بأسلوب جميل وممتع عرض شيخنا الطنطاوي جانب أو جانبين من حياة كل علم من أعلام الإسلام باختصار ...فالكتاب ماهو إلا نقل لحديث إذاعي كان يذاع له في دمشق فيه لمحات بسيطة بلغة سهلة عن حياة رجال عظماء جمع من أخبارهم ما فيه الفائدة والسلوة ومن أفعالهم ما هو خير قدوة لمن ابتغى السير على نهجهم...لكن ليس الحديث كل الحديث عن أعلام الإسلام بل جمع بحديثه بين الدنيا والدين وبين الهزل والجد وبين العقل والقلب حتى يبعد السأم والملل عن القرّاء ، فقد تكون سيرة للأخيار حتى نقتدي بهم وقد تكون للأشرار لنعتبر بهم ...ولا تخلو القصص من دفعة معنوية يلقيها الكاتب بين سطوره تكون حافزاً لنا على التشبه بما كان عليه هؤلاء الرجال من علم وأخلاق ودين حتى تعود للحضارة الإسلامية والعربية مجدها وعزتها
كان الحديث في الفصل الأول من الكتاب عن رجال من التاريخ الإسلامي البعيد وقد غلبت عليه الجدية والطابع العقلي والديني .
أما في الفصل الثاني كان من التاريخ القريب وتحديداً لعلماء وشيوخ الشام المعروفين وغير المعروفين ، وغلب الحديث عن أخلاقهم وأدبهم بشيء من العاطفة المتداخلة مع الطرف و الظرافة .
طوال فترة قرائتي للكتاب كنت أحس أني أتمنى بحق أن أكون مثل هؤلاء العظماء وان أقتدي بهم في كل صغيرة وكبيرة اعتبر من أخطائهم وأسير على طريقتهم ..وهو سبب قرائتي للكتاب أني أبحث عن القدوة
علمني الكتاب أن هكذا يكون الرجال وهكذا تكون الأخلاق وأن هذا كله ما هو إلا نتيجة تمسكي بأمر ربي وبسنة نبيي وخلقه صلّ الله عليه وسلّم