في الغالب يضع الكاتب مسودته الأولية لنفسه والتي يوضح بها الخطوط الأساسية التي سترتكز عليها فصول الرواية ومكامن الحبكة ومواطن العقد في القصة.
خلال رحلة الكاتب في إتمام روايته فإنه من الطبيعي أن يخضع العمل الأدبي محل التأليف للكثير من التفصيل والإضافة والحذف والتقييم والتعديل.
لذلك فإنني أعتقد أننا لو فاجأنا روائيا ما في منتصف روايته فإننا كقارئين لن نستوعب شيئا مما جاء في صفحات هذه الرواية قبل مرحلة التحرير والتهذيب والتشذيب.
مازلت إلى هذا اليوم -وبعد عقود من نشر هذه الرواية أجدني عاجزة عن تصور كيفية تأليف نصف رواية فقط، وهي لمن لم يقرأها بعد رواية كاملة ناقصة؛ أي أنها رواية محررة ومراجعة إلا أنها انتهت في المنتصف!