اعتبرها بعض النقاد أعظم مسرحية أخلاقية في تاريخ الادب ، و ربما يكون هذا صحيحا بإعتبار أن شكسبير أظهر في مسرحية مكبث عمقا و نضجا لمفهوم طبيعة الشر . لم يمارس الوصاية على عقل القارئ ، إقتحم القلاع ليدخلنا بشجاعة الى أعماق نفسية بطله حيث الشر يمارس نقده الذاتي ، و حيث الشر يمارس إحساسه بذاته ، لتظهر لنا نسبية و عدم إطلاقية حكمنا على الشر . فرغم أن (مكبث) كان مجرما إغتصب السلطة بالقتل و الغدر و خيانة الثقة و كان طاغية في حكمه يكرهه شعبه و يتمنون الخلاص منه . و مع ذلك لم نشعر بكل هذا أثناء القصة لنجد أنفسنا في النهاية نتعاطف معه و نحزن لموته !! رغم أنه لم يلق سوى جزاءه العادل ، و على يد من أبيدت عائلته على يده.
و كأن شكسبير أراد أن يقول لنا : قد تتعاطفون مع الشر إذا تفهمتم نفسية صاحبه ، أو رسمتم في لاوعيكم صورة بطولية له ، أو إنخدعتم بإحساس الشر لذاته ......... لكن سنة الحياة لا تنخدع مثلكم . لأنها تحكم على الافعال لا الاقوال .