في البداية كان الكتاب جيداً وفيه الفائدة ، كان يتكلم عن هوى النفس ويحذّر من اتباع المرء لهواه ويبصّرنا بعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخره ويحذر من مغبّة استصغار الذنوب ...
عندما وصلت لمنتصفه صرت أقلّب صفحاته سريعاً لأن موضوعه صار موجهاً للشباب والرجال بشكل خاص فلم اتابع قرائته ...ولكنه ممتاز لشباب هذه الأيام ، خاصّة الذين أبتلاهم الله بالعشق الحرام ، يعلّمهم غض البصر والبعد عن الحرام والخوف من الرحمن وتذكّر يوم الحساب ..وعواقب العشق والزنا وارتكاب الفواحش وكيفية التخلص من هذه المشاعر والشهوات والبعد عنها واستأصالها من النفس ..فكان ابن الجوزي كالطبيب المداوي الذي تبيّن سبب هذه الأمراض وأعطى الدواء المناسب لها وبيّن لنا كيفية الوقاية منها وحذرنا من عواقبها إذا ابتُلينا بها
وكان منهج الكتاب بشكل عام هو إيراد الأحاديث النبوية وقصص القدماء لإستخلاص العبر
ولكن كالعادة في كتب ابن الجوزي فهي لا تخلو من الأحاديث الموضوعة والضعيفة سامحه الله
قد يبدو الكتاب كبيراً لعدد صفحاته ولكنه ليس كذلك ، فقد أورد قبل كل حديث أو قصة عدد كبير من أسماء الرواة (حدثنا فلان عن فلان عن فلان )وهكذا ...وقد تنتهي بعض الصفحات وليس فيها من الكلام إلا أربعة أو خمسة أسطر