كلماته كنقش دموي على زهر الياسمين. كان هذا انطباعي الأول بعد الانتهاء من القراءة لمحمد الماغوط، وجدت صعوبة في جني هذا البلح الشامي حتى آخر قصيدة، ولكن اللغة المشبعة بالصور والحكايات والذكريات والوطن تغوي القارىء حتى النهاية.
لا يكتب الماغوط مثل الآخرين بل ينساب على الورق بموهبة تصنفه من بسطاء العباقرة، لا يحترف الشعر لأنه لغته اليومية التي تفتقت في السجن ككائن غريب تعرّف عليه مع الآخرين، يرى أن الشاعر الذي يكتب بجدية ويترفع عن أحطّ الأشياء في قصائدة (مريض) وهنا أذكر مثال رائع دمج فيه أنبل الأشياء وأقلها شأناً في قصيدة واحدة هذا جزء منها :
كان يقبّل حبيبته على الشرفة
بعد أن أيقظها بحذائه
وغطى سريرها بالغبار وقشِّ المعتقلات
دافعاً يديها إلى الوراء
منحنياً على صدرها
كأحد التماثيل النحاسية
التي تُنصبُ في ساحات الانتصار
لاعقاً غضاريف الأذن والحواجب
كما تُلعقُ أطراف المغلَّفات.
لقد كانت الحربُ على نهايتها
ونهداها الأزرقان
يتأرجحان تحت المطر كمثانتين فارغتين.
للاقتراب أكثر من عالم الماغوط الشاعر الساخر والمتمرد والمسرحي والسياسي :
- زيارة لمنزل الماغوط / مقال
****
- محمد الماغوط / وثائقي
****
ومن أعماله التي كتبها للسينما والمسرح :
- فيلم الحدود
****
- مسرحية كاسك يا وطن
****