كلهم اصبحوا دعاة بقدرة قادر لأن سوق الدعاة قد جبر
إسطاسية
نبذة عن الرواية
إسطاسية هي أرملة المقدس جرجس غطاس، تعيش في إحدى القرى النائية بكفر الشيخ، قُتل ولدها محفوظ الحلاق فاشتعلت نارها وأصبحت تخرج كل يوم مع الفجر تصرخ وتناديه. وهناك بالأسفل تشتعل الصراعات والحكايات بين «حمزة البراوي» راوي الحكاية وبطلها الآخر الذي درس الحقوق وفشل في أن يصبح قاضيًا لتاريخ عائلته في القتل والإجرام، والعمدة «عواد البراوي» عم حمزة وشريك محفوظ في ماكينة الطحين، ومن ناحية أخرى هناك الجزار «عبد العظيم عتمان» المتهم بقتل حمزة، والذي برأته المحكمة لنظل نحن في حيرة بشأن ذلك القاتل المجهول... حكايات متتالية يجيد غزلها الكاتب الكبير خيري شلبي، فيشكل منها عالمًا سحريًّا يغري بمتابعة تفاصيله الأخاذة، ويكشف أسرار تلك الأركان المنزوية من ريفنا وذواتنا التي لا تتوقف عن التغيير.عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 123 صفحة
- [ردمك 13] 9789770926758
- دار الشروق
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
طاهر الزهراني
ذكر (ميلان كونديرا) في كتابه (الستارة) ، أنه ألح على صديق له وهو كاتب فرنسي أن يقرأ للكاتب (غومبروفيتش) ، ليلتقيا بعد زمن ليقول ذلك الصديق لـ (كونديرا ) : لم أفهم سبب حماسك لـ(غومبروفيتش) !
فاستفسر منه (كونديرا) وإذا به قرأ أول رواية لـ(غومبروفيتش) والتي اعتراها ما يعتري البدايات ، وقد كتبها باسم مستعار ، وكانت تنزل منجمة في إحدى الجرائد ،فدله كونديرا على أعمال أخرى فنظرا إليه متحسرا فقال : " الحياة تقصر أمامي يا صديقي والمدة الزمنية التي وفرتها لمؤلفك أُستنفدت ! "
....
إسطاسية خيري شلبي ، صدرت طبعتها الأولى من دار الشروق في يناير عام 2010م ، وبعد شهر نفدت لتطبع الطبعة الثانية في شهر مارس من نفس العام ، وأهم من هذا إدراج هذه الرواية في قائمة البوكر الطويلة؛ مما جعل القراء يتهافتون على الرواية ، ثم أن الكاتب يعتبر من أهم كتّاب الرواية في العالم العربي والحائز على جوائز في الأدب وله أكثر من سبعين كتابا ، وقد ترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية وأغلب اللغات الحية كما هو مدوّن في ظهر الرواية .
....
بدأت الرواية بفصلها الأول ( إحياء النار ) كانت بداية ملتهبة ، تمكن فيها الكاتب من تصوير ( منية الكردي ) بعدسة سينمائي محترف ، ودعم الصورة بلغة قوية محلّقة وسلسة ، ثم خمدت تلك النار في الفصول التالية ، وخاصة تلك الفصول التي جاءت محكية على ألسنة شخوص الرواية ، وتتخلل الفصول الأصلية والتي سردها بطل الرواية ( حمزة البراوي ) . تلك الفصول المحكية للشخصيات الهامشية في الرواية سببت خلالا في السرد ، واعتمد الكاتب لها لغة ممسوخة ، لا هي فصحى ولا عامية ، لم يوفق خيري شلبي في استخدام لغة ثابتة مستقرة ، حيث أنه خلط العامي بالفصيح بشكل مؤذ ومشتت للقارئ ، فلا جعلنا ننعم بعربية فاتنة –وهو يملك الزمام -، وحرمنا من لهجة عامية مصرية لذيذة ، وما أجمل التوظيف لو كان ؛ إذ أنها تصدر من أناس بسطاء ومن أهل ريف متواضع ، ثم أن الكاتب أبتلي بتفسير الكلمات والجمل والأمثلة والحكم المحلية ، وكأن الثقافة واللهجة المصرية في عزلة عن العالم العربي ، في وقت تكاد تكون اللهجة المصرية هي اللهجة المألوفة والمهيمنة في الاعلام العربي .
كما أن الرواية حوت بعض الفصول المجانية ، التي لم تقدم شيئا على مستوى الحدث ؛ مثل الفصول التي كانت تخص القصّاب ( عبدالعظيم عتمان ) ، بينما في الطرف المقابل تخرج لنا في آخر الرواية شخصية ( طنط نور ) التي لم يتحدث عنها السارد ، وهي زوجة خاله ، وأم حبيبته ، والتي عاش في بيتها في الأوقات التي ينزل فيها الى طنطا ، وجاء ذكرها بشكل عرضي ومقتضب جدا ، ولم توظف الشخصية بشكل يدعم العمل ، رغم أنها ستساهم في ذلك بشكل قوي وفعّال لو فعل .
خط سير الرواية كان متشظيا الى حد فقدان الحبكة ، ففي الوقت الذي تشخص فيه النفوس متلهفة الى حادثة مقتل محفوظ ابن إسطاسية ونارها ونواحها ، إذا به يتحدث عن ( حمزة ) العاشق ، ثم ينتقل للحديث (عن أبناء عمومته ) ، ثم ينتقل للحديث عن القانون والمهنة ، ويرجع للحادثة ، ثم يتحدث عن ضجره من أسرته ، ثم يعرج على الحدث الذي خف وهجه في نفس القارئ .
طبعا جاءت كل فصول الرواية مسرودة بضمير المتكلم على لسان شخوص الرواية ، لكن في آخر الفصل التاسع يحضر بشكل فج وغير مقنع الراوي الخفي الذي يخبرنا أن حمزة تجول بأمه في مدينة طنطا و ذهبا للتسوق و ( صلى في مسجد السيد البدوي ) ص161 ، ليذهب الراوي الخفي من الرواية ، بعد أن قام بهذه المهمة الصعبة في النص !
ومما أسهم في خلل البنية الروائية ، الإنشائية غير المبررة ، والخطابية المستهلكة حول المواطن ، والوطن ، وما يصاحبها من مواعظ أخلاقية ، توصي بعدم قطع الإشارة ورمي أعقاب السجائر في الطرقات !
حتى النهاية ، لم تتضح فيها حنكة الكاتب ، وإنما جاءت بشكل فاتر ، ليأتي شخص يحكي كيف قتل محفوظ ابن إسطاسية ، ويتزوج حمزة من رندا ، ليفتح بعد ذلك مكتب محاماة في البلد و يتفاجأ بدخول إسطاسية لمكتبه لترفع قضية ضد عمه عابد الذي أغتصب أرضها ، فتفرض عليه أخلاقيات المهنة أن يقبل قضيتها .
نهاية تقليدية جدا تذكرنا بنهايات الحكايات التي تروياها الجدات لنا قبل النوم !
...
أما بالنسبة للأخطاء المعرفية والفنية ، و الأخطاء في بناء الشخصيات فحدث ولا حرج منها :
-فوباء جنون البقر يسهم في تصفية مزرعة الدجاج " فلم تعد لها قائمة " ص 145 !!
-و حمزة المحافظ على الصلاة و الذي يحضر الجمعة مع الناس وسليل الفقيه الذي تخرج من الأزهر ، فجأة ومن دون حيثيات يعتنق نظرية داروين حيث يرى أن خاله عبد الودود " نسخة من جدنا القرد بعد مرحلة الوقوف على قدمين " ص 165.
-عائلة الخال عبدالودود التي تعيش ثروة وثورة على المستوى التقني و يتعاملون مع الشبكة العنكبوتية ، لازالت تشاهد " فيلم أجنبي على جهاز الفيديو كاست " ( VHS )!! ص 176
-رغم العيش في منزل واحد ، ورغم العلاقة العاطفية بين حمزة وابنة خاله رندا التي تهندمه وتقبّله قبل أن يخرج من المنزل ، ورغم رفع الكلفة إنه لا يزال يا ناديها "آنسة رندا" !
-وها هو يسخر حمزة من عمه عابد عندما يتقدم الناس ليصلي على أخيه عواد صلاة الجنازة إذا " أخذ يلخبط في قراءة القرآن الكريم ، ويخلط بين السور والآيات ويخطئ في التشكيل ويخلط القرآن الكريم والحديث القدسي .. يخطرف خطرفة لا يمكن احتمالها " ص 232 ، ولا أدري من الذي يخطرف ، هل هو عابد الذي بلغ من الكبر عتيّا ، أم حمزة الولد المتعلم الفهيّم ، أم الكاتب الذي ربما غاب عنه أن صلاة الجنازة سريّة وليست جهريّة !
-نختم بالغلاف الذي لم يسلم من الخطأ الفادح أيضا من قبل الناشر المسرور بطبعته الثانية ، حيث ورد في ظهر الرواية " الجزار عبدالعظيم عتمان المتهم بقتل حمزة " فأقول : ( حمزة مين ؟! ) ، عبدالعظيم عتمان متهم بقتل محفوظ بن جرجس غطاس ، محفوظ ابن إسطاسية ، وليس حمزة البراوي !
وأملي أن يتم تعديل هذا الخطأ قبل التبجح بطبعة ثالثة !
....
و هنا أقول يا خيري شلبي ، على الرغم من تاريخك العظيم في الكتابة ، وعلى الرغم من النتاج الذي تجاوز أكثر من سبعين كتابا ، ورغم الترجمات العالمية ، ورغم إدراج روايتك في قائمة البوكر الطويلة ؛ إلا أني أقول لك :
- آسف لقد أستنفدت حصتك من الوقت !
-
Dr.Hanan Farouk
روائي محترف يعرف جيداً كيف يمسك بشخصيات سرديته ويجدل حياتهم معاً دون أن يسقط منهم أو من أحداث حياتهم تفصيلة ليست في مكانها..خيري شلبي بالقطع غني عن التعريف..رغم أني آخذ عليه هذا التضخيم في إظهار ظلم فصيل مصري (المسيحيين أعني) على حساب فصيل آخر (المسلمين) بشكل فج ..هذا لايعني أني أبريء أي كرف من أخطاء تحدث من حين لآخر قد تكون جسيمة وتؤدي لفتن طائفية مؤقتة لكن في نفس الوقت تضخيم الأمور ووضعها في صورة أكبر مما هي عليه لا يحلها بل قد يزيد من تفاقمها..أيضاً قصة العائدين من الخليج والسعودية تحديداً الذين ألبسهم الكاتب جميعاً الجلباب القصير وأطلق لحاهم وكأنه ختم الخليج على وجوه العاملين فيه شيء فيه تزيد ومبالغة فالمجتمعات الخليجية والسعودية بالذات لها طبيعتها وأهلها أنفسهم يختلفون فما بال العاملين بها... أعترف أن الأحداث لم تفاجئني أبداً بل كانت متوقعة في كثير من الأحيان وكأني أشاهد دراما عربية ...لكنها كتبت باحتراف خاصة في النصف الأخير من الرواية..أعترف أيضاً أن النهاية كانت سينمائية وغير مقنعة بالنسبة لي لكن أحترمها فللكاتب دائماً وجهة نظره حتى ولو كانت لامعقولية الأداء...
ملحوظة أخيرة:لماذا طاف بذهني رغم كل شيء أن الكاتب يرمز إلى مصر وحكام ماقبل الثورة حيث أن الرواية تم الانتهاء منها في ٢٠٠٨ بشكل أو بآخر ويأمل في حاكم جديد يعيد لاسم مصر ما فقده من مهابة وجلال في مراحل تعثرها وضياعها؟
-
ضُحَى خَالِدْ
- ببساطة رواية رائعة بدءا من تسلسل الأحداث نفسه مرورا بنقطة الصراع نفسه وأسلوب سرد الأحداث نفسه محبب لي كثيرااا .... وان كانت الرواية نفسها فى حالة صراع منذ البدء فما إن تنتهي من نقطة محورية فى الرواية لتفاجأ بنقطة أخرى تأخذك لصراع آخر ولكنه يدور فى نفس سياق الرواية ......
- لقد مزقت قلبي إسطاسية حتى إنى طوال فترة قراءة الرواية كان صوت اسطاسية كأنه موسيقى تصويرية فى أذني كخلفية للأحداث بصوت ملوّع يحرق القلب ....
- فساد شخصيات القصة من عائلة البراوي وغيرها عنصر متواجد بشدّة فى مجتمعنا المصري تحديداً فجاءت الأحداث معبرة عن واقع مرير بمصر ولكن بشكل مُصغَر قليلاً ...
- كما وإنها تشمل نقطة هامة جدا وهى تحويل وتحوير قضايا كثيرة لصالح موضوع " الفتنة الطائفية " ليتكون تلك القضايا حطب لنار الفتنة والتي لم يكن لها أساس من الوجود أصلاً .....
- شخصيات موجودة كلها فى واقعنا وأخيرا أثّرت بي جدااااااااااااا
اااا والدة حمزة وأخوها وأسرته بالكامل وحماس راندا فهما لبذرة الصالحة دائمأ لكل المصاعب والتى تبعث على الأمل فى كل وقت وكل أزمة وحتى فى النهاية التى أوحت ببداية إنقشاع الظلم نهائي وعودة الحقوق لذويها.... - بالنسبة لأول عمل أقرأه لخيري شلبى هى رواية رائعة مشجعة على المضي قدماً لإستكمال المزيد من أعماله :)
-
Shaimaa Moawad
اسطاسية.. خيرى شلبى
الريف المصرى بين الماضى والحاضر مااعتقدش إن فيه حد كتب لحد دلوقتى على الأقل بالنسبة لى بالجمال والتفصيل والصدق والحميمية اللى كتب بيها خيرى شلبى عن الريف المصرى على المستوى الإجتماعى والثقافى والقيمى وطبيعته فى كل شئ تقريبا زيه..
اسطاسية رواية مش من الأقوى بين أعمال خيرى شلبى لكنها تستحق القراءة وممتعة..
الأسم غريب لحد ماتبدأ تقرأ وتعرف مين وايه وليه اسطاسية.. ابتدت وانتهت بيها الرواية..
قرية تبدو هادئة، مسالمة، أهلها طيبين، وهو دا ظاهر الريف المصرى عموما، لكن اللى ورا الظاهر دا حيوات خالية من المثالية، واقع طبيعى.. صراع المصالح والنفوس صوته عالى لكن صوت أصحاب الحق فيه أعلى وبيفرض نفسه حتى لو بالصبر فى انتظار عدل محكمة السماء بعد مايأس من محاكم الأرض والعباد..
الفتنة الطائفية هنا انعكاس للصراع دا مش قضية منفصلة عنه.. ودا اللى هانشوفه فى حقيقة الجريمة اللى وقعت بمقتل شاب مسيحي من قرية صغيرة تجاور قرية بطل الرواية ومنها ابتدت سلسلة الأحداث والروايات اللى بتتحكى على لسان جميع الأطراف ماعدا اسطاسية صاحبة الصوت الأعلى فى الرواية اللى حرك جميع الأحداث.
يمكن ماحبيتش المثالية الزايدة والتسطيح والإستسهال فى الحكم لبعض الشخصيات اللى كتب بيهم خيرى شلبى فى بعض الأجزاء من الرواية، والجزء اللى يخص حمزة فى سير أحداث حياته وعلاقته بأبنة عمه بالرغم من الفروق الإجتماعية والطبقية والثقافية والمادية بينهم، لكن زى ماقلت الرواية مش الأقوى بين أعماله لكنها تستحق القراءة جدا..
ريف مصرى فى عالم خيرى شلبى يعنى مافيش مثاليات، مافيش قوالب محفوظة، لكن فيه حياة نابضة بكل تناقضتها بتستمتع وأنت بتقرأ عنها، والأهم إنها حقيقية مش متخيلة ولا غير واقعية.. فبتفهم وتتعلم عنها لكن من غير ماتحس بأذى أو مرارة بتكون مصاحبة للرواية بعد قرايتها بالرغم من صعوبة الأحداث فيها وهنا بيبان فن وجمال عم خيرى شلبى.. أتمنى للى ناوى يقراها قراءة ممتعة.
-
فادي العيسوي | Fady Issawi
كم من اسطاسية موجودة في هذا الكون......و كم من رب عادل يقيم حكمه الحق لمن هو أحق
تلك هي العدالة الحقة....بخلاف العرق و اللون و حتى الدين ....
فعلا رواية رائعة لخيري شلبي في إظهار عدالة الرب...