بسم الله الرحمن الرحيم
حينما طلب منا الدكتور بحث عن أديب فلسطيني احترت في اختيار الكاتب
كثيراً لأنني لا أريد لأحد أن يشاركني نفس الأديب ثم اخترت جبرا لتقابلني
صديقتي الشاعرة وأبوح لها بحيرتي وتنصحني بهذا الكاتب والكتاب
شكراً لصديقتي ,, شكراً ل اميل حبيبي
حقاً كم أنت تثبت لكل قارئ أن الشقاااء والبؤس الفلسطيني مطبوع على
جبين كل فلسطيني !!
حتى لكأنه (المتشائل ) !!
برأيي
رغم سلبية البطل في هذه الرواية تلك السلبية التي آلمتني بشدة في امتثاله
لكل قشة قمح تقول له افعل كذا وكذا فلا يكون رده إلا : حاضر يا سيدي!
رغم سلبيته إلا أنه أراد أن يثبت أهميته ووجوده كما يقول في بداية الرواية
وما انضممت إلى فدائيين كما توجس من عرفوا فضلي !! وأنا الندل يا
محترم فكيف لم تتنبهوا اختفائي !!
عودة إلى تلك السلبية التي سلبت منه الشيء الكثير _ ولو أبدى موقفاً
شجاعاً واحداً
ولم يكمله !! _ ربما بدأ ذلك بتوصيات والده لا تقرب الناس لا تفعل كذا
وكذا .. بل إنني لأظن أن أغلب من كان يعيش في تلك الفترة كانت
هذه السلبية متشربة بأعماقه وأعماق أعماق نفسه ! ولولا ذلك ما أضاعوا
الأرض !! ابتداءً بخالته
أم السعيد ( المحصية ) مروراً بالمتشائل وليس انتهاءً ربما بجدي !! ولكن
بقي ذلك حتى ظهور يُعاد الصغيرة تلك التي تجبر الجندي بالانحناء
احتراماً لها لذا فأنا مؤمنة أن جيل اليوم كله لن يعيش لفظ _ يُعاد _ بل
سيعيش وإصرارها على حق العودة ذلك لأنه ربما تعمد أن يذكر هذا
المسمى بالذات كي يقول أن يُعاد إذاً هل سيُكرر ما سبق !!
ولاء الثائر الذي كان خيط النور للحرية فاستشهد ليخلق ألف ولاء لأرضه
كل عربي متمرد على واقع الخنوع والصمت والذل الذي يكفينا ما تجرعنا
منه حتى يومنا هذا ولاء هو الذي استطاع أن يُلحق بركب أمه إليه قبل
فوات الأوان أكثر ما صدمني عدم تأثر والده ووقفته الحائرة في ذلك
الموقف التي صدمني.. حتى أن شهادتهما من أكثر ما أثر فيّ ليس
لمجرد الموت بل لتصديق والده ما جرى بكذبة يعقوب الذي كان (إمعة) !!
باقية الباقية وفقط ..
سعيد أخو يُعاد الذي ظل من داخل الزنزانة صامداً كحال أسرى اليوم وهو
مؤمن بالخروج والنصر ..
ربما أزعجني ذكره للشيوعيين بذلك الفضل أو ربما لم أفهم مراده حتى في
قرية السلكة .. ربما لأنني لم أتعمق بحياة الشيوعيين الأمر الذي حثني
للقراءة عنهم ..
السر .. كل العالم يختزله سر في نفس أحدهم, أو سر في نفس أحدهم
يختزل كل العالم ..
أشد ما أعجبني في نهاية الرواية أسلوب الإستزاء بشراهة الذي تعمده
الكاتب لدرجة أنه يخجل ويبكي وأجمله أن اليهود لهم فضل علينا حتى في
أسرنا وهدم بيوتنا من الأفات وانتشار الطاعون إنني لأقول : ما شاء الله ..
ما شاء الله كما قال المتشائل !!!
ثم أن كل واحد فينا يعيش بخازوقه الذي لا يفلت منه ولا يرى خازوق
غيره !!
يثير الفضول في الرواية الخيال الذي عمد إليه الكاتب الذي لا أعلم سبب
ذكره ربما لأنه يريد أن يثبت ما اختتم به عن مشفى المجانين أو ليثبت أن
كل شيء ممكن يحصل بما أنكم تصدقون التطور وأن القمر أصبح أقرب
إلينا من تينتنا القمراء !! أو لأن حياته بدأت بأعجوبة أنه عاش حياته فضلة
حمار !! أفلا تختتم بهذه الأعاجيب والتقائه بالمخلوقات الفضائية التي طالما
بحث عنها
ثم تأتي براعة اميل حبيبي ليقول لنا أن كل من كتب ذلك هو مجنون من
مشفى المجانين وإنك لو صدقته فأولى لك أن ترى لنفسك مكاناً هناك !!
............
الأسلوب , بعض الصور الخلابة , اللغة ,دقة الألفاظ , الاستشهاد بالأمثال
الشعبية والأقوال العالمية لشكسبير والأبيات الشعرية لمختلف الشعراء
جميل نوعاً ما ..
أخيراً دار بخلدي هل سأكتب يوماً جمالاً سيؤثر في القارئ والأديب ؟!
سؤال _ نط _ بمخيلتي