إن السعادة التي يحسّ بها المؤمن.. لا تعدلها متع الجسم ولا لذائذ الدنيا ولا توازيها..
قصص من الحياة
نبذة عن الكتاب
وهذه قصصٌ من الحياة، سماها مؤلفها كذلك لأن الحياة ألّفتها. ومما يلاحَظ في هذه الأقاصيص أن أكثرها قصير؛ فهي لا تكاد تتجاوز الصفحات العشر طولاً، وكثير منها في حدود الخمس أو الست الصفحات، باستثناء واحدة تُجاوز الثلاثين. هذا من حيث الشكل، أما من حيث المحتوى فيجمع أكثرَها أنها تعالج مشكلات اجتماعية أو أخلاقية. ففي أول قصص الكتاب، "اليتيمان"، تصوير مؤثر لواحدة من المشكلات المنتشرة بين الناس: الزوجة الثانية التي تظلم أبناء زوجها -من زوجته السابقة- وتنسى أن في الكون عدلاً وبعد الموت حساباً وفي الآخرة جنة للمحسنين وناراً للظالمين. وفي قصة "الكأس الأولى" نتعرف إلى عبد المؤمن أفندي، وهو شرطي بسيط يعمل في مخفر في قرية صغيرة قرب الشام، راتبه الشهري مئة ليرة لا تكاد تكفيه وأسرتَه الصغيرة لضرورات الحياة، فضلاً عن كمالياتها. ثم تأتيه الفرصة ليحصل على راتب مئة شهر في ضربة واحدة، ولكنها كسب محرم وهو لم يمدَّ إلى الحرام يداً طَوال أربعين عاماً، فماذا سيفعل الآن؟ وفي: "طبق الأصل" و"من صميم الحياة" و"في حديقة الأزبكية" دعوة ظاهرة إلى الفضيلة وتحذير من أسباب الرذيلة والفاحشة يبلغ أوجَهُ في قصة "الخادمة": "هكذا كان يفكر الأبوان المحترمان. وضُربا بالعمى عن حقيقةٍ لا تخفى على عاقل؛ هي أن الرجل والمرأة حيثما التقيا وكيفما اجتمعا: معلماً وتلميذة، وطبيباً وممرضة، ومديراً وسكرتيرة، وشيخاً ومريدة، فإنهما يبقيان رجلاً وامرأة"! أما "قصة أب" فجرس إنذار يقرعه علي الطنطاوي عالياً يكاد يصمّ الآذان تنبيهاً لمن يدلّل أولاده -من الآباء والأمهات- دلالاً يجاوز الحد فيقود إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة. وفي الكتاب "لوحات" اجتماعية تاريخية هي أقرب إلى التراث الشعبي فيما تقدمه من أوصاف وصور، منها "في شارع ناظم باشا" و"نهاية الشيخ" و"العجوزان". وفيه قصة من الأدب الرمزي هي "قصة بردى" التي تحكي سيرة حياة النهر بأسلوب روائي رمزي كما تُحكى سيرة رجل من الناس. وأخيراً، ففي الكتاب قصتان من الأدب الوطني الصارخ الذي يستنهض الهمم وينفخ الحياة في الأموات: "جبل النار" و"بنات العرب في إسرائيل". وهذه الأخيرة كان يمكن أن تكون صرخةَ "وامعتصماه" جديدةً لو كان في الأمة رجال يسمعون، ولكنها صرخةٌ ضاعت في واد مقفر وصيحةٌ تلاشت في أرضٍ فضاء: "قالت: وجعلتُ أعدو حافية -وقد سقط الحذاء من رجلي- على التراب والشوك حتى لحقوا بي... لقد أراقت دم عفافها لأن رجال قومها لم يريقوا دماء أجسادهم دفاعاً عن الأرض والعرض"! إنها قصص من الحياة. ولأنها كذلك، ولأنها تسعى إلى تقويم ما في الحياة من عيوب وعلاج ما فيها من أمراض، فقد اضطر مؤلفها أن يصف العيب أو يجهر بتشخيص "المرض" في بعض المواقف، وهو أمرٌ ساءه فاعتذر منه في مقدمة الطبعة الأولى من الكتاب، وفيها يخبرنا أنه تردد طويلاً قبل أن يأذن بنشر هذه القصص، ثم علّل دافعه إلى نشرها في مقدمة الطبعة الأخيرة التي جاء فيها: "مَن نظر في المرآة فرأى وجهه مصفرّاً ولونه حائلاً فلا يَلُم المرآة على اصفرار وجهه وتحوّل حاله. والأديب مرآة الأمة ولسانها الذي يبدي المكنون في أفئدة أهلها، ولكل أمة مزايا وعيوب، فمَن نبّه إلى عيبٍ فيها استحق الشكر لا العتب والغضبالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2004
- 304 صفحة
- دار ابن حزم
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب قصص من الحياة
مشاركة من Maram Akeel
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Maram Akeel
قصص واقعية ذكرها المؤلف في هذا الكتاب الجميل..
كانت بمعظمها قصصا حزينة مؤلمة..
مليئة بالعبر والمواعظ وكأنك تستفيد من خبرات الآخرين وأخطائهم.. وتحس بمشاعرهم ومكنونات قلوبهم..
أسرتني تلك النفحة الدمشقية التي كانت ظاهرة في معظم الكتاب.. وفي معظم القصص تجد وصفا عن حارات الشام وأنهارها وجمالها..
بعض القصص هي أفضل من بعض من حيث العبرة وملامستها لمشاعر القارئ..
كنت أقرأ منه في اليوم قصة أو قصتين لأتيح لنفسي فرصة التفكر في القصة واستنباط الحكم منها..
أنصح بقراءته بشدة ولا سيما للمراهقين .. وذلك لتتكون عندهم تلك القيم والأخلاق والمبادئ الرائعة التي امتلأ بها الكتاب..
-
حمد الغيداني
من أجمل ما قرأت، الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية حدثت بالفعل ولكن صاغها الأديب الأريب علي الطنطاوي بلغته الخلابة لتصبح وكأنها من نسج الخيال، أبدع كثيراً في هذا الكتاب، خاصة في تلك القصص المثيرة (التي حذر منها في البداية)، أنصح بقراءته جداً بل وبتكرار قراءته أيضاً.
-
.: THE STRANGER :.
كتاب اخر من ابداعات الشيخ ، من اروع ما قرأت له
سقطت نجمة -للأسف- بسبب عبارات وجدتها (غير ملائمة) في مجموعة من القصص ،مع العلم بأنه حذر في مقدمة كتابه من بعض القصص (غير المناسبة ) وسماها ،
كل قصة من قصص الكتاب تحمل عبرة
فكان من الأفضل لو لم يضف تلك العبارات إلى تلك القصص
فقد أضحى الكتاب بوجودها
غير مناسب للأطفال
:/
-
Abeer Alsharif
عندما تجتمع مقومات الكمال في عمل أدبي ليس لنا إلا أن نسترسل في التمتع بالمفردات فعندما يكون الكاتب أحد أعمدة الفقه في القرن العشرين وأكثر علماء عصره إنفتاحاً في فهم مبادئ الدين الإسلامي من غير تزمت ولا إقصاء ستكون قصصه محاكاة للغة والأدب والدين عندما يجتمعون في بوتقة واحدة.
.. ..
فكتابي اليوم هو أحد مؤلفات الراحل الشيخ علي الطنطاوي عبارة عن 28 قصة أو مقالة اُستخرجت من سجلات المحكمة أو من واقع الحياة الإجتماعية والأخلاقية فهو يسكب من وعائه الموعظة والحكمة ومن العبر الشيء الكثير بإسلوبه البسيط البعيد عن التكلف فقد قال " جريت فيها على طبعي وأسلوبي وتركت القلم يمضي حيث شاء" ص302.. وقد نُشرت في تلك الحقبة الزمنية وفي أوقات متباعدة ومما لاشك فيه ستكون قد مرت علينا تلك القصص إلا أن الكاتب تميز بسردها بتلك اللغة الخفيفة بمفردات رائعة الجمال وبذلك الإسلوب اللغوي البسيط والسهل لتصل لجميع الفئات فهي قصص مؤثرة تحرك المشاعر بغضب وسخط ومنها بحق وكل مايرجوه الكاتب أن تثير هذه القصص في نفس قارئها عاطفة من عواطف الخير أو فكرة من أفكار الحق .. وقد نوه الكاتب بأنه تردد كثيراً قبل أن يأذن بنشر بعض القصص لان بها مشاهد لا يرغب أن تقع في أيدي المراهقين ولكنه رأى انه أن لم يذكرها فربما يقرؤوها أو يسمعوها في مكان آخر حيث قال " اذا نحن كتمنا خبره لم نستطع أن نمحو حقيقته وإذا هم لم يقرؤوه في كتاب سمعوه من الناس بآذانهم أو رأوه في الناس بعيونهم" ... رحم الله الشيخ علي الطنطاوي .
..
قصص كثير قرأتها كان لها وقع مؤثر جداً كقصة اليتيمان التي ينغمس الأب بحياة وزوجة جديدة ونسيانه لفلذات كبده في صورة حركت مشاعري بغضب وبنهاية مؤلمة، ولا تقل قصة الأب عن سابقتها من تحريك مشاعر الألم فهي تحكي عن عقوق الأبناء في صور مؤلمة فهي خذلان لتربية ضاعت هباءً.. والكثير من القصص في انتظاركم أيها القراء.
..
🔺الكتاب للجميع وجميل للمبتدئين في القراءة لمافيه رسائل من الحكم والمواعظ .
-
malaz hussein khojali
السهل الممتنع ، البساطة في السرد ، واللغة الموزونة ، واحتشاد المفردات ما بين الأدب والقرآن
من الكتب التي يجب على كل مبتدئ في التجارب الحياتية أن يقرأها، وعلى من يود تعلم الكتابة التدبر في لغتها
-
Reem Mostafa
كتاب لطيف رقيق
آلمتني أغلب القصص، لكن قصة الأب بالذات آلمتني جدا
أبدع الشيخ رحمه الله في الكتابة، و وصل الإبداع ذروته في القصة الأخيرة "على ثلوج حزرين"..فكل جملة منها اقتباس و حكمة