من أراد أن يتعرف إلى غادة السمان عن كثب أو أراد التوغل في تفاصيل حياتها وكفاحها فليقرأ هذا الكتاب ...القتيلة التي تكملت عنها غادة في كتابها هي غادة نفسها !! إذ اختارت لنفسها هذا اللقب في زمن لا يعرف للحياة معنى ..
يتضمن هذا الكتاب مجموعة من اللقاءات الصحافية في عملية لاستجواب مبدعتنا إذ طرحت عليها الكثير من الأسئلة التي شملت جميع مراحلها العمرية وسيرتها الذاتية ومسيرتها الأدبية إلى الوقت الذي تم فيه الاستجواب ..كما شملت قضايا المجتمع المختلفة ومنها الثالوث المحرم (الدين , الجنس , السياسة)...
ما أثار عجبي في هذه الإنسانة هو شدة تمسكها بمبادئها وثباتها عليها في زمن كل ما فيه في تغير مستمر ..فهي لم تغير إجاباتها أو اعتقاداتها عند تكرار الأسئلة المطروحة عليها على الرغم من اختلاف المستجوب والفترة الزمنية الفاصلة بين لقاء وآخر ...راسخة هي كنخلة أصولها في الأرض وفروعها في السماء تعطي أطايب مالديها بكل كرم وسخاء ..
اقتبست من أقوالها :
-الموت هو أن نقدم استقالتنا إلى الحياة فيصير جسدنا تابوتا متحركا نحمله وندور به في مسرح الدمى ..الموت هو أن نكف عن القدرة على الموت المستمر إنه التحنط النفسي ..
-المرأة الجميلة هي التي تخلق في بصيرة الرجل قبل بصره , صورتها محفورة بخطوط لا تمحى كوشم من جمر , المرأة الجميلة جدا هي التي تخلف في الرجل خفقانا عقليا لا مجرد خفقان قلبي أو جسدي ..
-الألم هو طفل الالتحام بين الحلم وبين العالم الموضوعي , الألم هو وليد الاحتكاك بين صدقك وبشاعة الأشياء حولك أو كآبتها أو هشاشتها أو كونها محكومة بالموت مهما كانت حلوة وعميقة ..
- إن رأس القلم الدقيق يحفر في لحم المجهول أكثر مما تقوى عليه أية رصاصة مهما كانت متقنة التصويب ..