أول كِتاب أقرأه لفيلسوف الأدباء و أديب الفلاسفة مصطفى محمود, بدايةً عندما عَرفت أنه يلقب بهذا اللقب أعجبني كثيراً, فقليل هم من يستطيعون الموازنة بين الفكرةِ و الكلمة, الغاية و الوسيلة, لا أحب أن أقول أننّي حكمت على د.مصطفى من أول كتاب أقرأه له و لكن أخشى أنني فعلت .
و إن كان حكمي خاطئاً فبقية مؤلفاته, ستصحح هذا الخطأ, فهو لم يزدني إلا شوقاً لقراءتها .
1-تجربة القراءة :
قبل أسبوعين تقريباً في ساعات الفجر الأولى كُنت قد قرأت يوتوبيا د.لأحمد خالد توفيق في جلسة واحدة و قد ثملت بها لدرجة أنني وصلت لنشوتي في القراءة ذلك الأسبوع, و شاءت الأقدار أن يتكرر ذات جمال الأسبوع الماضي هذا الأسبوع, ساعات الفجر الأولى, رجل تحت الصفر لدكتور أخر هو مصطفى محمود كلا الروايتين خيال علمي و كلاهما ثمالة و نشوةٍ أدبية و فلسفية بذات الوقت.
2- نقد الكتاب:
رواية تجعلك تارة تفكر و تتخيل و تُؤمن بالمستقبل الذي صَوره الكاتب, ألم وَحد العالم, نبذ العنصرية, أصبحوا سريعين جداً و يتحدثون عن زمننا كم نتحدث عن زمن أجدادنا و صعوبة عيشهم, كل هذا تراه ممكن و ترى نفسك في شخصية د.شاهين - لا أعلم سبب تسمية بطل رواية خيال علمي في المستقبل بهذا الاسم !! – شخصية العالم الواقعي المنطقي المتجرد من العواطف سوى عاطفة إخلاصه للعلم الذي جعله يتحول إلى الجذر التربيعي **** ميكروسيكل , لا يمكن مشاهدة إلا بأجهزة و شاشات... إلخ حسناً أظن أوصلت الفكرة و بعد هذا كله من التقدم و التطور ترجعك الرواية إلى حقيقة و ماهية الإنسان تلك البدائية التي مهما وصل الإنسان من تقدم لن يتخلص منها, ذلك الشعور الذي يجعل أبطال هذه الرواية كأبطال أي رواية أخرى تدور أحداثها بهذا الزمن, لا أظن أنه الحب هو هذا الشيء البدائي أظنها الأنانية حب النفس ,هو الذي يجعل المهندس عبدالكريم "يقتل" شاهين و اعنيها حرفياً, حتى و إن كان برضا الأخر إلا أن ذلك لا يختلف في شيء عن أي شخصين يختلفان في زمننا الحاضر و يحقد أحدهما على الأخر و يقتله !
بهذه البساطة .. أنت وحش, حيوان, أناني مهما بلغت من علم و إدراك.
هذه النوع من الروايات أستطيع أن أصنفه من الروايات التي " تعمر العقل" , لا أعني بذلك أن غيرها لا تُعمر العقل و لكن هذه الرواية تجعلكَ تفكر حتى بعد أخر صفحة تجعلك تتصور ترى المستقبل, تُّكون رأي .
تسأل هل سيعجبني هذا المستقبل, أفضل أن لا نتحول إلى ...., أتمنى لو أستطيع أن ... ماذا لو ..!!
هذه هو اعمار العقل فعلاً .
و أي " رواية " - بالذات فالأدباء لا يفعلون ذلك كثيراً- تعمر العقل و تجعلك تفكر تخيل أستطيع أن أقول أنها من المفضلات بالنسبة لي .
أظن أن ما قرأته خلال الأسبوعيين الماضيين جعلاني أميل بشدة نحو روايات الخيال العلمي .
3- التقييم:
أربعة نجوم بكل العلم و التقدم و الوحشية و الأنانية.