3,5
أعتقد أن هناك دائماً مشكلة بكتابة الريفيوهات لبعض الكتب، أو حتى تقيمها
قد يعجبك شيء ما، لكنك تشعر بصعوبة التنفس معه .. فالاعجاب لا يعني الإغراق بالعاطفة اتجاه ذلك الشيء.
هكذا تجد نفسك مع أنايس نن
ثلاثة عشرة قصة جعلتني أقرأها بتمهل شديد .. أننا أمام أحلام، لكن المشكلة تكمن بالجمود العميق للسرد الذي لا يترك لك مجالاً كي تسير بسلاسة أثناء القراءة
عوالم نن، تُدخلك بشكل محكم لتحليل الصور الفكرية التي تريدها
ورغم انجذابي لهذا النوع من الكتابة الذي يعتمد الحلم كجوهر نصي، لكن نن فعلياً تفتقد لأداة الإبداع، إنها أقرب لشخص يملك فلسفة اتجاه العالم، تلك الفلسفة القاسية التي تجسدت بنظرتها لحياة البشر ورغباتهم المادية المباشرة مع الآخرين.
يمكن تلخيص رؤى نن بالحالة الايروتكية التي أرادت الكتابة عنها بطريقة الأحلام (الفأرة - خديجة - الطفلة المولودة من الضباب) قصص مباشرة وواضحة لفلسفة نن الايروتيكية .. تحاول بحذر تشريح العقلة والرغبة النسائية عن طريق اللامباشرة أو تأليف قصص كـ (حدوتة) كما يقال، إنها تدخل إلى صلب الجوهر الأنثوي. تلك النزعات الغامضة والتي لا يعرفها أحد سوى النساء، النزعات التي لا يمكن لامرأة بالعالم البوح بها .. يمكن اعتبار أن نن كشفت جوهراً مثيراً لدى المرأة، اللاوعي الأصيل اتجاه الرغبات، النظرة العميقة للفرح والشبق والكتيمة كسرّ ابدي
تلك الثيمة الايروتيكية ستقرأها بكل قصة لـ نن .. لكن بطبيعة الحال فإن سرد باقي الاعمال تأخذ مناحي أخرى من مأساة الإنسان بالعصر الحديث من خلال تفاصيل قد تكون مهملة .. أناييس تملك قدرة على رصد التفاصيل والكتابة عنها بطريقة مختلفة .. كل جملة لدى نن يمكن تفسيرها أو يجب تفسيرها لأنها يمكن ان تكون حلماً مستقلاً بصوره وشخوصه ومواقفه وأفكاره ..
لم أستطع ان استمتع ادبياً، لكني أعتقد أني خضعت لاختبار تحليلي لنصوص نفسية ومجنونة لا تخضع سوى لاعتبارات اللاوعي البشري لدى شخوص غامضين .. وأعتقد أن هذا قد يصدم بداية لكن لمجرد معرفته ستفهم أنك يجب أن تقرأ تلك القصص كتحدي للأفكار رغم ما ستشعره من امتعاض ونزيف دماغي
من يملك أخلاقيات ايديولوجية ومحظورة اتجاه الجنس ومن يشعر بالملل للدخول في دوامة أفكار من الاحلام القاسية .. يفضل أن لا يقرأ نن أبداً