فجأة ظهر المارد...
لا أحد يعرف من أين وكيف.
لكنه ظهر وسط الساحة.. يلبس سروالا خفيفا، وصدره العاري يكشف عن عضلات بارزة. ظل قلبها يغوص، وقالت سمية: هذا هو الجلاد.. وفاضت عيناها بغزارة.
اقترب أحد المطاوعة، وعصب عيني اليامي الذي ظل يحتفظ بتماسكه وإن كان لونه قد أخذ يشحب، بينما قام رجل آخر بفك القيد الذي يحيط برقبته. أشار مندوب الأمير فتقدم رجل يحمل سيفا عريض النصل، وشت انحناءة الرجل بثقله.
هجم المارد على السيف، حمله بذراعيه، ثم سحبه من قرابه، فالتمع النصل إذ لامس أشعة الشمس، وتوهج، قال الغامدي لنفسه: هذا السياف عندما يرى الدم سوف يصيبه الهيجان، وربما يذهب ضحية ذلك الكثير من الخلق... فلماذا البقاء؟
أمسك المارد بالسيف، وبدأ يتفحص ثقله، ثم رفعه، وأخذ يطعن الهواء كما لو أنه ينازل عدوا حقيقيا. انحبست الأنفاس أكثر فأكثر، وانكمش اليامي مثل عصفور تنغرز أظافره بأسلاك الهاتف.
نجران تحت الصفر
نبذة عن الرواية
توقف الرجال في حقول القضب عن العمل، وحلف أحدهم أنه شاهد (أبو شنان) بالبنتلون والقميص في سيارة الروفر وبجانبه حرمه رأسها مكشوف... صار يعمل مع بو طالب، مثله مثل العسعس... وأكثر... أزاحت الغطاء عن رأسها، وحلت جدائلها، ونشرت شعرها المطرز بالشيب وبدأت تنوح، سمية ستميت نفسها، وإن حزنها هذه الليلة صعب وأصعب من أي وقت مضى... نواحها يذيب الحجر... سمية الحنونة تبكي فتنفطر القلوب". أبو شنان وسمية وعبد المعطي واليامي ونجران تحت الصفر بشخصياتها هذه تجسد رمزاً لمدينة نجران اسم ورمز تنسحب عليه اسم مدائن أخرى وهي واقع أليم ترزح تحت ويلاته كل المدن، وطن، أرض وخيانة، وأبو شنان الذي كان الأخ الروحي لياميّ الشهيد تحت سيوف الأمير لأنه وعى ذلّ العبودية فطالب وناضل من أجل الحرية، أبو شنان يخون العهد ليصبح عالة على حارة العبيد، وجرحاً لا تندمل آثاره في روح أمه سمية التي كان الياميّ ابنها الروحي بمبادئه وتطلعاته. ترصد ريشة يحيى يخلف ذاك الواقع من خلال مشاهد هي للعين لوحات وهي للرواية سطور، ببراعة يلتقطها يحيى، يسردها في سجل يعي واقع نجران العالم بكل أبعاده، وبكل تطلعاته نحو الحرية والخلاص من خلال تضحياتالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 127 صفحة
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية نجران تحت الصفر
مشاركة من المغربية
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Yasar Sameer Bitar
تمكن الكاتب من سرد واقع مر وأليم بطريقة تفصيلية رائعة، كأنك تعيش مع الشخصيات كل لحظة بلحظتها، ورغم الضعف في حبكة انتقال أبو شنان من حياة الفقر والنضال مع اليامي الذي دفع حياته ثمنا لمبادئه، الى حياة الترف واللهو من ريتا والمستر ثم عودته عن هذه الحياة الى حياة النضال برحيله عن نجران الى جدة. إلا أن الكاتب استطاع ابراز مدى الظلم الذي يعيشه الانسان الفقير والبعيد عن مركز الحضارة وبطريقة مؤلمة واختلاف ردود الفعل على الظلم من صبر كحالة سمية التي صبرت منذ فقدان حبيبها والى فقدان صبر كابن أمينة الذي قطعت يده بسبب قضمة لحم نيئة الى تحول في المبادئ كالشخصية الرئيسية أبو شنان.
-
فادي العيسوي | Fady Issawi
في ثاني رواية أقرؤها ليحيى يخلف ... يستمر بوضعي في تفاصيل مجتمعية دقيقة ... و في رمزية عالية تتجسد باﻷشخاص ...
حديث بلغة أهل الجزيرة ... تركيز شديد على فترة زمنية و أحداث مهمة فترة الصراع السعودي اليمني على نجران ... وصف للواقع الاجتماعي مجرد من المجاملات ...
كانت ساعة ونصف ممتعة جدا من القراءة