طبعاً أنا الأول ^_^
إنها المراجعة الأولى !!
رغم أنني سأتحدث عن كتاب ليس لي ولا يحق لي أن أتحدث عنه وأضع عنواناً لا يمسه بصله !!
إلا أنني آثرت ذلك لكي تبقى الذكرى مخلدة في بيتي ومحراب الهدوء خاصتي (أبجد) الذي أجد نفسي بين حروفه وأهله أكثر من أي شيء آخر !!
احترت كثيراً بماذا أبدأ فهذه كتب ما قرأتها إلا قبل فترة .. وهي ليست كافية أن تجعلني أراجعها بتلك الشمولية والمصداقية فيما لو فعلت ذلك إثر قراءتها فوراً !! إلا أنني وقعتُ حين وقعتْ عيني على هذا الكتاب أو المجموعة القصصية (الباب المفتوح )
( لم أشأ أن أتطلع كثيراً إلى الوجوه . كنت أحمل تحت إبطي هدية صغيرة , أردت أن أتركها لجدتي كذكرى أخيرة , كان ينتابني شعور أني لن أراها بعد هذه المرة . فإذا رجعت من سفرتي المجنونة ستكون قد رحلت عن الدنيا . لقد كبرت جدتي كثيرا في السنين الأخيرة . وأصبحت تكبر كل يوم , مشيتها ثقيلة متعبة , التغضنات في وجهها مثل خطوط فدان يحرث أرضاً هشة , حتى العصا التي كانت تستعملها في الماضي غواية , تحولت إلى رجل ثالثة لا تفارقها أبداً )
لم أعهد تصويراً ملائماً مصوراً محاكياً لملمس يدها ووجها وروحها لجدتي _كل الجدات _ كهذا التصوير الذي أفحمني به الدكتور فما وجدت نفسي إلا به بادئة !!
فعلاً تعتبر المجموعة القصصية هذه التي كتب عنها الدكتور منيف في كتابه هذا والذي سماه ( الكتاب المفتوح ) على اسم القصة السادسة بين أحد عشر قصة وردت .. أي تجدها حلقة الوصل في الكتاب .. الباب الذي يفصل الغرفة عما خارجها (القصص الخمسة الأولى ) وداخلها
(القصص الخمسة الثانية ) وهي أجملهن !
تعتبر ذات طابع بسيط وربما يصل إلى السذاجة !
حيث السرد المتوقع نهايته غالباً ! والسلاسة وعدم التكلف أبداً مما يشعرك هذا بأنه لا يوجد حبكه .. لا يوجد نهاية مؤثرة ترحل بكَ إلى الذي لم يخطر ببالك ..
ليست خالبة .. مختلفة .. كلا
ولا أعلم لكنني متأكدة أنه كان متعمداً هذا وليس سببه أن هذا الكتاب أول تجاربه في الكتابة ..
ففيه تجد الدكتور منيف متعمقاً في الواقع الصادم بشكل عام .. والاجتماعي خصوصاً الذي لا يمكن أن يصل إلى قلوب الجميع غالباً إلا حين يُكتب بهذه الطريقة ! وكأنه يقول أنا أكتب للأمي هنا قبل المثقف القارئ
لذلك حاول الكاتب أن يجسد المواقف محسوسةً أمامنا بأسلوبه البسيط وبالاسترسال الذي تحتويه القصص أن يجسد مشاهداً عايشها هو نفسه أو أنت !
وفعلاً إنك تجد ذلك بدءاً باستخدامه أسماء الأشخاص القروية الريفية ك (صويلح .. إبن فوزان .. سعد .. هذال .. ) المصدقة للقصص والأكثر ملائمةً لها ووقعاً في نفس المتلقي وليس انتهاءً بأنه يحدث أن تفكر أن هذا الشخص في القصة هو أنتَ أو جاركَ أو قريبكَ لما فيها ( القصة ) من ملامح بؤسٍ مطبوعة على وجوه الكثيرين منا ! وأن تشتم رائحة التراب الذي يحط هذا الكاتب عليه وأن تُخدش يدك من الرياح التي كانت تضرب بالباب المفتوح فتؤدي إلى أن جعلته يرقص ألماً !!
وهذا لا يدل إلا على تعمقه وإدراكه وإحساسه بالمشهد المأساوي الذى كان فيه ..
فمثلاً أن يثبت لك في قصة ( صويلح ) كيف أن الحرية تؤخذ ولا تعطى من أحد وكيف أنه رغم كل ما تعرض له ظلّ متمسكاً بحريته ورغبته وحاجته وملكيته .. وغيرها
فأن يقول مثلاً :
_ من حرضك ؟
_ لا أحد .. هل يجب أن يحرضني أحد أخذوا أرضي ، وليس عندي الآن شيء ، و تريدني أن أغلق فمي مثل حمار و أسكت ؟
نرى ذلكَ كثيراً َ!!
المبدأ هنا هو من أعطي لأبسط الحروف أجلها ! ولقد اعتمد منيف على مبادئ سامية غافية !
وكيف أنه تطرق لقصة جدته التي تنتظر الذي لن يأتي أبداً ..
كل كل ذلك و أمثلة كثيرة لا يسعني أن أطرحها هنا .. تُبدي جمالاً خفياً مغموساً بإحدى سيمفونيات الحزن والبؤس في هذا الواقع !!
هذا رأيي ومراجعتي المتواضعة أتمنى أن أعرف رأيكم بها ^_^