(هذه المراجعة مكتوبة في 2016 وهذه إعادة نشر لها ليس إلا، أردت التنويه لذلك لشعوري أنها تتميز بلهجة حماسية غريبة الأطوار من قبيل لهجة الأطفال عندما يعجبهم شيء فيكون هو أروع شيء عرفوه في حياتهم)
قرأت هذه الرواية مرات عديدة منذ اشتريتها، وفي كل مرة أجدها أروع من المرة السابقة، على الرغم من أن كاتبها مسيحي الديانة إلا أنه أجاد التعبير عن فترة من أكثر الفترات حرجاً في التاريخ الإسلامي، لا أعلم مدى صحة المعلومات التاريخية الواردة في الرواية فتلك الفترة كانت شائكة كثيراً إلى حد يصعب فيه الحكم، ولكن ما أنا على ثقة به أن الكاتب لم يضف معلومات من خياله للتضليل كما قد يفتري عليه البعض لاختلاف الديانات فالمعلومات والأحداث التاريخية الواردة بالرواية قرأتها سابقاً في مراجع إسلامية مختلفة كما أنه قد أضاف صفحة بالمراجع التاريخية التي رجع إليها عند صياغته للأحداث.
عندما أقرأ مثل هذه الروايات التاريخية العظيمة سواء لجرجي زيدان أو روايات نجيب محفوظ التاريخية أو غيرهما أجد في نفسي تساؤل كبير لما لا يتم تحويل هذه الأعمال الرائعة إلى أفلام سينمائية فأنا على ثقة أن هذه الأعمال الروائية العظيمة لو تحولت إلى أفلام سينمائية على يد مخرجين قديرين ستعود السينما المصرية لسابق مكانتها لتنافس على المهرجانات والجوائز العالمية بعد أن انحدر بها الحال طوال العقود المنصرمة، فعندما أشاهد الأفلام التاريخية الأمريكية (والتي أغلبها تتحدث عن التاريخ اليوناني والروماني حيث أن أمريكا دولة حديثة لا تاريخ لها) وأراها تحصد الجوائز في المهرجانات وتنال اعجاب الجميع وتنقل السينما الأمريكية إلى كافة منازل العالم لتغزو أمريكا العقول في النهاية أتعجب كيف أن دولة كأمريكا لا تاريخ لها تستطيع استغلال قدراتها إلى هذا الحد ونحن أصحاب التاريخ والحضارات المتنوعة لا نستغل إمكانياتنا قدر أنملة ونكتفي بالتشدق بذلك التاريخ ليل نهار دون محاولة اثباته للعالم ونقله إليهم في الصورة التي يفهموها وترسخ لديهم فالصورة التي تنقل عنا لدول العالم هي أننا بلد العشوائيات والفقر والعلاقات المحرمة والفن الهابط!
#غادة_كربلاء للكاتب #جرجي_زيدان
#جولة_في_الكتب #روايات
#سارة_الليثي