تحدث الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في هذا الكتاب عن موضوع بداية الخلق، والإعجاز الكامن في تفاصيل كل كائن قد نضعه تحت المجهر من أصغر شيء بحجم الفيروسات إلى أضخمها بحجم المجرات.
تناول مواضيع العلم الحديث ونظرياته بعين الناقد بتعقل، فشرح نظرية بداية الخلق ونقد ما في نظريات داروين من تناقضات حول النشوء والارتقاء والانتخاب الطبيعي، كما تناول نظريات علم النفس التي كانت سائدة في منتصف القرن الماضي المتمثلة في نظريات فرويد وأدلر وغيرهما، كما تطرق إلى مواضيع أخرى عن الفيروسات وعالم النمل والنحل وجسم الإنسان ونفسه، وصولاً إلى عظمة المخ البشري عقلاً وتشريحاً.
شرح العلم بالعلم ودحض الفرضية بالعقل و المنطق بشكل مقنع جداً وغير قابل للنقاش بعده، ليوصلنا إلى مبتغاه النهائي بأن كل شيء في هذا العالم مهما دق أو جل فهو يوحي بوجود يد خفية تديره في الخفاء، يد الله تعالى الذي أحسن خلقه و أبدع صنعه.
أبدع الدكتور مصطفى في هذا الكتاب علماً ومعنى وأسلوباً، كان كتاباً علمياً دينياً ولكنه لم يكن طويلاً بحيث يمل القارئ طوله، ولم يجمع من المعلومات كماً يعجز القارئ عن استيعابه، بل كان وسطاً في كل شيء.
كتاب جميل يُنصح المتشكك واللاأدريّ بقراءته.. عساه يغير فكراً أو يصحح فهماً.
رحم الله كاتبه وجزاه عنا كل الخير.