان فهى من ناحية شمس الحرية التي سعى إليها جميع أبطال الرواية منذ البداية و دفع بعضهم حياته و بعضهم استقراره ثمنا لها و هي أيضا شمس الإشتراكية التي انتصر لها احسان في النهاية و اعتبرها السبب في تقويم شخصية محمود صديق نبيلة / إنجى أو شخصية أحمد بطل الرواية.
إذا كنت قد شاهدت المسلسل الشهير بنفس الإسم فستجد اختلافات واسعة من بينها تغييرات في الأسماء و بعض الأحداث الرئيسية و دمج عدة روايات أخرى لإحسان في القصة الأصلية و الغاء بعض الشخصيات و إضافة أخرى و تغيير النهاية و بعض العلاقات بين الأبطال بصورة أخلت كثيرا بالعلاقة بين المسلسل و الرواية بجانب تغيير المرحلة التاريخية و الإبتذال في بعض الشخصيات بصورة لا تعبر عن عالم احسان و شخصياته جملة و تفصيلا إلا انه كان سيظل مسلسلا جيدا لو انه كان له اسم أخر او حتى قيل انه مقتبس عن الرواية و ليس تجسيدا للرواية نفسها. لدرجة اننى بعد عدة حلقات قلت في نفسى : ده ناقص يخليهم يشدوا بودرة! و لم يخيبوا ظنى أبدا و بالفعل كان أحمد مدمن للهروين بعدها بحلقتين فقط!
الجزء الأول يكاد يكون عن أحمد و حبيبته شهيرة و خجله و انطوائيته و تردده و خوفه على اخواته البنات و ضعفه امام سيطرة خاله و هروبه من تحمل المسئولية و المواجهات مع أمه.
أما فاكهة القصة فكان ممدوح / آدم المنطلق باندفاع شديد تجاه الموت أو البقاء الأبدى الذى ناله في النهاية.
شخصية ليلى/ آيه الرقيقة المتمردة المنخرطة في علاقة غريبة مع استاذها تجعلك تشفق عليها طوال القصة و تلعن فتحى/ هشام في كل صفحة و لكن الفنان بداخلهما يحرك مصيرهما معا حتى انتهاء المقطوعة الموسيقية نهايتها المعروفة
نبيلة/ إنجى كانت شخصية شبه هامشية هي و فيفى/ أفنان في الجزء الأول
أما شخصية الدادة فلم يكن لها أي وجود في الرواية
رحلة البحث عن الذات و التمرد على التقاليد البالية و اندفاع الشباب و نهاية مفتوحة لكل حكايات الرواية في هذا الجزء مما جعلنى انتظر سنتين كاملتين حتى استطعت الحصول على الجزء الثانى من الحكاية.