هل أقول أن "عبده خال" خذلني؟! أم خذلتني تقييمات بعض القراءعلى هذه الرواية؟!
يمتلك "عبد خال" ناصية السرد، ويظل قادرًا على سحبك لتلافيف حكاياته المتعشبة مهما كثرت وتشابكت خيوطها، لكنه هذه المرة ألقى بي وبكل قسوة في ملل لا نظير له، القصة التي يرويها كان من الممكن أن تكون "قصة حب" من طرازٍ فريد حقًا، أو تبدو كذلك، ولكنه أبى إلا أن يمرغها في الوحل، ويلقي عليها ما يشتت الذهن عنها، وما يجعله هو شخصيًا يقع في فخ التكرار أحيانًا، كما جلب قصة شعرت بأنه لا علاقة لها بجو "الغاوية" و"الحب" و"اللوعة" .. وهو أمر حرب الحوثيين مع السعودية، تلك الحرب التي بدا لي من تفاصيلها أنها تحتاج لرواية خاصة بها، لا أن يمر عليها بينما يبحث المحبون عن حبيباتهم؟! ...
شخصيات الرواية جاءت انهزامية وسلبية بشكل غير مبرر، لا سيما البطل الرئيس "مبخوت" والبنت التي أحبته في صغرها "فتون" وكذا "أنس" فيما بعد! لم يكن الأمر يستحق كل هذا العناء، أتحدذ عن "لامنطقية" الأحداث، كيف يطرد رجل وزوجته من قرية لمجرد شكٍ في تصرفه! .. هذه العشوائية استمرت طويلاً بين أحداث الرواية، وكأنها أساس!!
ولاشك أنه بعد كل هذا السيل من اللامنطقية، تأتي النهاية لتكون قاصمة الظهر! وهنا تجدر الإشارة إلى أنه رغم "درامية" الحدث الذي صوره "عبده خال" بكل تفاصيله، ولحظة عودة الحبيب إلى حبيبته، والموقف الذي كان فيه، إلا أن كل ما سبق ظل حاجزًا ومانعًا قويًا من أن يصدِّق القارئ تلك المصادفات الـ غريبة! ..
يبقى أن هناك نوع من الروايات رغم شعورك بالملل أثناء قراءته إلا أن الراوي يظل قادرًا على سحبك داخل هذا العالم الذي نسجه باقتدار، حتى إذا ما خرجت أمكنك أن تصب لعناتك كلها عليه ..
كذلك يروقني أن أجد بعد كل حنقي على هذه الرواية وغيظي منها، مراجعات لبعض القراء يمدحونها، ويرون فيها أشياء جميلة عجزت عن ملاحظتها ـ ربما ـ .. ولا أزال أردد أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت الكتب ..
.
عندما أنتهي من قراءة عملٍ ما يروقني أن أبحث عمَّا كتب عنه، وهنا وجدت مقالاً لـ"طامي السميري" قد أجاد وأفاض في:سلبيات تلك الرواية
يمكن اعتبارها النسخة السعودية من "أنا عشقت"! ..