اقتباسات من رواية أنا الملك جئت

العامة لا تعيش بالتقوى، العامة تحتاج الى الخوف لكي تعرف التقوى

لا شيء يروض هذه المهرة وهي تركض وتتمايل وتنثني وتشب وسط صيحة كالآهة تندلع من قلب المشاهدين وتعبر النيل والخلاء وتظل معلقة في الفضاء.

موجة بحر قادمة من بعيد تغلي بالزَّبد، مُهرة بيضاء تشب على ساقيها تمزق اللجام، ثم فجأة تنطلق تلك العاصفة.. تركض المهرة حرة.. تضرب الموجة العاتية الشط وتتناثر في السماء.. ترقص هانم.. ترقص الدنيا.. النيل تحتها ونجوم السماء فوقها ونقر الطبلة والأشجار والنسيم ورءوس المشاهدين وأقدامهم وقلوبهم.. فرحة ترقص في الكون،

ما دمتم تقولون لهم في كل خطوة خافوا. خافوا في الأرض وخافوا في القبر وخافوا في البعث. لا ترفعوا رءوسكم ولا تسألوا.. وها نحن، من أجلكم، ننسج في قصورنا عباءة تضمكم بالرعب من البحر حتى بلاد النوبة.. لكننا أيضا، من أجلكم، نصنع في تلك العباءة ثقوبا، نحن وحدنا نعرفها، من أخذنا بيده نفذ منها ونجا..

فقال الكاهن الأكبر لكي يعود النظام. لكي يطمئن الشعب.

‫فهز كاي ـ نن رأسه لليمين واليسار وقال: لا يا سمنخ. ولكن لكي يستتب الخوف. وحين يعود ذلك الخوف فيستقر في النفوس فستجنون أموالا أكثر وتبنون معابد أكثر وتسخِّرون بشرا أكثر. ما أهمية أن يظلوا فقراء؟

قال كاي ـ نن: أنا واثق يا سمنخ أن إلهي الذي ينشر الضياء يضم الناس كلهم إليه بين أشعة النور. أنا واثق أنه لا يريد منهم أن يتقربوا إليه بالدماء ولا بقطع رقاب البشر ولا بتعذيبهم في الأرض

جلس في الظلمة وقال إن يكن هذا هو النداء فها أنا قد لبَّيت. إن تكن هي النهاية فلست أخافها وإن تكن بداية فسوف أتعلم.

تسأله حين ترجع أنت إلى مصر هل ستشتاق للعودة هنا؟ فيقول: إن بقيت أنت. قالت: وكيف أبقى أنا إن ابتعدت أنت؟ أنا بدونك لا أكتمل. يدي لا تجيد الإمساك بالأشياء وعيني ترى الأشياء ناقصة، أنا بحُبِّك فقط أكتمل. لم أعرف من الرجال غيرك ولن يكون سواك.

سألت نفسي ما جدوى الطب؟ ما جدواه إن كان لا يستطيع على الأقل أن ينظم عشوائية الموت حين يأتي في غير أوانه؟ أي فخر أن نعرف كل التشخيص ولا نعرف إقامة العدل؟

سلِّم أمرك تعد السكينة إلى قلبك.

وكيف أبقى أنا إن ابتعدت أنت؟ أنا بدونك لا أكتمل. يدي لا تجيد الإمساك بالأشياء وعيني ترى الأشياء ناقصة، أنا بحُبِّك فقط أكتمل

إن حلَّت بك نعمة فصُنها. لا تبددها على من لا يستحق.

الآن ولم يبقَ وقت وبقي الأبد. الآن أناجيك فتعرفني. أدون سري بعيدا عن الأعين لعينك أنت فتعرفني، أتطلع إلى قرصك اللامع الذي يرقب من السماء كل شيء وأنقش على الصخر سري: إني حزين.

قال فريد بعد صمت: أتعرف يا حشمت ما هو أكثر شيء محزن في هذه الأمور؟ أبشع ما فيها أنك تألفها.