هل كنت لأعرف (زكريا تامر) لو لم تذكره لي السيدة العظيمة (رضوى عاشور)؟ لا أعرف فعلا. لكنني اندهشت حقا عندما قرأت تعليقها على قصتي (ابن الحداد):
"قصة جميلة جدا يا أحمد. ذكّرتني بنصوص زكريا تامر. أعرف أن الكاتب الأصيل قد ينزعج من تشبيهه بكاتب آخر، ولكن قد يشفع لي أنني أحب قصص زكريا تامر جدًا ومن هنا أكون قصدت الإطراء لا الانتقاص من قيمة القصة. قرأتها أول أمس فأحببتها، ثم عدت لقراءتها الآن فكانت استجابتي هي نفسها. نحن إذن أمام مشروع كاتب أصيل وكبير فلا أرجو منك سوى الحرص على نفسك ومواصلة المشروع لأنه يخصّنا جميعًا."
واليوم عثرت بالصدفة، بين كتب (سامي خشبة) رحمه الله، على مجموعة (الرعد)، وأنهيتها في نفس اليوم، لكن دويّها لم يبرح صدري بعد. (زكريا تامر) - لمن لم يكن يعرفه مثلي - هو أحد أعمدة كتاب القصة في سوريا والعالم العربي. ولد في 1931 بارك الله في عمره. وهو حدّاد بالمناسبة! ولعل حرفته تلك صبغت قصصه بكل هذه القسوة التي هي في غاية الرهافة! ولن أستفيض أكثر، فأنت لن تفهم حقا ما لم تقرأ لذلك الحداد، صاحب "الرعد" المدوّي! ولا يسعني غير أن أجدد أمنيتي بأن أكون حقا "ابن الحدّاد"!
أحمد الديب
يوليو 2010