لست ممن يحق لهم تقييم حِكَم ابن عطاءالسكندري فهو لم ينطق بحِكَمِهِ إلا بعد أن ذاق طعم الوصال وحلاوة القرب من الله
...
وأمدنا بعدها بالحكم والمواعظ ليقرّب إلينا الفهم ، ويعيننا على التّحلي بآداب المريدين لنكون من أولياء الله المقربين
هي حكم بل قوانين ....هي أسرار المقربين ، ومنهل المريدين ، وطريق السائرين إلى رب العالمين .
ينبغي حفظ بعضها والرجوع إليها دائماً ، لأنها تنقي القلب وتحييه وتبعث فيه في كل حين من الحب والشوق الى لقاء الله العظيم .. لأنها تعين على غسل أدران الشهوات وإزالة حجاب الأهواء ، لتنوّر قلوبنا بعدها بأنوار العبودية الحقّة ..وتصبغها بحلاوة الطاعة والتّحليق في نعيم القرب منه سبحانه ..هي تذكرة للبحث عن الحكمة وللبحث عن النعمة ظاهرها وباطنها نعمة الله بعطائنا وعطاء الله بمنعنا ..
احتجت أثناء قراءتها إلى التروّي والتّكرار مرة أو مرتين حتى أتفكر في معانيها وأحاول تطبيقها على نفسي ، هي مفهومة لمن مرّت عليه معانيها في الدروس من قبل ...ولكن بعد أن حلّق معها قلبي قررت إن شاء الله أن أستزيد من بحر كنوزها وأقرأ شرحها علّها تزيدني من معينها الذي لا يجف
وما كان الأكثر روعة هو مناجاته التي وردت في نهاية الكتاب ..فهي وحدها بالمكفى ..وقد قيل أنه إذا أراد الله رحمتك أو إجابتك ألهمك الدعاءوالسؤال