إن الفارق بين الفكر الإستراتيجى الإسرائيلى والفكر الإستراتيجى العربى هو أن الإسرائيليين يلعبون الشطرنج , فى حين أن العرب يلعبون الطاولة
حرب الثلاثين سنة - أكتوبر 73 السلاح والسياسة
نبذة عن الكتاب
لا أعرف أهو تحيز لرجل لما ألف و عرف، أو انه حكم فى الموضوع، بصرف النظر عن متغيرات العصور. لكنى على شبه اقتناع بأن الكتاب المطبوع على ورق له العمر الطويل، و أنه الحاضر على الدوام، مهما اشتد من حوله الزحام. بمعنى ان الكلمة المكتوبة على الورق باقية، و الكلمة المسموعة على الإذاعة و التليفزيون عابرة، و الكلمة المكهربة على الكمبيوتر فوارة، و هى مثل كل فوران متلاشية. أى أن الكلمة المكتوبة على الورق بناء صلب: حجر أو معدن، و هكذا كل بناء، و أما غيرها فهو صحيحة متغيرة - خاطفة، و لامعة وبارقة. و بالنسبة لكاتب - على ورق و بالحبر - فإن كتابته هى بناء عمره، و هكذا فإن كل المجموعة فى نهاية المطاف: عمر من الكاتبالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2004
- 1183 صفحة
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب حرب الثلاثين سنة - أكتوبر 73 السلاح والسياسة
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohammad Alloush
•الكاهن هيكل
يقدم هيكل نفسه في ثوب الباحث وهو ما لا يستقيم مع اقترابه المؤثر من دوائر السلطة خلال سنوات حكم ناصر والسادات ، حيث كان فاعلاً في مسار الأحداث وتحولاتها .
فلعلنا نقرأ لهيكل بوصفه "شاهد ملك" الاطلاع على روايته ذو أهمية بالغة ولكن دون كبير الاعتبار لآراءه واستنتاجاته .
كنت قد قرات في مكان ما ان ستالين كان يرفض تسلم المناصب القيادية التي كانت تعرض عليه حيث كان يشرح لمحدثيه ما مفاده انه أينما يكون ستالين تكون السلطة ، حتى أرغمته الظروف لاحقا على قبول الرئاسة ، وعندي أن هيكل كان يقوم بالأمر نفسه ، فالرجل كان يجلس في مكتبه في مقر الأهرام ويقدم الاستشارات للرؤساء ويقوم بتحريك الأحداث دون ادنى صفة رسمية وذلك كان مكمن قوته .
ولوجه الحق فالرجل صحفي لامع ويمتلك الكثير من الأدوات التي يحسن توظيفها في مجال الصحافة ، إلا أن رقصه المستمر حول نيران السلطة أفقده الكتير من مصداقيته وحوله الى مستشار سياسي وكاهن لمعبد ثورة 1952 .
•البهلوان السياسي
ذلك هو التوصيف الذي كان سائدا عند تناول شخصية الرئيس المصري السادات قبل حرب اكتوبر ثم تغيرت نظرة الناس له بعد الحرب وأصبح يحظى بتوصيفات أخرى ، وفي ظني أن توصيفه القديم أقرب للدقة ، فما الرجل الا بهلوان وجد نفسه حاكما لمصر و محتكرا للسلطات فنجم عن ذلك حالة من تورم الذات أدت به في النهاية الى اختطاف كل المجهود الحربي والمؤسسي وتضييعه لاحقا في مغامرات غير محسوبة العواقب .
العجيب في أمر أمثال السادات هو اصرارهم الدائم على حصر القرارات الهامة والمصيرية في ايديهم دون أدنى اعتبار لدور المؤسسات ، ثم اذا هم يشكون من واقع عدم وجود مؤسسات قادرة على دعم عملية صنع القرار في اللحظات الحاسمة والمصيرية التي يجابهونها .
وكذلك فمن المحبب ملاحظة الجري الدائم الذي يقوم به أولئك السادة خلف سراب لقصص نجاح كاذبة هنا وهناك ، اذ يحدث أن يأتي أحد المنافقين ويقص على مسامع سيد منهم حكاية واقعة معينة بكثير من المبالغة لأغراض التملق ، ثم اذا بصاحبنا آخذ بترديدها على كل المسامع و في كل المحافل معتبرا اياها دليلا آخر على نجاح قراراته الفذة .
محزن هو ضياع الفرص التاريخية بسبب أمثال هؤلاء ، و المحزن أكثر ان النظام الرسمي العربي في أحلك الظروف يدار بمثل هذه العقلية المراهقة سياسياً و بكل تلك المزاجية عند اتخاذ القرارات المصيرية .
فتجد الأنظمة السياسية العربية متحدة حيثما تكون العلاقات الشخصية بين حكامها وردية ، وتجدها تفرقت واختلف من بعد ما جاءها البينات لتنافر شخصي هنا وعدم تناغم كيميائي هناك .
• الساحر H.K
لعب هنري كسنجر بالجميع وأدار المشهد بالطريقة التي أرادها وكان حليفا له في ذلك وجود مؤسسات قائمة لدعمه في عملية اتخاذ القرار والتخطيط ومما ساعده أكثر غياب لأدوات لعمل المؤسسي على الجانب الآخر .
لا ريب ان اندفاعة السادات نحو الولايات المتحدة كان سببها في المقام الأول مشاعر شخصية استغلها هنري كسنجر وتحكم بها ، ليس وفقا لنظرية المؤامرة كما يروج البعض ولكن تبعا لحركة الأحداث وركوبها بما يتفق مع سياساته وخططه .
•عن الكتاب
يقدم الكتاب صورة لمسارح الأحداث خلال حرب اكتوبر في القاهرة وسيناء وتل أبيب و وواشنطن وموسكو وغيرها من العواصم الفاعلة مقسما اياها على اطار زمني بصورة جميلة ، حيث يستعين الكاتب بعدد كبير من الوثائق الرسمية و بمذكرات لأشخاص كانوا فاعلين في مسار الأحداث فيقدم روايته على شكل لا يترك مجالا لأدنى محاولة للتشكيك .
هيكل الصحفي يمتلك اسلوبا شيقا ومميزا في رصد الأحداث على عكس هيكل المفكر والمنظر والذي يقدم افكاره في قالب ممل ودون اضافة حقيقية للقارئ ، كما ان للشخصنة حضورا لدى هيكل على الرغم من محاولاته لاخفاءها خلف رداء الموضوعية والحيادية " كاد المريب أن يقول خذوني " .
الكتاب تم إنجازه بعد عقدين من نشوب الحرب ( على نارهادئة كما يقولون ) حيث تسنى جمع الوثائق واختمار الروايات وهو ما شكل قيمة مضافة لمحتواه .
•و في الأخير :
وجب الحديث عن العقدة النفسية اتجاه الكيان في الوجدان العربي و التي ركز عليها السادات في تشخيصه لرفض العرب الدائم لخيار السلام ، وهذه العقدة حق لا ريب فيه ، ولكن تناسى صاحبنا أن يشخص العقدة الأكبر في الوجدان العربي اتجاه النظام الرسمي العربي ، والذي أثبت فشله حربا وسلما ، فلو تم الافتراض جدلا ان السلام هو خيار العرب الأمثل ، فمن الغني عن البيان أنه لن يحقق النتائج المطلوبة حين يديره أمثال الساداتفي غياب تام لأي عمل مؤسسي حيث يسود منطق شيخ القبيلة في التعامل مع المتغيرات واتخاذ القرارات ، وعلى ما تقدم فان للعربي ان يجنح مطمئنا الى الحالة التي ينتج عنها أقل الخسائر وهي ابقاء العداء قائما حتى اشعار آخر!!
اقول هذا مجردا نفسي للحظة من كل عقدها !! .