إن اللغة العربية تضايقهم لأنهم لا يستطيعون قراءتها والعبارة العربية تزعجهم لأنهم لا يستطيعون تركيبها وهم مقتنعون أن كل العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط، وأنَّ كل ما كتبه العرب من شعر منذ الشنفرى حتى اليوم، هو شعر رديء ومنحط . .
تسأل الواحد منهم عن المتنبي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنك تحدثه عن الزائدة الدودية، وحين تسأله عن (الأغاني) و (العقد الفريد) و (البيان والتبيين) و (نهج البلاغة) و (طوق الحمامة) يرد عليك بأنه لا يشتري اسطوانات عربية ولا يحضر أفلاماً عربية . .
الكتابة عمل انقلابي
نبذة عن الكتاب
في شعر نزار قباني انقلاب، وفي نثره انقلاب، وفي معانيه ومبانيه انقلاب وانقلاب. ونزار قباني ينفلت في كتاباته الشعرية والأدبية وراء أفكاره المتجددة التي تهب لتستلهم من الوقع الشعري المعاصر نغماً مختلفاً، ومن النثر الأدبي، معانٍ تفر من المألوف منطلقة في مساحات الحرية الفكرية، ليرسم عالماً من الإبداع الأدبي الذي طالما حلم نزار أن تدخله أقلام الكتاب والأدباء والشعراء. فعالمه الأدبي هذا رحب تنطلق فيه الكلمة بحرية والمعنى بحرية والفكرة بحرية، والحريات هذه تنتظم ضمن عطاء أدبي إنساني متجدد وراقٍ. هوذا نزار في أعماله، وهوذا يترجم أفكاره وتطلعاته مقالات يضمها هذا الكتاب وتلك المقالات كانت قد نشرت في مجلة "الأسبوع العربي" خلال أعوام: 1973-1974-1975.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2000
- 270 صفحة
- منشورات نزار قباني
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب الكتابة عمل انقلابي
مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Dr.Hanan Farouk
هناك كتابات حين نقرؤها اتفقنا معها أم اختلفنا نجد أعماقنا انفلتت منا وصرخت: هذه هي الكتابة..
قرأت لنزار معظم أشعاره ..أعرف أنه مبدع ربما لكن هذه المقالات النثرية جاءت فوق ماتخيلت..هو يستطيع أن يطلق حروفه عليك وهو جالس مكانه دون أن يتحرك فتمضغك ببطء وتبتلعك وتهضمك دون أن يخبرك أنه هو وحروفه لك..وأنك كفريسة ستكون الحالة الأولى من نوعها التي ستستمتع وهي تؤكل وتهضم وتصير خلايا تسكنك وتسكنه في آن..يبدو أنني أصبت بالعدوى أو على الأقل هكذا أتمنى...رائع هذاالذي لا أستطيع أن أصفه.
-
kareman mohammad
انه نزار , وهنا نثر ومجموعة مقالات ولكنه نزار يكتب بقلم الحياة لا يوجد ماضي ولا حاضر
كلامه عن مصر أكثر من رااااااائع
وكلامه لرثلء ابنه توفيق اكثر من مقالة موجع وقاسي جدا
• إن علي الشاعر أن يكون برقاً يعرف متي يظهر ومتي يختفي , لا شمسا أفريقية تثقب جماجم الناس اثنتي عشرة ساعة كل يوم . إن توقيت الشعر هو غير توقيت الصحافة , فساهة الصحافة ساعة سويسرية بمنتهي الدقة والانضباط في حين أن ساعة الشعر ساعة مزاجية تتقدم ألف سنة إلي الأمام وترجع عشرين قرناً إلي الوراء وتبقي مقتنعة بأنها علي صواب وأن كل ساعات الدنيا غلط ! ي
• إن الشعراء في عالمنا العربي هم بعدد حبات الرمل.. في الصحراء العربية ، ولكن الذين استطاعوا أن يخرجوا من المألوف الشعري إلى اللامألوف ,ويطلقوا في السماء عصافير الدهشة ويقيموا للشعر جمهورية لا تشبه بقية الجمهوريات .. يعدون على الأصابع.
• الكتابة هي فن التورط !
• هل لاحظتم أن الجراح وحدها هي التي تملك ذاكرة قوية ، وأن الفرح لا ذاكرة له..
الفرح عصفور من زجاج يرتفع عن الأرض عشرة أمتار ثم يقع على الأرض.. ويتهشم..
أما الحزن فهو هذه السنونوة السوداء التي تحمل أولادها وتعشعش على شواطئ العين ومدخل القلب ..وترفض أن ترحل.
• الحزن يحفر التجاعيد على بشرة المرأة فتذهب إلى أخصائي في فن التجميل )فيشدشدها (وتستعيد عشر سنوات من عمرها..
بينما الحزن يحفر التجاعيد على قلب الرجل فيخسر عشر سنوات من عمره , ذلك لأن جلدة القلب .. غير قابلة للخياطة والتفصيل والترقيع والتعديل..
قد تكون المرأة أقدر على الصراخ من الرجل ولكن الرجل أقدر على الحزن منها ..
وقد تكون الغدد في عيني المرأة أكثر قدرة على إفراز الدموع في حين أن الرجل يكون في ذروة الفجيعة حين يكون عاجزاً عن البكاء..
المرأة عندما تعشق تستريح إذا تكّلمت . أما الرجل فينتحر بصمته..
عندما تحب المرأة تحب بصوت عال وتعبر عن حبها بالصورة والصوت.. أما الرجل فيمتص حبه كما تمتص ورقة النشاف قطرة الحبر.. ويتآكل قلبه تدريجياً .. كما يتآكل محرك السيارة من داخله...
• تتصرف أميركا مع العرب في هذه الأيام الأخيرة كما لو كانوا من مخلفات المرحوم والدها..
ونحن لا نعرف عن المرحوم والد الولايات المتحدة الأميركية، ولا نعرف شيئاً عن حسبه.. ونسبه.. وشجرة عائلته.. ولا نتذكر أنه ترك مالاً أو عقاراً أو ذرية من البنين والبنات في أرض الحجاز، أو في الكويت ، أو في كركوك..
كما لا نتذكر أن المرحوم .. صاهرنا، أو ناسبنا ، أو تزوج أمنا فصار عمنا.. بحيث يسمح لنفسه بالتدخل في شؤوننا المنزلية، وقضايانا العالية.. بما في ذلك عدد الأرغفة التي نأكلها، وأجرة المنزل الذي نسكنه، وشكل الزوجة التي سنتزوجها، وأسماء الأولاد اللذين سنرزق بهم..
ثم نحن لا نتذكر أن المرحوم والد الولايات المتحدة الأمريكية، كانت له تجارة في قديم الزمان مع عبد المطلب وهاشم وقريش ، حتى يأتي بعد ألفي عام ليحاسبنا على ثمن الجياد العربية التي ربيناها وأشجار النخيل التي زرعناها وبراميل النفط التي بعناها
لذلك فوجئنا بالرئيس الأميركي، حين صعد إلى منصة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وأفهمنا بغير مجاز ولا تورية ..أنه لن يسمح لحفنة من البدو.. ينقعون أرجلهم في بحر من البترول أن يهدموا حضارة العالم...
أما أن نكون بدوا.. فذلك امتياز كبير، وعلامة تفرد لنا في هذا العصر الذي أصبح فيه التمدن معادلاً للتقل، والانتحار، والهيرويين، والرعب النووي، والتلوث..
إن البداوة شجرة تنبتها الصحراء، وهي في ذروة صفائها الروحي، وفي أحسن لحظات الوجد والتصوف والمكاشفة مع النفس. والبدوي هو هذا الإنسان الذي تتجلى فيه أخلاق النخلة ، وارتفاع قامتها، وعنفوانها، وكرمها، وفيض مروءاتها.
أما أننا ننقع أرجلنا في آبار الظهران، والأحمدي ، وكركوك، فذلك حق طبيعي يمارسه كل من يملك حماما في منزله..
ولو أن العرب نقعوا أرجلهم في نهر المسيسيبي ، أو نهر الهودسون، أو أخذوا (دوشاً) في مسبح من مسابح فلوريدا.. لكانت الولايات المتحدة على حق في صراخها واحتجاجها..
أما أننا نعمل على تخريب الحضارة وإسقاطها . فهو كلام سائب.. ويحتاج إلى حوار هادئ وصريح.
قبل كل شيء نريد أن نتفق مع الرئيس الأميركي على مفهوم كلمة حضارة..
نحن نفهم من الحضارة كل جهد يهدف إلى الإرتفاع بمستوى البشر، وتحقيق أفضل الشروط الإنسانية لهم.
فالحضارات اليونانية، والهندية، والصينية، والفرعونية، والبابلية ، والفينيقية، والعربية ، حضارات استحقت اسمها لأنها قدمت للإنسان عصارة عقلها وفلسفتها وفنونها، وأضاءت له طريق الخير والمعرفة والسعادة.
وعلى هذا الأساس لا يمكن اعتبار التفوق الصناعي والتكنولوجي في الولايات المتحدة، وأوروبا، تفوقاً حضاريا أو حضارة، بالمعنى الأخلاقي والفلسفي لهذه الكلمة..
فأبنية الكونكريت، والجسور المعلقة، والأوتوسترادات، وناطحات السحاب، وصناديق (البوب كورن) .. وعلب (الجوك بوكس) .. والآلات التي تقدم لك قطعة الهامبورغر وتمضغها بالنيابة عنك.. وتعطيك زجاجة الكولا وتشربها هي... وكل الماكينات الالكترونية التي تفرم الوقت ولحم الانسان.. كل هذه الإنجازات هي خربشات على دفتر الحضارة، لا حضارة.
ولما كانت السيرة قد انفتحت.. فإننا نود أن نسأل المتحضرين على أكتاف من قامت حضارتهم..
ومن لحم من أكلت .. ومن دموع من شربت؟
إن حضارة أوروبا في القرنين الثامن والتاسع عشر، هي سلسلة من السرقات الموصوفة، وكبر عملية نهب مسلحة عرفها التاريخ
عن توفيق ابنه والموت
إن موت الأطفال، مثل موت النجوم، ومثل موت البجع الأبيض. ومثل موت الأسماك الملونة في أوانيها البللورية.. يخلع النفس، ويطفئ قرص الشمس..
وإذا كان حراماً أن يموت البجع النهري، ويتناثر ريشه الأبيض .. بهذه الصورة اللامعقولة
وإذا كان موت الأسماك الصغيرة هو مأساة لا يحتملها البحر، فإن الإيمان بمن خلق البجع، والسمك، والأطفال، يبقى حبة الفاليوم الوحيدة التي نلجأ إليها لقهر مواجعنا..
وما دام عقلنا – بكل عجزه ومحدوديته – لا يستطيع أن يفسر موت الورد ، وموت الأطفال
وما دام الطب – بكل غروره وادعاءاته، وأشعته ومختبراته – لا يستطيع أن يقول لنا لماذا يموت فتى في الثانية والعشرين ... وتعيش السلحفاة النهرية ألفاً ومئتي عام..
وما دام الأطباء، يقفون كالمجاذيب، أمام بطن امرأة حامل.. ولا يستطيعون أن يجزموا إذا كان الذي يتحرك في أحشائها هو طفل، أو عصفور، أو نجمه..
وما دامت كل قلوب البلاستيك التي زرعها الدكتور برنارد وفريقه الطبي، ليست سوى عجلات احتياطية.. ركبوها على سيارات مستهلكة.. وما دام فن جراحة القلب، كالفن الإسكافي، يرقع جلد الحذاء .. ولكنه لا يعيده جديداً...
وما دام نهر الموت يجرفنا هذا الجرف الجماعي ، ويقذفنا إلى الضفة الثانية، دون أن يكون لدينا الوقت للرفض أو الاحتجاج
وما دمنا لسنا أكثر من دمى في مسرح العرائس.. تحركنا يد المخرج حيث تشاء .. ومتى تشاء..
فليس أمامنا سوى الاعتراف بمؤلف الرواية، ومخرجها وموزع أدوارها..
وإذا سألتموني عن اسم هذا المخرج الكبير.. قلت لكم :
هو الله..
والحديث عن مصر راااائع
ست سنوات .. ومصر تبحث عن خاتمها المسروق لجأت إلى الكهنة ، والعرافين ، وقارئي الغيب..
فأخبرها ريس الكهنة أن خاتمها موجود في بطن حوت كبير .. كبير .. رأسه عند شواطئ فلوريدا ..وذيله في مياه إسرائيل..
ذهبت إلى الوسطاء، وأصحاب الكرامات، وصانعي الحجابات، فأخبروها أن خاتمها موجود في صندوق ملك الجان.. وأنه لن يعيده إليها إلا إذا رهنت لديه أساورها ، ورهنت أطفالها ، وصامت سبعة أيام من كل أسبوع.. وصامت مصر ٢١٩٠ يوماً
وانتظرت ٢١٩٠ يوماً
وسحب وجهها ، ونقص وزنها، وسكنت عصافير الحزن عينيها الجميلتين..واشتكت مصر إلى الانتربول، وإلى محكمة العدل، وإلى القضاة ذوي البروكات البيضاء والمطارق الخشبية، فاكتشفت أن القضاة واللصوص يؤلفون شركة واحدة لسرقة المجوهرات...
تتعرف مصر على وجهها في مرايا سيناء..
تقرأ اسمها في كتاب الشهادة.. ومزامير العبور..
تقرؤه في فرح المغامرة، وأبجدية الإقتحام..
تقرؤه على معاطف الجنود المسافرين إلى الضفة الثانية للكبرياء..
تقرؤه في جراحهم المتلألئة تحت الشمس كأحجار الياقوت .. وحقول شقائق النعمان..
وتكتشف مصر صوتها في رصاص مقاتليها...
لا في حناجر مغنّيها..
-
Mostafa Shalaby
كتاب جيد هو مجموعة من المقالات التي نشرها نزار في الفترة المحيطة بحرب اكتوبر 73 .. الجميل في الكتاب أنه أطلعني على جزء لم أكن أعلمه عن أدبه فكل ما كنت أعلمه عن نزار هو أشعار الرومانسية والغرام ولكن كان هذا الاعتقاد خاطئا فهاهو يتحدث عن الوطنية عن العروبة عن واجبات الاوطان عن الحرب .. يمتلك نزار رؤية مختلفة واسلوبا مختلفا يظهر مع اول مقالة في الكتاب ويظهر ايضا ذلك في اسمها الكتابة عمل انقلابي .. أيضا تكلم في أكثر من مقالة عن وفاة ابنه توفيق فأبدع وأحزننا معه .. تكلم عن الحرب وعن المفاوضات بعدها عن بعض زعماء الغرب وزعماء الشرق .. اتفق معه في الكثير لكني اختلفت معه في بعض المقالات خصوصا في المقالة الخاصة بالقذافي .. أيضا ضايقني شيئا ما مقالته بعنوان .. مصر تريد فولا وطعمية لا رسائل غرامية .. لا اقول ابدا ان كلامه خاطئا بل ان حقيقة انزعاجي من كونه حقيقيا .. لكني تضايقت من عرضه بهذا الاسلوب .. في الكتاب أكثر من جزء تستطيع ان تتخذه كاقتباس