في نهاية هذا الكتاب أود من المترجم: محمد الناجي أن يلم بقواعد اللغة حتى يتسنى لنا القراءة بشكل صحيح، وقد يضفي هذا النقص نوعاً من النقص في عدم الوضوح الذي قد لا أعزوه لنيتشه وحده وهو المنظر الفلسفي الذي لا بد أن يلتف بالمعنى على الكلام أحياناً كثيرة.
الكتاب في مجملة جيد يحاول أن يعلق النفس الإنسانية على مشانق الدولة والدين والمجتمع وحاملها نفسه.
الكتاب مقسم إلى تسع كتب: أي أبواب، أعجبني منها كتابه عن روح الفنانين والكتاب؛ لا أدري لماذا ربما لأنني أحب أن أنتمي إلى هذا الصنف، وربما لأنه كان متجلياً هنا أكثر، لا أدري، كذلك أعجبني كتابه عن الإنسان في المجتمع ليس كله بدايته، وعن المرأة والطفل، وعن الإنسان وحيداً مع نفسه.
أما فيما تبقى فقد كان غائراً أحياناً بما لا تصل إليه فكرتي، وما لا يدري هو عن غوره شيئاً ولو لم يبعد لكان أقرب.
نيتشه رغم ذلك لديه التقاطات عجيبة تجبرك على أن تتنفسها متأملاً، هو حكيم أحياناً كثيرة لولا بعض الأفكار الدينية التي يؤمن أنها ليست شيئاً أمام العقل الحر، وهو في كتابه هذا يدعو لتحرير العقل، وهي دعوة لا بأس بها، ولكن لا بد له من مربط وإلا لكان الجنون مأوىً له إن لم يعُد.