ربما كان سيروقني لو التقيته منذ عشرة أعوام ..بعقلٍ صبيٍ مازالت تعطر جنباته مسلسلات الأطفال العربية القديمة ، حيث يبزغ الشيخ المسن منير الوجه أجش الصوت ، يصب الحكمة قصصا وحكايات في آذان فتية وغلمان ..ولكن في مثل هذا العمر وفي مثل هذه الأيام فلقد تحملت الاستفزاز جسدا ثقيلاً يقبع بين طيات العبارة المتهالكة على كل الصفحات ((سأل الفتى التلميذ أستاذه الشيخ قائلاً)) سؤالا كله حيرة ((ويرد أستاذه الشيخ قائلا)) إجابةً فُرض عليك أن تُختتم بها جلّ المقاطع وكأنها عين الحكمة والبصيرة وإن كانت بليدة .. ... فبربكم أيها المعجبون بالكتاب ألم يسأم أحد؟؟؟ ألم يكن الواقع بعد كفيلا بقتل فكرة الحق الذي لا يراه إلا المسن إلى الأبد ؟؟؟ ألم يخطر بالبال أن لو كان لتلك المقاطع بقية لكانت شئ كمثل (فأطرق الفتى التلميذ قائلا بيأس: ليس هذا يا شيخي ما كنت أبحث عنه) ولصار الكتاب بعدها درس لكل جيل مازال لا يعرف أنه مادام الشبيبة الصغار لم يطؤا زماننا الماضي فالعدل يقتضي أن لايتعدى الشيبة الكبار حدود زمانهم الحاضر بالمثل ..وليتركوهم إذن وأسئلتهم فبعض السؤال حكمة إن كنتم تعقلون!! .....((من أنا لأقول لكم ما أقول لكم )) أسأل نفسي الآن بمقالة محمود درويش هذه فقط لأتذكر بأنه حري بمن لا شأن له الصمت إن كان الحديث عن كتاب ( لطه حسين ) بل وصنفه الكثيرون أيضا من أفضل مئة كتاب قد تقرأه يوما ....ولكني أنا الذي كفر بالشيوخ وحكمة العمر المديد!! ولن أعود عن ردتي إلا أن يمنحني أحدهم آية !! وآية صدقهم عندي هي أرضا واحدة في التاريخ اهتزت وربت بحكمة لا يعلمها إلا الشيوخ ...فإن لم يجدوا ولن يجدوا فلتكن إذن أرضا واحدة في التاريخ لم تنبت من كل زوج بهيج بعدما أُشربت دماء الفتية وأُطعمت أجساد الصغارممن لا يعلموها ..وإلا فليصمت كل الخوالف!! القاعدون من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا !! وليصمت كل من اقتنص من الحياة نصف قرن أو يزيد فأنتم وإن دفنتم شباب الأرض جميعا ما زلتم أولوا بقية من عمر يسير!! ولتكن حكمة المسن دعاء.
من أجل هذه البشارة فقط كانت النجمات :
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ : ما تقول في شعب يجري أمره على جهل الشباب وطيشهم من جهة ، وعلى ضعف الشيوخ وحمقهم من جهة أخرى؟
فقال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : أقول إنه شعب ناهض يسعى إلى المجد بخطو سريع!
(وأطلق عنوان المقطع عنان حاجبي المقطبين طيلة الكتاب والذي كان (نهضة )) .
أما (طه حسين ) فلك مني شديد الأسف وصدق الاعتذار ... وإني أبداً لم أكن لأسمح لنفسي بهجاء ما كتبه شخصك الكريم لولا أن أذنت راقياً في مقدمتك قائلاً : ((فارض إن أثارت القراءة في نفسك الرضا ، واسخط إن أثارت القراءة في نفسك السخط ، وأنا أعفيك من الثناء والتقريظ مخلصاً، وأبيح لك النقد والعيب مخلصاً )) وحيث أني أومن أن عالم الأحياء في أعين الموتى محض هباء ..ولأني لسبب لا أعرفه أجد في نفسي مع أذآن المغرب بعض هدوءٍ وصفاء ...فانتظر مني مع الوقت المكتوب استغفارا ًودعوات جميلة ..رحمك الله.