أبدأ بالكلمة التى قلتها لتسنيم بعد ان انتهيت من الرواية وظللت اكثر من ثلاثة ايام احاول ان اخيب ظني واعيد احداثها على عقلي ربما تتغير رؤيتي لها او انطباعي عنها .. وما كنت لأحاول هذة المحاولات لولا انها رواية الاثير لدي د/ محمد المنسي قنديل
قلت لتسنيم : انا عايزة انسى اني قريتها
بعد ان انهيت آخر صفحات الرواية احسست بأنني انتهيت للتو من مشاهدة فيلم قديم مهلهل تماما ومنخفض الميزانية للدرجة التي تجعلك تتساءل لماذا يكلف البعض نفسه في صناعته
سألخص رأيي في نقاط حتى لا استرسل
- مبدأيا تقييمي للرواية هو اقل من نجمتان ..لكني اعطي نجمة كاملة للجزء الأول الخاص بورد والذي يشبه تماما كتابات المنسي قنديل كما تعودتها
- النجمة الثانية هي للمنسي قنديل وأسلوبه القوي لدرجة انه جمع كل هذة الأحداث الغريبة والمهلهلة وربط بينها بشكل ما
- طوال الرواية لم أرى ابعادا للشخصيات الأساسية فيها (علي / حسن /ورد) بالرغم من كل الحكايات التي سردت طوال الرواية
فمثلا انا لم أرى علي برئ او ساذج الا عندما قالت ذكرى او سمية انه برئ وساذج وكأنها صفات اعتباطية او تخمينات تطلق فى الهواء ثم ينتظر منا الكاتب ان نصدقها لمجرد ان احد الشخصيات قالها
الشخص الوحيد الذي اخذت انطباعات باقي الشخصيات عنه على محمل الجد هو " ورد" وذلك لأنها كانت في حالة جسدية وروحية تسمح بذلك ، هي لم تكون واعية ولا نشطة حتى تثبت لى صحة او خطأ كل تلك الانطباعات الحالمة التي دارت حولها
- تقول بعض الريفيوهات هنا ان هناك اسقاطات كثيرة على الوضع السياسي الفاسد في مصر ، وانا اقول انني لم أر اى اسقاط من اى نوع بل ان الكلام باشر جدا وواضح ولم أر ان ورد تمثل مصر بشكل او بآخر الا في أخر مشهد والذي وجدته متكلفا تماما وبلا اى داعي ، واعتقد انني كنت سأتقبل نهاية سعيدة وسخيفة ورومانسية مثل ان تدرك ورد الحقيقة وتذهب مع علي بدلا من حسن ، كنت ساتقبلها بسعة صدر اكثر من تلك النهاية -اعود واقول - المتكلفة للغاية والاقرب للفبركة
- كل مشاهد الجنس داخل الرواية بلا استثناء فجة و بلا داعي وكأن من كتبها ليس المنسي قنديل ، فليست هذة هي عادتي به عند كتابته مثل تلك المشاهد ، وارى ان الرواية كان يمكن ان تستغني عنها بسهولة دون اى تأثير ، ثم ما هذة الاندفاع والصراحة التي يتحدث بها الجميع عن حياته الجنسية - خصوصا السيدات في الرواية - وكأنهم كانوا ينتظرون احداً للتحدث فقط عن هذا
:/
الامر ليس منطقي ابدا !!!
- الاحداث -كما قلت سابقا- بصفة عامة غير جذابة ولا منطقية ولا مرتبة أو مترابطة ، واعطتني شعورا بأن الرواية كٌتبت على عجل وكأن ما نمسكه الآن هو مسودتها الأولي او قبل الأولى حتى
لازلت لا اصدق ان هذة الرواية هي للمنسي قنديل ، مختلفة تماما عما عهدته منه وليس الاختلاف هنا بشكل ايجابي او صحي بل انني اعتبرها سقطة او كبوة ارجو ألا تتكرر
حاولت كثيرا ان اعذي صدمتي هذة الى حقيقة ان الرواية تحدث في زمن قريب جدا و لان احداثها من المفترض ان تحتك بجوانب مظلمة في مصر مثل السجون والبلطجة والعشوائيات وغيرها ، لكنها ليست المرة الأولي للكاتب التى يتطرق فيها لجانب ما مظلم من تاريخ او واقع مصر وبالتالي لا اجد مبررا لضعف القصة والطريقة التى عرضت بها وغياب لغة المنسي قنديل الرائعة التى اعتدتها
لازلت متعبدة فى محراب كتاباته و اعتقد ان ما سيساعدنى على ذلك هو انني سأنسى تماما انني قد قرأت هذة الرواية