يقرر سيد قطب في مقدمة هذا الكتاب أن العالم عمومًا والغربي على وجه التحديد أفلس في عالم القيم، فهي تقف على حافة الهاوية، ويطرح حلًا لهذه المشكلة باتّباع نظام الاسلام ويضع معالم للطريق في هذا النظام والمنهج.
يعرّف أولًا الاسلام والجاهلية التي تتكرران كثيرًا في كتاباته، فالاسلام عند سيد قطب هو: عبودية الناس لله وحده بتلقيهم منه وحده تصوراتهم وعقائدهم وشرائعهم وقوانينهم وقيمهم وموازينهم والتحرر من عبودية العبيد.
والجاهلية هي: عبودية الناس للناس : بتشريع بعض الناس للناس ما لم يأذن به الله، كائنة ما كانت الصورة التي يتم بها هذا التشريع.
جاء ليعيد تعريف الوطن والجنسية، فيقرر بأن الوطن هو: دار تحكمها عقيدة ومنهاج حياة وشريعة من الله، والجنسية هي: عقيدة ومنهاج حياة.
في كتابه يقرر أن الحاكمية لله وحده وهذا أصل في كتاباته كلها، يُوجِب سيد قطب أن ترجع الحاكمية لله وحده، لا يشاركه في ذلك أحد.
يعتقد بأن الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية، لأنها تسند الحاكمية للبشر، فتجعل بعضهم لبعض أرباباً، لا في الصورة البدائية الساذجة، ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم، والشرائع والقوانين.
يقرر بأنها حين تكون الحاكمية العليا في مجتمع لله - متثملة في سيادة الشريعة الالهية - تكون هذه هي الصورة الوحيدة للحضارة، لأن حضارة الانسان تقتضي قاعدة أساسية من التحرر الحقيقي الكامل للانسان.
يقرر بأن المجتمع الاسلامي بصيغته تلك هو وحده المجتمع المتحضّر والمجتمعات الجاهلية بكل صورها المتعددة مجتمعات متخلفة.
اقتباسات من الكتاب:
« لقد جاء دور الاسلام ودور الأمة في أشد الساعات حرجًا وحيرة واضطرابا .. جاء دور الاسلام الذي لا يتنكّر للابداع المادي في الأرض، لأنه يعده من وظيفة الانسان الأولى منذ أن عهد الله اليه بالخلافة في الأرض، ويعتبره - تحت شروط خاصة - عبادة لله، وتحقيقًا لغاية الوجود الانساني ».
« ان هذا القرآن لا يمنح كنوزه الا لمن يُقبل عليه بهذه الروح: روح المعرفة المنشئة للعمل، انه لم يجيء ليكون كتاب متاع عقلي، ولا كتاب أدب وفن، ولا كتاب قصة وتاريخ انما جاء ليكون منهاج حياة، منهاجا اليه خالصًا ».
« ان أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته، وألا نعدل نحن في قيمنا وتصوراتنا قليلًا أو كثيرا لنلتقي معه في منتصف الطريق، كلا اننا واياه على مفرق الطريق، وحين نسايره خطوة فاننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق ».
وهذه المراجعة لا تُغني عن الكتاب ولا تشمله كله إنما هي شذرات منه، كتاب قيّم بحق ينبغي على القارئ قراءته وتلخيصه ومراجعته لأنه يصلح للمسلم في هذا الزمن ليكون له ترسًا عن الشبهات والشهوات.