ولقد ألفنا أن نُسمي البخلاء عبيد الذهب، وكان الأصوب أن نسميهم عبيد الفقر؛ لأنهم يضحون الذهب للفقر، وهم يحبون الفقر ويخشونه، يحبونه فيعيشون عيشة المعدمين والبؤساء مع تمكنهم من الثراء، ويخشونه فيتقونه وعندهم له من كل دينار وقاء.
خلاصة اليومية والشذور
نبذة عن الكتاب
نقدم للقارئ شذرات فكرية نفيسة من آراء وتجارب الكاتب الكبير «عباس العقاد»، صاغها بأسلوبه المتميز الفخم، وظهرت فيها ثقافته الموسوعية واطلاعه على مستجدات الفكر والعلم في عصره؛ حيث يستكمل العقاد تقديم مشروعه الفكري الخاص، الهادف لبث الاستنارة في العقول والأفهام؛ فيعالج موضوعات وقضايا هامة، مقدمًا إياها فى قالب نثري مختصر ليس بالمقال، ولكن يمكن اعتباره نبذاتٍ فكريةً مركَّزة تتنوع ما بين الفلسفة واللغة والفنون، يعرض فيها جوانب من مشكلات المجتمع وآفاته، وذلك بشكل جادٍّ يبتعد كل البعد عما ساد أساليب الكُتَّاب في تلك الفترة من غلبة للأسلوب الإنشائي على حساب الاهتمام بالقضايا الجادة؛ لذلك فإننا نطالع كتابًا متميزًا جديرًا بهامة شامخة كالعقاد.عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 172 صفحة
- [ردمك 13] 9789777194327
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًااقتباسات من كتاب خلاصة اليومية والشذور
مشاركة من Eslam Ramadan
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohammad Alloush
للعقاد مقام رفيع يظهر جليا في صفحات هذه الخلاصة والشذور ، لكلماته هيبه ولنصوصه وقار .
في هذا الكتاب يُضَمِن ومضات فكرية على شكل نصوص نثرية غنية و متنوعة بالاضافة الى قصائد شعرية بديعة .
جرأة الكاتب ملفتة ولك في رأيه بالإلياذة مثلا فأي كاتب هذا الذي يجرؤ على وصف هذه الملحمة الشعرية الاسطورية كما صنفت بأنها لا تساوي جهد مترجمها الى العربيةانه اعتتاد بالرأي قل مثيله وثقة بالفكر تضفي على الكاتب هيبة مستحقة وليست مصطنعة .
انه المهيب الركن الأستاذ عباس محمود العقاد
-
مروه عاصم سلامة
اجتاحتني مرة رغبة ملحة لارتياد المقاهي ..فصنعت لنفسي حساب في ((تويتر)) موقع التغريدات الشهير .. هو كالمقهى في نظري غير أني أملك مقعدي ، أحمله معي أينما سرت ..فتارة يكون كنبة بالمنزل وأخرى يكون كرسي بباص العمل أو حتى عربة المترو ...ثم أبدأ بالعدو فوق نقاش الجالسين ممن لا أعرفهم ..وفي نفس الدقيقة ينتقد الأول قراراً يؤكد صحته الثاني .. وثالث يلقي نكتة بذيئة ورابع يتأمل آية قرآنية ثم يأتي الأخير ليسبّ أحد الأربعة الذين سبقوه ....كان انتهاكاً سافرأ لوجداني تركته غير آسفة عليه ..فالقلة يغردون أما البقية فيزأرون وربما ينعقون ...ولو كان للعقاد حياة بيننا لكان حتماً من القلة المغردة ولو كان متخذاً حساباً في تويتر لكان أشبه ما يكون بهذا الكتاب ...وتحديدا الجزء الأول منه ((خلاصة اليومية)) .... ولأنه العقاد وما أدراك ما العقاد فسيحصل بالتأكيد على استثناء يعفيه من حدود ال140 حرفاً .... فمثله يكتب ما يشاء.
- اما الجزء الثاني ((الشذور)) فهو أقل موضوعاً وأطول محتوى واكتشفت منه أن العقاد كان يمارس حوارات تخيلية في عقله كمثل حواره المعاتب لآدم عليه السلام و بعضها يتسم بالطرافة كمثل تخيله لنفسه بائعا في دكان لقوة الإرادة على اعتبارها السلعة الأكثر ندرة بمصر وستكون حتماً الأكثر رواجاً فخيب الشعب آماله وراجت تجارة الملذات.
- جال بخاطري أن أصنع له ما يشبه حساباً تخيلياً على صفحتي هنا فاقتطفت من أجل خانة ( التعريف الشخصي) جزءاَ مما كتبه تحت عنوان الفيلسوف يقول فيه :
((الفيلسوف الحقيقي هو الباحث الذي لا ينشد إلا الحقيقة .. ينشدها لا ليراها في شكل منتظر أو هيئة مرموقة ..ولكن لتظهر أمامه كما هي بالوجه الذي تظهر به في كل آن .. عارية عن غواشي البراقش والزركشات ))
ثم هذا الجزء من المقدمة : (( لمن كان يقرأ ليقتنع أكثر مما يقرأ ليرضى ..إياه عنيت بنشر هذه اليوميات))
- ثم ستبدأ التغريدات متنوعة الموضوعات تماما كما في الكتاب وسأدون منها البعض :
- تحت عنوان انحطاط الشرق يقول رحمه الله : (( علة انحطاط الشرقيين أنهم جعلوا لتنازع البقاء ميدانيين فلم يبالوا أن يخسروا في هذا العالم ليغنموها في عالم آخر)) ، ثم أسهب العقاد بمقارنة أليمة بين تفكير الغربي والشرقي في هذا المضمار و استحضرت بعد حديثه في هذه الخاطرة وأخرى بعنوان (الأمل والعمل) ردة فعلنا المتخاذل كلما دعا داعي إلى إعمار أرض أو تنمية حياة وسمعت أصواتنا التي تعلو باستنكار متكاسل قائلين : ( علام التعب والعالم كله إلى زوال ؟؟) بينما يعمل الغربي ولسان حاله يقول( ألا يكفي أن العالم من صنع الله لأجعله جميلاَ ؟؟ حتى لو كان عمر الجمال يوم واحد ثم يفنى الوجود فيكفيني أن الله رأى مني جهد هذا اليوم ) و الهوة شاسعة بين الفكرين .
- ((هذا العالم الذي نراه أمامنا كان في نظر آباءنا عالماَ مسحوراً الباطن فيه أكثر من الظاهر ..فكان مقسوماً إلى منطقتين ..استولى الله على أحداهما وتنازل للشيطان عن الاخرى ، والناس مختلفون في رقم خريطته فما كان عند هذا الفريق من منطقة الله يعده الفريق الآخر من منطقة الشيطان )) .. واستشرف العقاد بعد ذلك انتهاء هذا النوع من سذاجة الفكر في عصر العلم !! ولكني إلى الآن مازلت أرى الكثيرين ممن يعيشون بهذا العالم المسحور ! ولا أدري أخطأ النبؤة هذا أم أن عصر العلم لم يحن بعد ؟؟
- ((طالما تذكرت أغنام السودان وأنا أقرأ نظرية جوستاف لوبون :( أن الجماعات أسلس قياداً من الأفراد) فإن قيادة شاة واحدة عمل شاق ..مع أن سوق قطيع كبير منها لا يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أطفال صغار)) أنا أيضاً تذكرت جماعة الإخوان عندما قرأت هذا المقطع.
- (( حاولت أن اقف على صورة العالم في مخيلة غلام أكمه فقال أنه يراه كانه هيولى مضطربة في ظلمة قاتمة لا اول له ولا اخر ..قلت: لا تاس يا بني ..إن أنفذ الناس بصراً أو بصيرة لا يرى منه أكثر من ذلك))
- (( التغرير بالعقول عمل يسير ولكن نزع الغرور منها من أصعب الأمور ولأن تمني الإنسان بالباطل أحب إليه من أن تيئسه بالحق)) وأعجبني كثيراً أنه لم يشرح في هذا المقطع شيئا وكأن التغرير حرفة الجميع فإن لم يمارسها الأخرون علينا مارسناها نحن بأنفسنا !! فلما الشرح إذن؟؟
- و تحت عنوان الفضيلة المأجورة يقول : (( إذا كنا نعد المرابي الذي يقرض بسعر خمسين في المئة رجلا طماعا فليس من الزهد أن يقرض الرجل ربه بسعر ألف في المئة مؤجلة إلى يوم الحساب وإذا كان الرجل الذي يمتنع عن السكر والمقامرة خوفا من البوليس لا نراه تقيا نزيها فليس من الفضيلة أن يتركهما الرجل خوفا من الجحيم)) وهنا قلت مهلا أعد !! .. ثم تذكرت شرحا لأحد الحكم العطائية كان فيما معناه أن المريد لله المبتدئ في سلك الطريق يعمل الخير وهو يستحضر الثواب أو رهبة العقاب بينما العارف بالله وهو أعلى منزلة يعمل الخير لان الله أهل لذلك ولانه يرى في نفسه من المرؤة ما يستدعيه لأن يكون عبداً شكورا. فالفضيلة في العارف أصيلة أما عند المريد فهي مأجورة .. وربما كان هذا ما قصده العقاد.
- (( الخيالات الشعرية والاساطير الدينية مستطابة في موضعها محترمة مادامت في كسر دارها ، ولكنها متى تعدت منطقة وخاطرت بنفسها إلى منطقة الحقائق ، فعقابها هناك الإعدام ودمها هدر)).
- وردا على سؤال متى يزول الإستعمار؟؟ يقول: (( متى عولت الدول على جودة البضاعة لا على قوة الأساطيل وأخذ أهل كل إقليم باستغلال أقليمهم فتسقط حجة المستعمرين الذين يقولون وهم صادقون أن الأحق بالأرض هو الأقدر على الإنتفاع بخيراتها)) وهنا أذكر مقال قراته للكاتب فهمي هويدي تحدث فيه يائساً عن تخاذل الساسة والمسؤولين امام ما يحدث منذ سنوات من استغلال لثروات الغاز الطبيعي بمصر ودول البحر المتوسط من قبل اسرائيل ودول حليفة لها وتسآل اين الحراك؟؟ وعلى ما يبدو أن هؤلاء المسؤولين ينتظرون مشهداً سينمائياً يعدو فيه الأطفال خلف العسكري الإنجليزي أو الإسرائيلي وهم يهتفون (يسقط الإستعمار ) حتى يبدأوا بفعل اللازم ..هذا ان فعلوه !!وكأن سرقة أرضك علناً وسراً ليست أبغض وجوه الإستعمار الذي صار يتخذ لنفسه أشكالاً اكثر عملية وأقل دموية مع مرور الزمان.
- يكتب العقاد شعراً جميلاً أحببت منه هذا البيت:
((كم آية في الكون اخفى من خفيات الضمير .....من لا يرى إلا العيان فما يرى إلا يسير))
- وأما هذه فأليق بأن تكون التغريدة الاخيرة و ستكون مما كتبه تحت عنوان هواجس بين القبور:((والموت من فوق منابر النعوش ينادينا، بلسان يسمعه الأعجمي كالعربي ،والأصم كالسميع ، والبعيد كالقريب قائلاً: أيها الناس إن حياتكم هذه إلا احتضار طويل .. تعالجون له كلما استطعتم إطالة ومداً.. ولأن تعجلون اليوم قبل غدو الساعة قبل الساعة التي بعدها أحرى بكم لو كنتم تعقلون))
- - جئت بهذا الكتاب الذي عجزت عن إيفاءه حقه من أحد الباعة الجائلين أمام محطة جمال عبد الناصر وسعره بغباره و رفات صرصار صغير لقي حتفاً مشرفاً بغلافه الخلفي جنيهان فقط ..فصرت أحدث نفسي بأن عليّ أن أعتاد مثل هذه الأسعار للحق في دنيا الباطل و أنه لابد و للأخرة من قائمة أسعار أخرى... وأن لنا حساب آخر.