هذا الكتاب أحببته وكرهته، اتفقت فيه مع درويش واختلفت، وهذا الطبيعي والصحي في العلاقة مابين القارىء والكاتب خاصة أن الكتاب يضم كلمات ألقاها درويش في مناسبات أو رثاء أو تأبين او مقدمات كتبه. والاختلاف مع درويش في رأيه السياسي حول عملية السلام، ما أحزنني في نفس النص ولج إلى جوهر المشكلة ولكنه يقف عند النقطة الحاسمة. لماذا يامحمود؟ ولكنه لم يقطع تماما بالفعل يعبر الكتاب عنه حيرة العائد، هذه الحيرة في درويش منحته الشفافية والصراحة مع القارىء والاحترام رغم الاختلاف في أوقات أعلم أنه لم يتمسك بموقف منها لاحقا. وبالتالي يتغلب عندي على غيره من تحجروا وتحولوا إلى مزاودين على غيرهم في الوطنية والإيمان.
الكتاب عظيم باحتوائه على وداع درويش لتونس وكلمات في مناسبات مثل تحرير الجنوب اللبناني، ولرفاقة الشعراء والكتاب أمثال إبراهيم أبو لغد وممدوح عدوان وإميل حبيبي وسعدي يوسف وفدوى طوقان والسياب وغيرهم. في النثر كما في الشعر، يمتلك درويش أسلوبًا مميزًا لا مثيل له في الرثاء يجعلك تغبط الشخص الذي كتب عنه. يؤرخ حياة الشخص الراحل وعلاقته معه ويناقشه كما أنه حي يحادثه
المهم اقتباس واحد اختاره هنا لأنه يهمني وسط امتطاء واستغلال الكثيرين من فلسطينيين وعرب لموضوع فلسطين في دفاعهم المقرف عن نظام الأسد البعثي الدكتاتوري حتى في ارتكابه وحلفائه لواحدة من أبشع الجرائم في التاريخ في حلب الشهباء
"وليس الفلسطيني مهنة أو شعارًا"