الأديب الكبير والروائي والصحفي الأستاذ يوسف القعيد.
الحرب في بر مصر.
الطبعة الأولى 1978.
172صفحة.
العمدة/ المتعهد/ الخفير/ الضابط /المحقق/ الصديق .
أبطال الرواية، لكل واحد منهم فصل يتحدث فيه عن القصة من منظوره.
فكرة الرواية حول الشباب المصريين الذين ضحوا بأرواحهم في حرب 1973 وذهبت عائدات النصر ( تكريم أدبي، نياشين، أوسمة، ومستحقات مالية) إلى طبقة الأثرياء التي لم تشارك في الحرب.
فهنا نجد أن العمدة استبدل ابنه بإبن الخفير ليرسله إلى التجنيد في فترة الحرب، شارك في هذا التزوير مناصب كثيرة، وبالتالي عندما استشهد البطل وتسلمه الأب المزيف المقيد على الورق وأخذ كل الحقوق زورا، لم يستطع أحد كشف الحقيقة، هو فقط صديقة من حاول كشف السر حتى ولو على الورق فقط.
الظلم والإستغلال ملازمان للفقر....والقهر في ملامحهم.
قصة الرواية موجعة مؤلمة.
أدبياً كتبت بإسلوب سهل سلس بسيط وصفي تشويقي بشكل بديع، وضعنا الكاتب والأديب البارع الأستاذ يوسف كأحد الشخصيات في الرواية فتحدث إلينا بشكل مباشر وحكى لنا القصة وعشنا معه تفاصيلها وألزمنا الحكم على ما حدث.
قصة حقيقية ولغة بسيطة وسرد لا ملل فيه إطلاقاً، وحبكة ورؤية درامية ممتازة، إذن هو العمل الرائع المتميز بلا شك.
الرواية نالت جوائز كثيرة وترجمت إلى لغات عدة وتحولت إلى عمل سينمائي.
** أنا أحكي كل هذا لكي تحاول معرفة إلى أي مدى كنت سعيداً ليلة الأمس . ولهذا ستصدقني عندما أقول أن عيني لم تغمضا لحظة واحدة طوال الليل . وفي ظل الوضع الجديد لن يذهب ابني إلى التجنيد . إن كنت قد عشت في مصر قبل أربع وخمسين ستفهم كلامي وتقدره وستجد لي الف عذر . أما إذا كنت من الذين رضعوا كلام هذه الأيام الغريبة مع لبن أمهاتهم ، فلن تحاول أن تفهمني أو تعذرني أملي في الأيام القادمة ، ستجعلك تـدرك حكايتي . إن جيلنا سيء الحظ ، حركة الجيش لم تـأخـذ منـا الأرض والجاه والسلطان فقط ، بالعكس ، هناك ست عشرة سنة سقطت من العمر ، كان من الممكن أن نفعل فيها الكثير لمصرنا الحبيبة الغالية. ""