"لو أن أحدًا قد لوح لي أن "سانتي" ممكن أن تتحوَّل ذات يومٍ إلى ذكرى، مجرد ذكرة، لخنقته احتجاجًا وغضبًا ..
ولكن أحدًا لم يقلها ..حتى أنا لم أقلها لنفسي! إنما بلا قول أو ضجيج .. تكفَّل الزمن بكل شيء ..وفي صمت .. وبلا مؤثرات .. الزمن قاتل .. نهاية الأشياء"
.
هكذا تنتهي تلك الرواية /البحث البديع في علاقتنا بالناس .. في ذلك الحب .. حينما يغدو سلطانًا بلا مقابل .. سلطانًا بدون عرش يتوجه، يملك على المرء نفسه وكيانه، ولكن هكذا .. بدون أن يشعر به الآخر .. ويبادله شعوره نفسه!
ليس الأمر هنا قصة حبٍ من طرف واحد فحسب، بل هو بحثٌ حول تلك العلاقة التي تتطوَّر بين اثنين وتتدهور فيما بعد .. وكيف أن الزمان ينهيها في لحظة .. تالية ..
في النفس شجون كثيرة ربما يصعب حصرها وكتابتها من وفي تلك الرواية، ليس فقط لبراعة "يوسف إدريس" في خلق عالم من تلك العلاقة البسيطة، ولكن لقدراته على الإطناب فيها والاسترسال والمضي بها لدرجة قد تدفع بعض القراء إلى الملل منها، ولكنها وهو يعبِّر عنها صادقة كل الصدق واقعية كل الوقوع !!
.
بالإضافة إلى إشارات هامة لا يجب التغاضي عنها عن علاقة ذلك الطبيب الثوري الصحفي بالحياة والناس من حوله في مصر خمسينيات القرن الماضي، أيام كانت هناك ثورة أيضًا ..
.
شكرًا يوسف إدريس