تعرّفت على أشعار ابن الفارض من خلال الموسيقى .. سمعت بيت قصيدة واحد ..
" وإن اكتفى غيْري بطيفِ خيالِهِ ، فأنا الّذي بوصالهِ لا أكتفي"
هذا البيت كان كافي لأبحث عن ديوان ابن الفارض و أغرق تماما في قراءة مئات من الأبيات الأروع.. واحدة تلو الأخرى... هنا تعرفت على أشعار ابن الفارض و اكتشفت أن أشعاره هي نوع من المخدرات!أ أدمنت تماما!
يلقب ابن الفارض "بسلطان العاشقين",,, وهوشاعر متصوّف و في شعره فلسفة عميقة... في فترة من حياته.. رحل الى مكة واعتزل هناك في واد بعيد، حيث قام هناك بكتابة كل أشعاره في الحب الإلهي...
للأسف بأن لغتنا العربية العامية أفقدتنا بعض المصطلحات التي قام باستعمالها ابن الفارض ولم نعد نسمع بها في حياتنا أو حتى قراءاتنا اليومية.. كان علي أن أبحث عن معاني الكلمات في كثير من الأحيان... لغته العربية "شرسة".
انا من محبي الأشعار العربية القديمة... وخصوصا أشعار الحب والغزل، قيس وعنتر كانوا رفقاء الطفولة! لم أكن أتوقع أن تكون أشعار الصوفية في الحب الإلهي أقوى وأعنف وأجمل بكثير من شعر الغزل، أعتقد أن ابن الفارض يحتل المركز الأول بلا منازع أبدا.
"أخفيتُ حبّكمُ فأخفاني أسىً حتى ، لعمري ، كدتُ عني أختفي"
كدت عني أختفي!..... لم أسمع بيت شعر يعبّر عن الاحساس بالضياع بسبب جفا وقساوة الحبيب بهذه الدقة و الجمال..! عندما يصل الشعور "بالألم" الحقيقي من الشاعر الى القارىء دون أي استئذان .. هذا هو ابن الفارض!