العبرات > مراجعات رواية العبرات

مراجعات رواية العبرات

ماذا كان رأي القرّاء برواية العبرات؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

العبرات - مصطفى لطفي المنفلوطي
تحميل الكتاب مجّانًا

العبرات

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    0

    واضحٌ نهج هذا الأديب في كتاباته عامّة إلى غرس القيم العربية النبيلة السامية (الصدق - العفة ...) في النفوس والعقول، إلّا أنه في فصل من هذا الكتاب بعنوان "الحجاب" أساء إلى المرأة من حيث كان يظن أنه يحميها، بل أظهرها قاصرة عاجزة ضعيفة، ليست لها بصيرة تُريها الصواب من الخطأ، وشبهها بالشاة التي لا غنى لها عن مالكها وهو الراعي بذريعة الحماية. بل أكثر من ذلك، ففي رأي الكاتب إن المرأة ليست بحاجة إلى التعلم، إنما هي بحاجة إلى تهذيب من الرجل، والدها أو شقيقها. وهي ليست أهلاً لاختيار شريك حياتها، فالأَولى أن تُزوّج مَن يختاره لها والدها . باختصار المرأة كما صورها المنفلوطي لا تزيد عن كونها أَمة تابعة ليس لها كيان مستقل خارج عنجهية الذكور الأوصياء أصحاب الفهم والوعي والتبصر وغيرها من القدرات التي خصّهم الله تعالى بها وحجبها عن المرأة .

    Facebook Twitter Link .
    30 يوافقون
    5 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    "الأشقياءُ فى الدنيا كثيرٌ ، وأعظمهم شقاءً ذلك الحزينُ الصابرُ الذى قضتْ عليه ضرورةُ من ضروريات الحياةِ أن يهبطَ بآلامِه وأحزانِه ، إلى قرارةِ نفسِه فيودعُها هناك ، ثم يغلقُ دونها باباً من الصمتِ والكتمانِ ، ثمَّ يصعدُ إلى النّاسِ باشَّ الوجهِ ، باسمَ الثغرِ ، متطلقاً متهللاً ، كأنّه لا يحملُ بينَ جنبيهِ هماً ولا كمداً "

    العبراتُ كما قال الكاتب فى البداية كتبت بعبراتٍ الشاعر وخلجات نفسِه ، فكانت عبراتُه كالنصالِ التى عرفت طريقَها جيداً إلى قلبِ كلِّ من تقع عينُه على هذه الكلمات ، كأنَّ الشاعرُ لا يسكبُ هذه العبرات من عينينه ، بل يسكبها نيابةً عن كل شخصيةٍ فى هذا الكتاب ، كأنه قد راعه بؤسُهم وشقائُهم ، فأبى إلا أن يئنَّ لألمِهم ، ويشقى لشقائهم ، فخرجت الكلمات من بين يديه ، ممزوجةً بحسرةٍ وألمٍ حاولَ الشاعرُ أن يقاوَمه لكن خابتْ مساعيه فى أن يكتمَ هذا الأنين ، فكانت كلماته تتأرجح على القلوبِ ، وتطوفُ بها ، حيثُ تنظرُ إلى هذه الشخصياتِ البائسة ، بنفس نظرة أصحابها ، أو بنفس نظرة المنفلوطى .

    من الصعب على نفسى أو الأدق ليسَ من العدلِ أن أقولَ أن هناكَ قصةً كانت أكثرَ شقاءً من أختها ، لأنّى أرى أن جميع القصص الواردة التى جاءت على لسانِ الكاتب أو حتّى المترجمة ، كلّها كانت تعزفُ على وترٍ واحدٍ ، لم تقلْ واحدةٌ عن الأخرى فى تجسيدِ الشقاء ، كانت كلُّ القصص تسيرُ على نفسِ الوتيرة من الحزنِ والألمِ ، كأنَّ الكاتبَ أرادَ بذلك أن يقولَ أن أشقياءَ هذا العالم على كثرتهم ، لكنّهم جميعاً على درجةٍ واحدةٍ من الشقاء رغم اختلاف مسبباتِ هذا الشقاءِ ، التى لم تخرج كلّها فى الكتاب عن سببٍ واحدٍ ، وهو شقاءُ الهجرِ والفراقِ ، فلو أنَّ للبؤسِ والشقاءِ جمالٌ لكانَ هذا الكتاب بجمالهِ وروعته على رأسِه .

    ....

    [ اليتيم ]

    " وأنَّ تلكَ الوردةَ التى كانتْ تملأ الدنيا جمالاً وبهاءً قد سقطتْ ورقةٌ من ورقاتها ، فحزنتْ عليها حزنَ التاكلِ على وحيدِها ، وما رئى مثل يومها ، يوم كان أكثر باكيةً وباكياً "

    فى قصة اليتيم يصورُ مدى ارتباطِ المحبِّ بالمحبوبِ ، وأنَّ تلك القلوبَ التى عقدَ الحب رباطها ، صعبٌ عليها ان تفترقَ ، وأنَّ كلَ السبلِ أعجزُ من أن تفرِّقَ بين محبِّ ومحبوبٍ ، فإذا ما حدث الفراقُ رغماً عنهم صارا ، كالزرعةِ التى اقتلعوها من أرضها وظنّواْ أنها قادرةٌ على النماءِ فى غير مكانها ، كذلك القلوبُ لا تستطيعُ أن تعيشَ بعيداً عمّن تحبَّ ، كأنَّ حياةَ المحبِّ انعقدتْ بحياةِ محبوبِه ، فكانتْ الحسرةُ على قدرِ الحبِّ الأمرُ الذى يثقلُ على قلوبِ المحبين ، فيغادرواْ هذا العالمِ سريعاً ، لانَّ الحياةَ التى كان يحياها إلى جوارِ حبيبه ، أنعمُ من هذه الحياةِ التى يحياها سائرُ البشرِ .

    لذا عزَّ على هذا اليتيم أن يغادرَ حبيته ، لكن الظروفَ التى كانتْ أقوى منه أرغمته على الفراقِ ، فلم تطق الحبيبةُ فراقَه ، ولم يرُقْ لها هذا الجفاءُ فى بعد حبيبها ، فلزمتْ سريرَ المرضِ ، ثمّ برسالةٍ إلى الحبيبِ وهى آملةٌ أن تراه لكن وافتها المنيّة ، قبلَ أن تملى عينيها بنظرةٍ واحدة له ، فما أن رأى الحبيبُ هولَ مصيبته حتّى لحقَ بها الحبيبُ ، كى يهتديا سوياً فى الحياةِ الآخرةِ .

    " وكذلك يعبثُ الدهرُ ُ بالإنسانِ ، ويذيقه ما يذيقه من صنوفِ الشقاءِ ، وألوانِ الآلام ، حتّى إذا علمَ أنّه قدْ أوحشَه وأرابه ، وملأَ قلبَه عيظاً وحنقاً أطلعَ له فى تلكَ السماءِ المظلمةِ المدلهمةِ ، بارقةٌ واحدةٌ من بوارقِ الاملِ الكاذبِ ، فاستردَّه بها إلى حظيرتِه راضياً معتبطاً ، كما تقادُ السائمةُ البلهاءُ بأعوادِ الكلأِ ، إلى مصرِعها ، فما أسعدَ الدهرَ بالإنسانِ ، وما أشقى الإنسانَ بهِ " .

    ما أتعسَ الإنسانِ حينما يعيشُ وراءَ خيالٍ كاذبٍ ، ويمنى نفسَه الآمال الواهمة ، حينها يكونُ الشقاءُ على قدرِ المشقةِ ، حينَ منّى الولدُ أنيبحثَ عن خالِه المفقودِ ، من الممكنِ أن يكون قد خولتْ له طنونُه أن ما يفعلُه قد يكون محضُ سرابٍ يسيرُ وراءَه ، لكنَّ أملَ أن يكون الخلاصُ لوالدته من شقاءِها ، هو أن ياتىَ لها بهذا الخال الذى طواهُ الزمنُ عنهم ، وصارُ ذكرى مؤلمةً ، لا تفتأُ الأمُّ تذكرُه حتى يغرورقَ قلبُها بالدمعِ قبل العينِ .

    حينما ذهبَ الولدُ إلى أمريكا وحازَ على الجائزةِ ظنَّ أن الدنيا كشفتْ له عن ثغرها ، وظنَّ ان الخلاصَ هنا ، أن السعادة التى غابتْ عنهم كثيراً ، يوشكُ أن تعرفَ طريقَها إليهم ، فصارا فى الطريقِ الذى عزمَ على المضىِّ فيه ، وهو البحثُ عن الفقيدِ الذى كاد الزمنُ أن يطيوه فى أحشائِه .

    لكن هناكل علمَ ان تلك البارقةَ من الأملِ التى لاحتْ له ، لم تكنْ إلا خدعةٌ جديدة من خدعِ الدهرِ ، وانَّ ما كانَ مينيه لنفسِه من سعادةٍ فى الأمسِ الدابرِ ، صارَ صفحةً سوفَ يطويها الغدُ القدامُ ، وأنّ كلَّ تلك الأمالى صارتْ صفحةً فى كتابِ الدهرِ الغابر .

    وقعَ فى يدِ عصابةٍ من الزنجِ سلبتْ منه أعزَّ ما يملكُ أىُّ إنسان ، سلبتْ منه حريته ، ولا أشقَّ على الإنسانِ ، من أن تكونَ له روحٌ بين جنبيه ، ولا يملكُ هذه الروحَ ، وإنما تكونُ أسيرةً فى يد أحدٍ غيره ، حينها يكون الموتُ أفضلَ له ألفَ مرّة من هذه الحياةِ الزائفة الكاذبةِ ، ظلَّ هناك أسيراً ، لا يعرفُ للحياةِ طعماً ، لا يعرفُ للشقاءِ طعماً ، لا يعرفُ للسعادةٍ طعماً ، وحده الذى كان أنيساً له فى الكهفِ الذى حُبسَ فيه ، هو هذا الشعاعِ الذى كان يتسللُ له خُفيةً من ثقبٍ صغيرٍ ، يقضى معه النّهارَ بطوله ، فإذا جنَّ الليلُ أخذ هذا الشعاع يتسرُّب كقطرات الماء عندما تتللل من السقاء قطرةً إثرَ قطرةٍ ، ثم يرتدُّ هذا الشعاعُ مرةً أخرى إى لاسماءِ التى أتى منها .

    حينَ تضيقُ الحياةُ بالإنسانِ وتتباعدُ بينه وبين النّورِ والأملِ الخطوات ، وتكونُ هذه النّعم بالنمسبةِ له محضُ وهمٍ ، هنا تكونُ أكثرَ لحظات الدنيا صدقاً ووفاءً للإنسانِ ، كان هذا الأملُ الذى أنقذ الفتى هو .. الحبُّ ..

    استطاعَ الحبُّ أن ينقذَ الاملَ الباقى فيه ، وانتشلَ بعضَ الجمالِ الذى كاد أن ينضبَ بداخلِه ، وهنا يحقُّ له أن يذكر الشقاءَ والسعادةَ ، والغربةَ والوطن ، فحيثُ استقرَّ القلبُ على ما يصبو إليه ، عرفَ الإنسانُ مكانه من نفسِه ، ووجده بعد لأى ، هنا يحقُّ للإنسانِ ان يقولَ أنّه حىٌّ .

    كان الخلاصُ فى ابنة خالته ، التى شاءَ القدرُ أن يفرّقَ بينه وبين خاله ، فلم يضنُّ عليه الدهرُ ومنحه الخلاصَ فى التى وجدَ نفسَه فيها ، فى ابنة خاله ، لكنَّ القدرَ أبى عليه السعادةَ مرةً أخرى ، إذ ودعت ابنة خاله الدنيا سريعاً ، ويلحقُ بها الحبيبُ ، بعد أن عرفَ ألا حياةَ بعد الحياةِ الهنيئة التى نعمَ بها للحظات ، وعرفَ انَّ ما دونَ تلك الحياةِ بؤسٌ وشقاءٌ .

    [ الحجابُ ]

    " لقدْ كنّا وكانتْ العفّةُ فى سقاءٍ من الحجاب موكوء ، فما زلتمْ بهِ تثقبونَ فى جوانبِه كلّ يومٍ ثقباً والعفّةُ تتسللُ منه قطرةً قطرةً حتى تقبّض ، وتكرّش ، ثمّ لم يكفكم ذلكَ منه حتّى جئتم اليومَ تريدونَ ان تحلّواْ وكاءَه حتّى لا تبقى فيه قطرةٌ واحدةٌ "

    هنا يتعرّضُ الكاتب لقضيةِ الحجاب ويبرزُ قيمتَه من خلالِ صاحبِه الذى سافرَ إلى أوروبا ، وجاءَ بوجهٍ غيرَ الذى ذهبَ به ، فقد تحوّلَ من إنسانٍ خلقُه كأحسنِ ما يكونُ عليه الإنسانُ من صفاتٍ إلى رجلٍ يدعو إلى تطبيقِ الفكرِ الغربى بحذافيرِه ، مع هدم هذه العاداتِ الشرقيةِ الجاهلةِ كما يرى ، وأولُها هو القضاءُ على فكرةِ الحجاب ، لأنَّ هذا فى رأيه تعدّى على حقوقِ المرأة فمن حقِّ الرجلِ أن يرى المرأة كما تراه المرأة أيضاً .

    لكنَّ الكاتب حاولَ أن ينفنّدَ وجهةَ نظرِه فى أن أحسنَ شئٍ للمرأة هو أن تتزيّنَ بحجابِها ، كما تعرّض أيضاً لفكرة اختيار الزوجِ لدى المرأةِ ، ومشكلة الحبِّ ، والتعليمِ ومشكلةِالذوقِ وفى كلِّ مرّة كانَ يحاولُ أن يبينَ لخصمه ، أن الإسلامَ والعادتِ الشرقية ، لم تنقصْ من حقِّ المرأة ، وأنَّ الأفكارَ الغربية ، بالنسةِ لنا مثل الى لا تستطيعُ ان تنبتَ إلا فى أرضها .

    [ الذكرى]

    " اسفكواْ من دمائِنا ما شئتمْ ، واسلبواْ من حقوقِنا ما أردتمْ ، واملكواْ علينا مشاعرَنا وعقولَنا ، حتّى لا ندينَ إلا بما تدينونَ ، ولا مذهبُ إلا حيثُ تذهبونَ ، فقدْ عجزنَا عن أن نكونَ أقوياءً ، فلابدَّ أن ينالنا ما ينالُ الضعفاءُ "

    ما زالَ الكاتبُ يطوفُ بنا فى سماءِ الحنينِ والذكرى ، وألمِ الفراقِ ، وشقاءِ الهجرِ والحرمان ، لكن هذه المرّة ، صاغ حكايته التى لا تنتهى فصولُها ، عبر قصةِ بنى الأحمر ـ آخر سلالةٍ ، حكمتْ بلادَ الاندلسِ ، والتتى سقطتْ من أيديهم آخر قطعةٍ منها ، وهى غرناطةُ .

    لكنَّ الكاتب بعدَ هنا عن السردِ التريخى ، فحكايةُ سقوطِ غرناطة هنا ، لا تعنيه كثيراً ، لكنَّ الذى يعنيه هنا أكثر ، هى ما تبعَ سقوط غرناطة ، هو هنا يتحدثُ عن اللوعةِ والحسرةِ التى خلفها السقوط ، كأنَّ السقوطَ كان الموتُ البطئ الذى لحقَ بملوكِ بنى الاحمر وذريتهم من بعدهم ، وظلوا يبكون طوال عمرِهم كالنّساءِ على ملكٍ لم يحافظواْ عليه كالرجالِ ، حتّى بعدَ ان ماتوا جفّتْ القبورُ من الدمعِ المبللِ عليها ، كأنَّ الأحياءَ صاروا ملهيين فى عذابِ الذكرى الأليمةِ ، فكانت أهولُ عندهم من اجدادٍ لم يرتبواْ ويراعواْ لحظات كهذه .

    صوّر الكاتب الفاجعةَ هنا فى شخصيةٍ واحدةٍ وهى شخصيّةُ [ سعيدُ بنُ يوسفَ بن أبى عبدالله ] ، هذا الفتى الذى لم تكنْ له أمنيّةٌ فى حياته سوى أن يرى مرةً أخرى ، قصورَ غرناطة ، وخصوصاً قصرَ الحمراء ، الذى كادت قبته أن تعانق سحابَ السماءَ ، وتحلقَ مع الطيورِ السابحةِ فى حجوِّ السماء ، تمنى أن يسيرَ مرّةً أخرى على ضفافِ أنهارها ، وأن ينعمَ بنرظةٍ إلى جداولها الخضراء .

    لكنَّ الأيامَ لم تضنّ على هذا الشاب المسكين الذى ذاق عذابَ الذكرى ، وشقاءَ الهجرِ ، فكانَ لهذا القلبِ المكلومِ ان يستريحَ من هذه العذاباتِ ولو قليلاً ، وهنا كان الخلاصُ بالنسبةِ له فى فلورندا .

    أحبّ الشابُ فلورندا وأحبته هى أيضاً ، وصارَ يحتملُ ى شئٍ فى الحياةِ إلا أن يحتملَ لوعةَ فراقِها ، فأحبّها حبَّ الزهرةِ الذابلةِ للقطرةِ الهاطلةِ ، لكنَّ الدهرَ دائماَ يضحكُ علينا بلحظات يكشفُ لنا فيها عن ثغره ، لكن سرعانَ ما تتبدّى حقيقتُه لنا ، فتتلاشى تلكَ السعادةَ التى كانتْ تغمرُ قلوبَنا ، وينطفئُ هذا الأملُ الذى اتقدَ داخل نفوسِنا ، وهنا يكونُ الشقاءُ ، وهنا يكونُ موطنُ البؤسِ الذى ليس بعده بؤس .

    فرّقتْ يدُ الدهرِ بين الحبيبين ، وكانتْ ضريبةُ الحبِّ هى رقبةُ هذا المحبِّ الصادق ، لكنَّ ظلّتْ ذكراه خالدةً ، وسيرتُه حيّةً إلى الآن ، فبجانب قبره ، كتبت عبارةُ :

    " هذا قبرُ آخر ملوكِ بنى الأحمر "

    " من صديقتِه الوفيّة بعهدهِ حتّى الموتِ "

    " فلورندا فيليب "

    [ الهاوية ]

    " الآنَ عرفتُ أن الوجوهَ مرايا للنّفوسِ تضئُ بضائِها ، وتظلمُ بظلامِها ، وحسبنا من الشقاءِ فى هذه الحياةِ ما ياتيه به القدرُ ، فلا نضمُّ إليه شقاءً جديداً نجلبُه بأنفسِنا لأنفسِنا "

    حاوَ الكاتبُ أن يصوّر هنا المعنى الحقيقى للسعادة بالنسبةِ للإنسانِ وهى أنّها تكونُ بين زوجتِه وأولاده ، لأنهم هم الاجدرُ بحبه ، وهو الاجدرُ بحبهم ، ومهما حاولَ الإنسانُ أن يبحثُ عن أسبابِ السعادةِ فى وسائلَ أخرى فلن يجدى نفعاً ، وسيعودُ مرّة أخرى ، إلى أسرته الصغيرةِ ، التى هى بمثابة فرديس من فراديس الجنّة ، هنا سيجدُ من يحنو عليه ، أمّا أى شئ آخر ، سيكشفُ الإنسانُ زيفَه ، حينما يكونُ قد أخذ منه اعزَّ ما كانَ يمكله .. ان يأخذَ منه قلبَه .

    [ الجزاءُ ]

    " لا تعرفُ المرأة لها وجوداً إلا فى عيونِ الرجالِ وقلوبِهم ، فلو خلتْ رقعةُ الأرضِ ، من وجوه النّاظرينَ أو أقفرتْ حنايا الضلوعِ من خوافقِ القلوبِ ، لأصبحَ الوجودُ والعدمُ سواءً "

    فى هذه القصة حاولَ الكاتبُ ان يعالجَ بطريقةٍ أخرى نفسَ النظرةِ التى تحدّثَ عنها فى القصةِ السابقةِ ، وهو على الإنسانِ السعيدِ ان يقنعَ بمسبباتِ سعادته وألا يطمعَ فى أساليب أخرى ، قد تضيع عليه هذه السعادة ، وهذا ما حدثَ بالفعل مع " سوزان " ، حينما حلوت أن تبحث على السعادة مع فتى آخر غير جلبرت .

    فكانت النهاية مأساوية ليس لسوزان فحسب ، بل كان لها ، ولجلبرت ، والفتى الذى أحبها ، وابنتها أيضاً ، لذا بعد هذه القصة أصبحت مقتنعاً تمامَ الاقتناعِ بالقاعدةِ التى تقولُ " تجنّبواْ جراحاتِ القلوبِ ، فإنَّ جراحاتِها قاتلةٌ " ، فما أشدَّ حسرةَ القلوبِ حينما تبحثُ عن سعادتها فى أشياءِ تدركُ متأخراً زيفَها وسذاجتها .

    [ العقاب ]

    " واعجب للنّاسِ فى ضعفِهم واستحذائِهم ، أمامَ القوةِ القاهرةِ وغلوِّهِم فى تقديسِها وإعظامها وإغراقِهم فى الثقةِ بها والنّزولِ على حكمِها عدلاً كانَ أو ظلماَ ، وكما أن النّارَ لا تعالجُ بالنّارِ ، وشاربُ السمِّ لا يُعالجُ بالسمِّ ، وأنَّ مقطوعَ اليدِ لا يُعالجُ بقطعِ اليدِ ، كذلكَ لا يُعالجُ الشرُّ بالشرِّ ، ولا يُمحى الشقاءُ بالشقاءِ "

    حينَ تغيبُ العدالةُ بين النّاس ، ويتولّى أمرَ القضاء بينَ النّاس قضاةٌ أقصى امانيهم ، هو جمعُ أكثرَ ما يستطيعونَ من أموالٍ ، حينَ يلبسُ الحقُّ رداءَ الباطلِ ، ويلبسُ الباطلُ رداءَ الحقِّ ، حينَ تصيرَ كلمةُ العدلِ ، أقصى معرفةِ النّاسِ بها ، هو أنّها كلمةٌ متكوبةٌ على لافتةٍ معلقةٍ على جدرانِ وأسوارِ المحاكم ، ومن يتولوا أمرها أبعدُ ما يكونونَ عنها .

    عبرَ ثلاثةِ أحكامِ أصدرها مجلسُ القضاءِ الظالمِ على ثلاثةِ أشخاصِ استطاعَ الكاتب أن يعبرَ عن مدى الظلمِ الذى استفحلَ فى الأمّة ، عن طريقِ إصدارِ أحكامٍ دونَ سماعٍ لأقوالِ المحكومِ عليهم ، كأنَّ القاضى يُصدرُ حكمه بناءً على حكمٍ ، أتى له ممن فوقه ، وكل تلك المحاكمات ما هى إلا فصول من المسرحيةِ الهزليّة ، التى تقامُ على مسرحِ دورِ القضاءِ ، لكن الجمهورَ لا يضحكُ ، إنما يُحالُ ضحكه إلى حزنٍ مكلل بأنهارٍ من الدموعِ ، والصرخات والآهاتِ .

    الأول أجرمَ الكاهنُ فى حقه حينما أبى أن يعطيه ما يسدّ به رمقه ، ويدفعُ عنه عاديةَ الجوع ، فاضطرَّ أن يسرقَ ، فكان عقابُه الموت .

    والثانى الذى مات دونّ عرضِه وشرفهِ ، فكان الحكم العادلُ لهذا الشريف هو أن يموت ، ربما أبرر موته ، لأن الشرفاء مثلهم يانفون ان يحيوا على هذا الأرضِ .

    وأما الثالثة فحينما رفضتْ أن تسلّم قلبها إلى القاضى الذى لا تحبّه ، فكان حكمها الموت أيضاً .

    " ها هم النّاسُ قد عادواْ إلى ما كانواْ عليه ، وها هى الأرضُ قد ملئت شروراً وفساداً حتّى لم يبقَ فيها بقيةٌ طاهرة ، يستطيعُ ان ياوى إليها ملك من أملاكِ السماءِ "

    لأنَّ الفقراءَ يزدادونَ فقراً ، والأقوياء والمتكبرين يزدادون عنفاً وظلماً ، والقضاةُ الذينَ وضعواْ القوانينَ أصبحواْ يطالونَ بها ما لا يرغبون ، وينالونَ بها ، ولا يُنالونَ .

    [ الضحيّة ومذكراتُ مرغريت ]

    " إنَّ للحبِّ فنوناً من الجنونِ ، وأقبحُ فنونِه أن يعتقدَ المتحابّان أن حبَّهما دائمٌ لا تغيّره حوادثُ الأيامِ ، ولا تنالُ منه الصروفُ والغيرُ ، ولو عقلا لعلما ، أنَّ الحبَّ لونٌ من ألوانِ النّفسِ ، وعرضٌ من أعراضِها ،الطائرةِ ، تأتى به شهوةٌ وتذهبُ بهِ أخرى ، ولا يذهبُ بهِ المثلُ مثل الفاقة إذا اشتدتْ واستحكت حلقاتُها فإنْ النّفسَ تطالبُ حياتها وبقاءَها ، قبلَ أن تطلبَ لذائذها وشهواتها "

    هنا فى هذه القصة يحاولُ الكاتب أن يرجعَ مرة أخرى إلى جنّة الحبّ ، بعد أن شردَ قليلاً هنا ، وكأنَّ الكاتبَ أحبَّ أن ينتهى بما بدأه ، وهو التأكيد على ضرورةِ الحبِّ فى حياتنا ، لأننا بدونه أمواتاً ، وإنْ تظاهرنا بالحياةِ ، لكنْ النهايةِ لم تكنْ خفيفةً على القلوبِ ، النهايةُ كانت صعبةً كثيراً ، ربما تكون اكتسبتْ صعوبتها نظراً لطولِ صفحاتها ، أم لطولِ قصةِ الحبِّ الممتدة بين ( مارغريت وأرمن ) .

    أقصدُ أنها كانتْ صعبةً ،لأن نهايةَ الحبيبين كانت كعادةِ الكاتب فى نهاية كلِّ القصةِ ، وهو الفراقُ ، كأنّى بالكاتب أرادَ أن يؤكدَ كثيراً على خطورتِه ، كأنّه أرادَ ان يقولَ أن فى الفراقِ هلاكُ المحبين ، سيتركُ الفراقُ جرحاً غائراً فى قلوبهم ، لا تقدرُ الأيامُ على مداواتِه ، فى الفراقِ منبعُ الشقاءِ فهو مثلَ الشمسِ الحارقةِ التى تقتلُ النباتَ الاخضر المعشوشب .

    الكاتبُ أرادَ أن يقول :

    أن لكلِّ روحٍ من الأرواحِ روحاً أخرى تماثلُها وتقابلُها ، وتسعدُ بلقائِها ، وتشقى بفراقِها ، والشقاءُ يكونُ حينَ تضلُّ كل روحٍ عن أختِها فى الحياةِ الاولى فذلكَ شقاءُ الدنيا ، وأن تهتدى إليها فى الحياةِ الثانية وتلكَ سعادةُ الآخرةِ ، فإنْ فاتَ الإنسانَ سعادةُ الأرضِ ، فحتماً ستدركُه سعادةُ السماءِ !! ..

    فى النهاية هل استطاعَ الكاتبُ أن يعالجَ بعبراتِه شقاءَ الأشقياءِ ؟ ، هل كانتْ عبراتُه سلوى وتعزيةً لهم ؟ ، أمْ أنَّ الأشقياء الذينَ أتى بهم الكاتب إنّما هم شخصياتٌ خيالية ، وأننا نحنُ الأشقياء الذى سكب علينا الكاتبُ عبراته ؟ ، وهنا يكون السؤال ، عل عالجتْ عبراتُه شقاءَنا ؟ .

    لا أظنُّ ذلك لأنه كما قال " لا يُمحى الشقاءُ بالشقاءِ "

    Facebook Twitter Link .
    26 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    عدت أخيراً وقرأت لك ثانية... اعتذر منك إذ أنني لم أنسجم في القصص كثيراً رغم لغتك التي نفقر إلها أيما افتقار، ورغم تعبيراتك النافذة إلى صدور القراء، ورغم امتلاكك أسلوب القصة القصيرة اليسيرة، إلا أن نهاياتها الحزينة تؤرقني وتتعبني... ولو أنك أحكمتها بقليل من الأمل أو الشفقة لأراح بالي قليلاً...

    إن من هذه القصص ما يجعلني أحلل وأركب عن ماضيك، ترى أهي جميعها من نسج خياله أم انه عاصر من مثلها، أو عايشها شخصياً... وأغلب الظن أنني لن أتوصل لنتيجة فأترك كتبك وأبتعد لغيرها.

    Facebook Twitter Link .
    9 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    حين يجتمع الأدب مع العاطفة ✋

    Facebook Twitter Link .
    7 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    أظننى تأخرت كثيرا عن قرائتى للمنفلوطى

    رائع أسلوبه ومبهر أيضا والكلمات عمقيه فوق الوصف

    ****عن اليتيم تألمت لها كثيرا

    تفرقا غصبا عنهما وجمعما الموت مرة ثانيه

    **** عن الشهداء

    قصه روحانيه فوق الوصف

    **** الحجاب

    سترة المرأة وعفتها ويعرض قصة واقعيه

    عن عدم الانجذاب للغرب فى هذه الأشياء

    **** الذكرى

    عن غرناطة واخر ملوكها ومحاولة سلب دينهم

    بعدما سلبت منهم بلادهم

    **** الهاوية

    الادمان على الخمر يدفع المرء للخسارة الكبرى

    ****الجزاء

    الجزاء من جنس العمل حقا

    العقاب****

    أصعب مايكون هو الظلم وعدم الاستماع الى شكوى المتهم

    تنفيذ العقوبة بالادلة الظاهرة فقط

    الضحية*****

    الأجمل والأكثر روعة وقصة مرغريت وحياتها

    آلمتنى المذكرات التى كتبتها لارمان

    العبرات من أجمل ما قرأت

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يلقب بإمـــام النثر .. يلقب بأديب البكــاء الذي لم يتوقف عن مداعبــة الأمل .. أدب المنفلوطي طرب أصيل

    من روائع الأدب العربي للتاشئين حقيقة .. أسلوب فذ .. كلمــات قوية .. قصص قصيرة و عبرات كبيـــرة ..

    قراءتي الأولى للمنفلوطي و لن تكون الأخيرة إن شاء الله ..

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    شكل هذا الكتاب لي صدمة كبيرة، صراحة.

    كان هذا هو اختياري للقراءة الأولى للمنفلوطي بعد سنوات من التأجيل دون سبب لكون التقييمات هنا ممتازة ولسمعة الكتاب الكبيرة التي اكتسبها بسبب "روعة" قصصه وتأثيرها و"الدموع" التي سكبت على صفحاتها.

    دخلت لأقرأ وكلي حماس وسقف توقعاتي شارف عنان السماء. غير أن السقف تصدع مع القصة الأولى وانهار فوق رأسي مع وصولي للثالثة. لم أستطع سوى قول، ما هذا؟ على طول الكتاب.

    أين الدموع والعبرات؟ أين التأثير؟ أين الجمال؟ أين القصص الرائعة والحبكات المحكمة؟ لم أر شيئاً من هذا سوى في قصتين أو ثلاث أعجبتني لكونهما الأكثر واقعية وحدوثاً في مجتمعاتنا، غير أن البقية لم أستطع حتى أن أضع لها نجمة واحدة، لكون النجمة كثيرة جداً.

    أولاً، كانت هناك إطالة مميتة قاتلة في القصص وتفاصيل لا داعي لوجودها، وقد تغاضيت عن هذا الأمر لعلمي ان هذا كان السائد في زمان كتابة القصص.

    غير أن غير المقبول أبدأ هو الشطحات غير العقلانية التي رأيتها في أغلب القصص (ولنقل في كلها ونستثني الاثنتين اللتين أعجبتاني ونضعهما خارج التصنيف).

    في كل قصة يسقط الأبطال (والرجال الأشداء) مغشياً عليهم عشرات المرات.

    في كل القصص يموت الأبطال كمداً وحسرة على أحبائهم.

    في كل قصة يعانون الحمى ويبقون طريحي الفراش حتى يموتوا أو يجعل الله لهم سبيلاً.

    في كل القصص نرى الحب من النظرة الأولى والاستعداد للتضحية بالحياة بعد النظرة او اللقاء.

    في كل قصة نرى الشطحات العجيبة والصدف الغريبة والمواقف الصبيانية التي لا أراها تعبر عن الحب بقدر تعبيرها عن شخصيات مهزوزة وعقول فارغة ليس لها من الحياة سوى نظرة من "المحبوب". وكأن الحياة فرغت من كل القضايا حتى نموت في سبيل نظرة او كلمة او لقاء.

    مثلاً، نرى رجلاً ذهب في رحلة إلى أقاصي الأرض ليختطف هناك على يد عصابة ويوضع في مجاهل الغابات لتحرره فتاة ما، فيحبها ويفديها بروحه وتفديه بروحها بعد نظرة واحدة، ليتضح بشكل ما أنها ابنة خاله المفقود! ويموت الاثنان في سبيل حبهما ولشدة تعلقهما ببعضهما بعد ساعة أو اثنتين على لقاءهما لأول مرة، أو شيء من هذا القبيل.

    هذا نموذج من القصص. عادي. نرى هذه الامور والصدف كل يوم، لا شيء يدعو للعجب، بل هذا يستجر العبرة إثر العبرة!!!

    وقس على ذلك البقية.

    عجبت كيف لقصص كهذه أن تنتشر وكيف لجيل الشباب أن يحبها اليوم بعد انفتاح وتعقل ووعي، وبعد الواقعية التي يتغنون بالبحث عنها في كل ما يقرؤون، وهي تخلو من كل ما ذكرت؟ لا أعلم هل أعتب على الكاتب لاختياره هذه القصص بالذات لترجمتها، ام أعتب على من يذرف العبرات للّغو التي احتوته؟ لا أعلم. فعلى طول الكتاب كنت اخبر أختي بالقصص الواردة ونضحك سوياً على ما فيها وهي تستغرب في كل مرة سبب إكمالي للكتاب.

    نجمة كانت للقصتين اللتين أعجبتاني، واللتين كانتا من تأليف الكاتب وليس من ترجمته (يا للصدفة).

    اما النجمة الأخرى فكانت للغة الكاتب. هنا يتضح جيداً ودون أدنى شك او شبهة بأن الكاتب طارت شهرته في الآفاق بسبب هذه اللغة الرائعة العذبة الفصيحة والمتقنة. كانت التعبيرات أشبه ما تكون بقاموس ضم أعذب المفردات وأجملها وقعاً ونسقاً لينسج منها هذه القصص.

    ما جعلني أستمتع بقراءة هذا الكتاب هو اللغة والاسلوب الذي صيغت به الجمل، واللذين يشدان إلى قراءة المزيد، وأظنه هذا كان هو المؤثر وليس محتوى القصص على الإطلاق.

    قد أقرأ مجدداً لهذا الكاتب فقط بسبب اللغة والأسلوب، ولكنني سأحرص جيداً على انتقاء المقالات أو الكتب الاجتماعية للكاتب والتي تمس المجتمع العربي المسلم، وليس ما نقله وترجمه من أدب وقصص، إطلاقاً.

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    العبرات ... اسم دلالة كبيرة على كمية الاسى والحزن والالم الموجودة داخل وريقات الكتاب ... العبرات ، عبارة عن مجموعة قصصية قصيرة من الواقع الذي عايشناهُ ونا زلنا  نعايشهُ ،  رغم صغر القصص الا انها مؤثرة الى ما ابعد الحدود ، ابدع المبدع المنفلوطي في كتابة هذه  السطور المليئة بالمشاعر والكلام المؤثر والعذب

    القصة الاولى لفتى توفيا اهله عندما كان في السادسة من عمره فتكفل عمه في تربيته في قصر بيته بجانب ابنتهِ التي كانت من عمره لعبا معاً ودرسا معاً وكل وقتهما معاً الا ان كبر الشب فتوفي عمه وعندها زوجة عمهِ قالت لهِ ان ابنة عمك اتاها عريس ويعز عليه ان تسكن معنا في نفس المنزل فترك القصر وذهب بعيداً على اثر غيابه مرضت ابنة عمه المسكينة الا ان وافتها المنية وعندما علم بوفاتها لحق بها وتوفى ايضاً ...!!

    اما القصة الثانية : امرة يتيمة الابوين وارملة ليس لها من الحياة سوى اخ و ابنها الصغير ومع مرور الايام يفلس اخيها وييافر تاركاً اخته وولدها وحيدين يعاركون الحياة ومأسيها ... وعندما كبر الولد اصبح رساماً وسمع بمعرض غي امريكا فأخذ امه وسافرا للبحث عن اخيها الذي لا لم تراه منذ 15 عاماً .... وتبدأ حكاية من الاسى والالم لا اريد افسادها !!!

    القصة الثالثة : شاب ذكي متفهم سافر الى اوروبا فعاد الى وطنه احمق جاهل ابله هدفه (تحرير المراءة) عن طريق تجرديها من ملالسها وخلعها لحجابها الى ماذلك ... ولكن السحر انقلب عن الساحر و اول من وقع ضحية *هذا التحرير* هو فقد خانتهُ زوجته مع صديقهِ ...

    القصة الرابعة : تتحدث عن رحيل اخر امير عربي من الاندلس و رثاء لحال المسلمين بعد ابتعادهم عن دينهم وربهم .... وكان غلام لبني الأحمر في البلاد العربية عندما كبر فرر الترحال الى بلاد الاندلس لرؤية تاريخ اجدادهِ ....

    القصة الخامسة : شابين اصدقاء واكثر من الاخوة اذا ما سقط الاول اشتد عضده بلاخر ، واذا ما اخطا الثاني اوقظه الاول وهكذا ، الا ان اضطر احد الشابين ان يسافر استمر سفره لمدة سبع سنوات وعندما وحد رفيق دربهِ بحالة يرثى لها رجل سكير مقامر لا نفع منه ...

    القصة الخامسة : شاب وفتاة مخطوبين متحابين وهم اولاد اعمام في قرية صغيرة ... في يوم الايام راى الفتاة شاب وسيم وغني وذو نفوذ في البلد فاعجبته واعجبها وذات ليلة من الليالي ذهبا معا الى قصره وتركت حبيبها وخطيبها ... بعد مرور 3 اعوام على الحادثة وذات يوم من الايام عاد الامير الوسيم الى قصره قائل لخليلتهِ اتركي القصر فانني تزوجت وزوجتي وقادمة وكانت لديها ابنة صغيرة تخلى عنها ايضاً وبعد انكاره لها ولابنته انتحرت وعندما رات طفلتها هول المشهد مرضت ولحقت امها بعد 3 ليالٍ اما الامير فتركته زوجته وهو فقد عقله ...

    القصة السادسة هي ذات القصة الموجودة في كتاب الارواح المتمردة لجبران خليل جبران تخت عنوان صراخ القبور ولكن طريقة سرد القصة عن طريق المنفلوطي اجمل واروع ادبياً وفكرياً و اوضح ثقافياً وحرفياً من منظور جبران ...

    القصة الاخيرة لفتاة يتيمة فقيرة لم يرضا احد ان يعطيها لقمة عيش او يتزوجها ليستر عليها فذهبت الى حياة العاهرات الساقطات الفاجرات الا ان صادفها  شاب احبها واحبته فابتعدت عن حياة الفجور والانتقال كل ليلة بين مصاجع الرجال ولكن حياتها السابقة حرمتها العيش الهني فابتعد حبيبها عنها بسبب كذبة وماضت بمرض عضال ...

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    العبرات لمصطفى لطفي المنفلوطي

    في الحقيقة لا أجد أي عبارة تفي بالغرض ،لوصف هذا الكتاب وهذا ما يحدث معى غالبا عند محاولتي لتقديم رأي حول كتب من كتب المنفلوطي ...رغم الثراء اللغوي الكبير في الكتاب إلا أني بعد نهايته أحس وكأنه سرق مني كل شيئ لم يبق في جعبتي كلام يقال أو يُكتب ..

    الكآبة في أسمى معانيها تتجسد في صفحات هذا الكتاب ،مجموعة قصص مأساوية تتجلى فيها مشاعر اليأس والحزن ،فما إن تمسح دموعك وعبراتك بعد نهاية إحداها حتى تعود وتنسكب مرة أخرى ،اشتركت جميع القصص في بيان شقاء الضعاف والمساكين واليتامى والمظلومين ...

    يتضمن الكتاب تسعة قصص دارت حول العديد من المواضيع التي شغلت الأراء في عصر الكاتب ولا زالت يعني لحد الآن كقضية الحجاب ،المفاسد والرذائل ،الظلم ....وقد حاولت تلخيص بعضها (أنصحكم بقراءتها لوحدكم لأني هنا تجاهلت العديد من التفاصيل ووو):

    القصة الأولى اليتيم :تدور أحداث القصة حول فتى تيتم في السادسة عشر من عمره، ليتكفل به عمه ويراعي شؤونه بجانب ابنته ،فكبرا معا وكبر حبهما لبعضهما البعض ،الى أن توفي عمه فقررت زوجة العم تزويج ابنتها من رجل ذو مال وطلبت من الفتى أن يحترم ذلك فغادر وتركها ،فحزنت حبيبته لذلك حزنا شديدا توفيت بسببه ليتبعها هو حزنا عليها .

    الشهداء :روى فيها الكاتب قصة تلك الأم الحزينة الأرملة التي عاشت في كنف أخيها مع ابنها، ليغادر أخوها الى أرض لا تعلمها ويطول غيابه، فحزنت لذلك حزنا شديدا دام سنين عدة ،كبر ابنها واصبح رساما فقرر المشاركة في معرض للرسم في أمريكا دعما ونشرا لموهبته من جهة وبحثا عن خاله من جهة أخرى لعله يخفف حزن أمه ،ليكون مصيره مصير خاله وتعيش الأم الحزن أضعاف الى أن تموت .

    الحجاب:بين فيها مدى تأثير الحضارة الغربية في فكرنا اليوم عن طريق سرده لقصة ذاك الشاب الذي كان يتميز بذكائه ووعيه قبل أن يعود من أرض الغربة أحمق تافه فقد قرر نزع الحجاب لزوجته وإعطاءها الحرية في مخالطة من تشاء ،وأراد أن يأخذ الجميع بهذا القرار لأن فيه دعوة لتحرر المرأة ليعيش في ظلمة فكرته الجاهلة هذه فلا يرى النور والحق إلا بعد أن تخونه زوجته ...

    كما تضمن الكتاب قصة آخر امير في الاندلس من رجال بني الاحمر،قصة العقاب التي كانت نفسها الموجودة في كتاب الارواح المتمردة لجبران خليل جبران وأرى أن المنفلوطي قد أبدع وتميز فيها ...وقصة مارغرييت التي ختم بها المنفلوطي كتابه وقد كانت أشد القصص حزنا ويأسا بعد معاناة مرغريت وتضحيتها ...

    الكتاب في مجمله راائع بقصصه التي كان الألم السيد والمعلم الأول فيها ، هو دعوة غير مباشرة من المنفلوطي للالتزام بالعديد من السلوكات والأخلاق الفاضلة ،أرى فيها فقط بعض الكآبة والمشاعر الحزينة المبالغ فيها حتى أنها أثرت كثيرا على مزاجي أيام رحلتي مع هذا الكتاب .

    أنصح به كثييرا خاصة لمن يريد تطوير وإثراء رصيده اللغوي 💗

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    يبدع المنفلوطي في وصف عَبَراتِ الغلابى والمحزونين

    قصص أليمة مليئة بالحزن والألم والفَجع بفقدان الأحبّة

    لفتتني قصة الشيخ العجوز مع آخر ملوك بني الأحمر حين سقوط الأندلس..

    قصة تصلح بنفس النص لزماننا الذي يحكم الناس فيه أرذلهم وأوضعهم وأكثرهم نفاقًا.

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    بدأت بقراءة كتب المنفلوطي لجد ما سمعت عن روعتها لكن للأسف لم أشعر بأي من هذه العظمة, ولا أدري لماذا...

    اللغة جزلة لا اختلاف لكن هل تفيدني معرفة هذه الألفاظ في قراءاتي أو فيما أكتبه... لا أعلم

    شيء استفزني جدا جدا و هو أسلوب المنفلوطي في قص الحكايا وهو شعوري بأنه لا يحترم العقل الذي يخاطبه .. يعني أنني لم أصدق أي قصة من القصص و لم أشعر أن أيا منها ممكن أت نحدث في الحياة الواقعية و شعرت أن الكثير من الأحداث لا لزوم لذكره و لا أثر له في تقدم الأحداث و لا فائدة منه سوى بإطالة الصفحات.

    قد لا يوافقني الكثير على وجهة نظري هذه لكن هذا حقا ما شعرت به بعد مجاهدة لاكمال هذه الصفحات و صفحات أخرى مما كتب..

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    عبّر المنفلوطي في هذا الكتاب عمّا يجيش في مجتمعه من مشكلات انقسم حولها

    الرأي بين مؤيد ورافض، كمسألة الحجاب، ومسألة محاكاة المتفرنجين، وما ساد المجتمع من مفاسد خلّفها التفاوت الطبقي والإستعمار الأجنبي. وعبّر عما يجيش في نفوس الشباب من أشواق وأحزان وآلام، وكانت قصصه بمضمونها قطرات من الدمع يسكبها بين أيدي القرّاء. وفي مقدمة العبرات يصور ذلك بقوله: الأشقياء في الدنيا كثر، وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات، علّهم يجدون في بكائي تعزية وسلوى.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    إذا أردت أن تحصل على الكآبة فها هي هنا في هذا الكتاب .

    ولكن لأتحدث بحق توجد في كل قصة من هذا الكتاب رسالة غامضة لنا لاستنتج منه بالنهاية أن الألم هو أكبر المعلمين لنا .

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كعادته المنفلوطي يثير قلبك الانساني ومشاعرك الدفينة التي أغفلتها مشاغل الدنيا باستعراضه بعض القصص الحزينة التي وصفها بلغة أدبية راقية دون تكلف وبأسلوب مشوق جذاب ..

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    بالنسبة لي كتاب رائع

    قرأته قبل ذلك مرتين و استطيع تذكر كل قصصه بصراحة تعجبني كل كتابات المنفلوطي تجد فيه رقة و عذوبة في كلماته

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتاب جداً مؤثر وجميل ١٠ من١٠

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    عباراة حياتيا لن تفهمه ابد🌚

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لماذا الغلاف مختلف

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    كئيب

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    لطالما سمعت عن المنفلوطي وهناك احتمال كبير جداً أني قرأت اقتباسات من مؤلفاته في المقالات والأخبار الأدبية لكن هذا كان أول كتاب أقرأه له. هذا أحد الكتب التي اجدني أعطيه نجمة واحدة لأنها أدنى تقييم يمكن لي اعطاءه وتمنيت لو بالإمكان أعطاء تقييم أدنى من ذلك. هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص التي يجتمع فيها بعض الصفات المشتركة وهي الصياغة اللغوية والأدبية القوية جداً والخيال الساذج حد الطفولة والكآبة الشديدة والمبالغ فيها بشكل كريه.

    وجدت كذلك في عدد من القصص احتقار شديد للمرأة وخاصة في القصة الثالثة وكانت بعنوان "الحجاب". قاومت كثيراً فكرة التوقف عن مواصلة قراءة بقية قصص الكتاب بعد هذه القصة التي فاضت نفسي من الاشمئزاز بما طفح منها من صنوف استصغار النساء وتهميش قدراتهم في كل المجالات. كانت القصة مليئة بالتناقضات حول لماذا على المرأة تسليم حياتها لأقاربها من الذكور، فتارة هؤلاء الذكور أقدر من المرأة في اختيار شريك حياتها وتارة أخرى هم مخلوقات ضعيفة الإرادة وقاصرة في التحكم بنزواتها مقارنة بالذكور في أوربا الذين يمكن للمرأة أن تأمن على نفسها بينهم. كيف يمكن تبرير تسليم المرأة لمفاصل حياتها إلى مخلوقات ضعيفة وفوق ذلك يتم نبذ من لا ترضى بمثل هذا الأمر ويتهم من يناصرها من الرجال بأبشع التهم في شرفه وعقله.

    قد تكون آخر قصص الكتاب وكانت بعنوان "الضحية" هي أقل القصص سوء لأنها احتوت على أقل كمية من الخيال الساذج وتخللها قدر من الحبكة الدرامية والتسلسل المنطقي. لكن للأسف أشبعها المنفلوطي حشو وإطالة مملة جداً بحوارات سوداوية تدفعك إلى فكرة تمزيق الكتاب (أو تحطيم الجهاز الذي تستخدمه للقراءة). ميزة أخرى وجدتها لقصة "الضحية" وهي كونها ختمت هذا الكتاب وبنهايتها انتهت معاناتي في قراءته.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 46
المؤلف
كل المؤلفون