الشيخ علي الطنطاوي مدرسة حياتية أدبية تاريخية عريقة تربيت على بعض فصولها التي أدركتها في صغري رحمك الله فرؤوس بعضك أبكتني وأنا أعيش وأتخيل ما استحضرته من الذكريات وما أماطته المدنية وتقدم العمران في حينها وإني لأتساءل ماذا لو كنت بيننا اليوم لترى أن ما كنت تبكي عليه هو قطرة أشبه بقطرة الماء في النهر الجاري الذي قصصت هديره تحت أقدامك وقد حل بأيدي بعض أبناءها وبمعونة الغرباء
عنها من أولائك الذين لا يعرون أي اهتمام أو حتى هيبة لتاريخ ٍ نطقت به الرمال في كبد الشام من عبق رقيه ونقاء سيرته ، فقد شارك أولئك وأد زهراتها وهم حُـلم وبقر بطون أمهاتها وطمس معالم شبابها الفذه
وما أبناء كهولتك بذاك الهلاك ببعيدين عنه وفصلت أوصالهم فالبعض بات في بلاد الغريب لاجئاً والآخر تشربت سهولها من دمه الطاهر والبقية تقف في الصف منتظرة أي الطرق ستسلكها وهل ستبقى لتحكي فصولاً جديدة منهاا ؟؟!!
توفاك الله يا شيخنا وبقيت حروفك تسري كالدم في شريان ٍ اعتاد مجاورة عبق الحنين في أية بقعة كانت فذاك أصدق النبضات على وجه البسيطه ..
رحم الله الأبرياء وجمعنا بهم في عليين ..
عذراً .. فحديثه ذو شجون وحروفه كلها فنون والقلب منها ومنه مفتون ...