شيقة و جميلة و أجابتني عن تساؤلات كنت أبحث عنها منذ زمن...
أول ركوب لي بالطائرة كان من عمّان الى الرياض، رحلة تقودك الى الضياع، فلفترة طويلة من الزمن تحلق الطائرة فوق صحراء لا تنتهي حتى بدأت أشعر بأن الطيّار يخطفنا ليرمي بنا في الربع الخالي، و هذه الرحلة تحديدا جعلتني أتخيل كيف يكون الربع الخالي، و لكن فجأة و دون سابق أنذار تجد أمام عينيك مدينة عملاقة جدا جدا في قلب الصحراء! يا ألهي!! ما هذا؟ و كيف و لماذا تبنى مدينة هنا؟ أعلم أنها لا تحوي نفطا ولا ماءا ولا شجرا و لا أي سبب يدعو الى الحياة..
هذه الرواية تتحدث عن نشأة الرياض كعاصمة للمملكة و تسهب في التفاصيل الأنسانية و الأجتماعية و الجغرافية... تتحدث عن الصراع الداخلي للعائلة الحاكمة و عن مستوى هذه العائلة الفكري و السياسي و أنهم مستعدين لتقديم كل التنازلات مقايل شيئين لا يتنازل عنهم أبدا... السلطة و الجنس!!
الشخصيات في الرواية كثيرة و لكنها ضرورية لفهم التفاصيل و استيعاب سبب وجود هذه المدينة في هذا المكان، و من عاش هناك سيفهم تماما لماذا المجتمع مبني بهذا الشكل.خاصة و أن أهل البلاد الأصليين تم شراؤهم بالمال لألهائهم عن ما هو أكبر أمّا من فهم اللعبة منهم فتم تهميشه و محاربته.
تطرقت الرواية أيضا للمهاجرين الى هذه اليلاد و دورهم في تأسيس المملكة و ركزت على الجشع لدى الكثير منهم في استغلال بساطة و أحيانا سذاجة أهل البلاد لتحقيق الغنى الفاحش و الشخصية المركزية في الرواية لطبيب لبناني سيطر على عقل السلطان عن طريق المقويات الجنسية في البداية - كيف لا و السلطان تزوج 42 مرة حسب الرواية -الى أن أصبح العقل المفكر للسلطان و مستشاره في كل شؤون الدولة قبل أن ينقلب السحر على الساحر في النهاية.
رواية شيقة حقا... فيها بعد سياسي جميل يجيب عن كثير مما يدور حاليا في هذه البلاد و كيفية أدارتها.