كتاب كُناسة الدكان يتكون من مجموعة من المقالات في 3 أقسام: "من عالم الطفولة" و "من ذكريات الحجاز" و "في درب الحياة"، وقد نُشرت هذه المقالات بين عامي 1945 و1970 في جريدتي "المساء" و "التعاون"، ومجلتيْ "المجلة" و "الثقافة، فقام يحيى حقي بتجميعها في كتاب وأسماه كناسة الدكان، لا أعلم لم أحببت هذا الكتاب حبًا شديدًا حتى إنني قيمته تقييمًا عاليًا أكثر مما يستحق... فهل هذا لأنني شعرت بأن يحيي حقي يكتب سيرتي لا سيرته أم لأنني وجدت نفسي بين ثنايا المشاعر التي وصفها الكاتب في العديد من المواقف... حقيقةً لا أعلم لماذا؟، وقد حزنت كثيرًا عندما انتهيت من قراءة الكتاب بل إنني مضيت فترة بعد قراءتي له لا أريد قراءة أي كتاب آخر فقط أعيد قراءة الكتاب مراتٍ ومراتٍ، وقد شعرت وكأنني فقدت أحدًا ممن أحبهم بعدما أنهيت الكتاب.
مقالات يحيى حقي تضم قصص من طفولته، ومواقف ومشاكل حدثت معه في مختلف مراحل حياته، ويقدم لنا تجاربه الخاصة في الحياة بأسلوبه البسيط الظريف، موضحًا ومنتقدًا كثيرًا من التناقضات التي نشأنا عليها في المجتمع المصري، إضافةً إلى العديد من الأمثال والحكم العامية وبعض الخرافات المرعبة التي آمن بها جميع المصريون إلى الآن مثل نذير الشؤم عند سماع صوت البومة واقتراب زيارة أحد المعارف عند رؤية السقساقة بقرب النافذة لأن هذا معناه أنها تحمل رسالة، وعند سماع كأكأة الغراب فهذا تنبئ بالفراق وتشتت الاسرة، والشبشب الذي إذا انقلب رأسًا على عقب فمعنى هذا أن أحد أفراد الأسرة سيخرج إلى سفر، وأنه إذا أكل من ملح مسّه برص فإنه حتمًا سيصاب بالبهاق، ويتخلل كل هذه الأحداث العديد من المقارنات بين جيله والجيل السابق له والجيل التالي. إلى جانب أسلوب يحيي حقي القوي والمتميز والسهل في القراءة والممتع والبسيط والذي بدوره أضفى على الكتاب رونق خاص به وقيمة لا توجد في أي كتاب، والتقييم: 10 من 10.