كم تمنيت أن أقتني هذا الكتاب وقد وجدته بالفعل في معرض الكتاب في بغداد ولكن ثمنه كان باهظاً ولم أكن قد أتممت قراءته بعد الكترونياً.. ولكن الآن وقد أنهيته أصبحت لدي رغبة أقوى في اقتنائه لأنه كتاب لا يُقرأ مرة واحدة بل هو كنز نفيس لا تنتهي عطاياه كلما رجعت إليه..
أحببت تلك التفاصيل الصغيرة التي يتكلم عنها المسيري بكل ود ويظهر جماليتها وأهميتها في كشف الكثير عن النفس الإنسانية وقدراتها ومكامنها ..
تمنيت لو أنه تعمق في دراساته الأدبية في الأدب الإنجليزي وخاصة في الشعر الرومانتيكي، هذا الشعر الذي كنت أمقته بسبب أساليب العرض السيئة التي تلقيتها ممن كان يدرسون هذه المادة في الكلية، الآن أجدني أكثر رغبة في دراسته من جديد، فقد استطعت أن أرى أبعاداً أخرى جميلة وجليلة لهذا الشعر من خلال ما ذكره المسيري في سيرته هذه.أتمنى لو أن ما قام به من دراسات وبحوث في هذا المجال متاح بين يدي لعلي أستفيد منها في مجال دراستي التي كانت فقيرة بقدر فقر مؤسساتنا الأكاديمية وضعف كوادرنا التدريسية .. فخريجو أقسام اللغة الإنجليزية عندنا لا يتخرجون وهم منعدموا الثقافة في مجالهم وحسب بل وأنهم حتى لا يتقنون اللغة والحديث بها أو فهم من يتحدث بها ناهيك عن أن أساتذة هذه الأقسام لا يختلفون عن طلابها في ذلك..
لا يسعني إلا أن أقول أن هذا الكتاب من أجمل ما قرأت ومن أكثر الكتب التي حركت أفكاري وإدراكي ووجهت تفكيري نحو عوالم جديدة من الفهم والمعرفة
كتاب لا غنى عنه