اقتباسات من كتاب لغز الحياة

إن الخروج إلى الفضاء الذي يبدو في الظاهرة معجزة علمية هو في الحقيقة عملية هروب نفسية من عجز الإنسان الروحي ومشكلاته المتفاقمة على الأرض .. وهي عملية هروب أنيقة ولا شك .. وهي تثبت أن الإنسان مخادع ومراوغ عبقري يعرف كيف يغطي عجزه بأثواب مادية ساطعة البريق .

إن الإنسان الذي خطا ربع مليون ميل في الفضاء إلى القمر عجز عن خطوة طولها بضعة أمتار ليعاون زملاء له يموتون بالجوع في الهند وآخرين يسحقهم الظلم في القدس وفيتنام ..

وأمريكا تلتقي بروسيا على سطح القمر وتعجز عن أن تلتقي بها في مجلس الأمن .

لقد إقتربت المسافات بين الكواكب والنجوم وإزدادت المسافات بين الناس على الأرض بعداً .

المعجزة الحقيقية لا تكون في خرق النظام .. وإنما المعجزة الحقيقية هي في إحلال النظام .

إن معجزة الكون في إنضباطه بقوانين مُحكمة دقيقة .

لقد بدأ الإنسان يسيطر على الكون , ولكنه ما زال عاجزاً عن السيطرة على نفسه .. وبقدر ما إزدادت قوة ذراعيه بقدر ما نضبت الرحمة من قلبه

لقد تقدمنا علمياً بدرجة ملأتنا الغرور فها نحن نسافر إلى القمر ونرسل السفن الفضائية ونصور جو الزهرة...

ولكننا لو تأملنا هذا التقدم العلمي لوجدناه يبعث على الحزن أكثر مما يبعث على الفرح ..

"ان الانسان الذي خطا ربع مليون ميل في الفضاء الي القمر عجز عن خطوة طولها بضعة أمتار ليعاون زملاء له يموتون "

الفنان في نظري له وسائله الخفية في الإدراك فهو لا يكتشف الأشياء بالمجهر والتلسكوب ولا بالعقل ولا بالحساب ولا بالمنطق وإنما هو يرى الأشياء بعين داخلية .. بحاسة سادسة غير البصر .. هي البصيرة

هُنا تحدث عن كيف أن البشر وصلوا بتقنيتهم إلى أعالي الفضاء بينما مازال في جهل أخلاقي مُخجل لم يطور من مجتماعاته الكثير ! فمازالت السرقه والخداع والكذب منتشره !

لكن بنفس الوقت مازالت التقنية في توالد وتعاظم مستمر ، هُنا يتسائل، هل نتطور لتتطور ذواتنا ؟

أم نتطور لنهرب من واقعنا ؟

"المعجزة الحقيقية لا تكون في خرق النظام

وإنما المعجزة الحقيقية هي إحلال النظام "

فالإنسان الذي امتلك القنبلة الذرية وربى لنفسه عضلات من فولاذ مازال طفلا انانيا في عواطفه وقردا بدائيا في اخلاقه .. إنه لم يرتفع إلى مستوى القوة والمسئولية التي بلغها

وإلى هنا. وعلى حافة هذا الضباب يحلو الصمت، فقد قال العقل كل ما عنده ‫ وهنا يبدأ دور الدين. حينما يقول العلم ما عنده ويصمت، يأتي دور النبي ليتكلم بالوحي الذي جاءه من الغيب ليأخذ بيدنا من العلم إلى منتهى

إن معجزة الكون في انضباطه بقوانين محكمة دقيقة..

‫ إن معجزته هي في حلول النظام والترتيب في كتلته المهوشة العمياء من المادة وانتظامها في تواليف وتراكيب هندسية جميلة..

ت

إن الإنسان الذي خطا ربع مليون ميل في الفضاء إلى القمر عجز عن خطوة طولها بضعة أمتار ليعاون زملاء له يموتون بالجوع في الهند و آخرين يسحقهم الظلم في القدس و فيتنام

و أمريكا تلتقي بروسيا على سطح القمر و تعجز عن أن تلتقي بها في مجلس الأمن

و الهروب من تلك النفس و عطبها إلى فضاء الكون حيث يكون الإعتماد على قوانين الله الدقيقة هو الأمر المأمون و السهل .. و هو أسهل آلاف المرات من عكوف الإنسان على نفسه ليصلحها و يقومها

و لكنه في ذات الوقت هروب من رسالة الإنسان الأولى على الأرض .. أن يعرف نفسه و يقومها

بالفكر و بالدين و بالعلم معاً يصنع الإنسان نفسه .. أما بالعلم المادي وحده و بدون إيمان و بدون خلق فلن يصنع من نفسه إلا جباراً و مسخاً عملاقاً مشوهاً يتنقل بين الكواكب و يخترع أسلحة بشعة رهيبة للقتل الجماعي يدمر بها الكل ثم يدمر بها نفسه دون أن يدري

..