قبل أن أقرأ هذه المسرحية كانت لدي تلك الفكرة الغريبة عن السفر عبر الزمن عبر سفينة الزمن أو الوقوع في هوة سحيقة وربما في ثقب أسود
كما كنت أحاول تخيل لو أتى أحد الفراعنة اليوم إلى مصر أو ربما ذهبت أنا إلى المستقبل لأجد اللغة الرسمية للدولة أصبحت الفرانكو والنشيد الوطني صار"شهداء 25 يناير ماتوا في 25 يناير"
وحينما قرأت المسرحية شعرت بجمال معانيها..الإنسان لم يـُخلق في زمن ما و في حقبة تاريخية معينة عبثـًا..إنما خـُلق لغرض إذا أداه فقد عاش
أهل الكهف عاشوا حينما أدّوا دورهم في الحفاظ على مسيحيتهم في وقت كانت المسيحية مضطهدة فيه وحينما صارت بلادهم مسيحية لم يعد هناك حاجة لوجودهم لهذا ذبلوا سريعـًا رغم انتصار شريعتهم في النهاية.
أكثر ما لفت إنتباهي أن المشاعر الإنسانية وطريقة التعبير عنها لم تتغير..الحب مازال الحب والغيرة مازالت كما هي والناس مازالوا يستغربون الجديد ويخافونه ويتهامسون عنه..هذا شيء مطمئن إلى حد كبير حتى لو كنا نسخر منه أحيانـًا.
المجد للحيرة التي طالت أهل الكهف فهم كسائر البشر،مؤمنون أجل ولكن لحظات الشك الإنسانية تستحق النظر إليها بعناية أكثر لأنني أعتقد أنه لولا الشك لما وجد الإيمان ولما صار أقوى.
أيضـًا استغربتُ رد فعل شيخ الأزهر في ذلك الحين على المسرحية،توقعته سيكون متشددًا إزاء النص..أعتقد أنه لو أتيح لتوفيق الحكيم أن يعيش في أيامنا هذه ونشر مسرحيته سيتم تكفيره فورًا.
رغم تعليق الكـُتّاب في نهاية الكتاب على المسرحية بأنها تـُمثل تيار المسرحية الذهنية إلا إنني قد تخيلت مشاهدها وكأنها تـُمثّل أمامي على خشبة المسرح..أعتقد أنها تستحق إعادة الإحياء على المسرح لأن المسرحية هي فن أقرب للرسم..لا تظهر عظمته بالوصف وإنما بالمشاهدة.