هذه الشجرة .. كتاب عن سيكلوجية المرأة , عن تركيبتها , عن شخصيتها , عن تفكيرها , عبر قرون وقرون من التراكمات , التي مهدت لتكوين المرأة , وصقل أغوارها , وإخراجها بالصورة الحالية في المرأة المعاصرة ,
تتبع العقاد في كتابه هذا , المرأة من حواء أمنا , وقصة أكلها من الشجرة لضعفها أمام الممنوع , وذلك لطبيعة المرأة , في إتيان الممنوع , ورغبة فيه , إلى إغرائها لأدم , واللعب على مشاعره , بالإغواء , مرورا بالمرأة عبر كل العصور وموقعها في المجتمع , ومعاملة الرجل لها , ومعاملة المرأة للرجل , ونظرة العرف , والدين , والأخلاق , للمرأة ولأعمالها, وكذلك تطرق العقاد , لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة , من حيث المعاملة , كزوجة , أو كخادمة مطيعة , أو كممتهنة حرفة .
كما يتحدث الكتاب عن المرأة من جميع أبعادها , كمرأة , وكزوجة , والمرأة وعلاقتها بالجنس , وبالحب , بالجمال , وبالأخلاق ...
وما قام به العقاد ما هو بالغريب والشاذ , ولا هو بالجديد والمبتدع , لكنه تطرق إليه بأسلوب التحليل , والكشف , وسبر الأغوار , وتطرق إليه عبر جميع الطرق التي لم يجمع بينها إلا هو , فجمع بين التحليل النفسي , والأخلاقي , والعلمي , والأدبي , وكذلك التاريخي في قضية المرأة .
وما يجهله الكثير هو أن العقاد تطرق للمرأة من حيث المرأة الطبيعية , المرأة في صورتها الفطرية , المرأة كمرأة , المرأة كفكرة , المرأة كجنس يقابل جنس الرجل , لا المرأة المعاصرة كما يتوهم البعض , فلم يقصد المرأة من حيث المنافسة في السياسة , أو العمل , أو المرأة من خلال الحياة العامة , على الرغم من أنه إستشهد ببعضهن , خدمة للفكرة وتوضيحا للإشكال كدليل وبرهان .
حقيقة فالكتاب يعطيك نظرة مسحا شاملا عن المرأة , ودخيلتها , ونفسيتها , ومبادئ تفكيرها , ومرجعياتها التعاملية مع الرجل , وطبيعة تكوينها الخلقي والأخلاقي , ويبين الإختلافات الصريحة والواضحة بينها وبين الرجل , التي لا يمكن من خلالها المناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة على ضوئها , ويفند العقاد في كتابه هذا جميع المدارس والهيئات التي جعلت من المرأة مساوية للرجل , في التعليم والعمل والحرفة , وكذب النظريات التي تؤيد هذا المسلك , بالدليل والبرهان.
كتاب العقاد هذه الشجرة , إضافة فكرية نفسية علمية أدبية , لا غنى لكل رجل حكيم , كأب , أو كزوج , أو كأخ , أو كعاشق عنه.
ما قاله العقاد في كتابه هذا , واقع نعيشه , و تجارب خضناها , وملاحضات وقفنا عندها يوما بعد يوم.
ما قاله العقاد في كتابه هذا , لا يمكن أن ينكره عاقل , ومن أنكره فلحاجة في نفس يعقوب.