هذا الكتاب هو سيرة لشخصية فريدة بدأها العقاد بمقدمة للتعريف بهذا البطل، الإمام علي (ع)والتعريف بصفاته حيث انه أول هاشمي يولد من أبوين هاشميان ، نشأ قوي البنية لايبالي ببرد ولا حر ، جريء لا ينهض له أحد في الحروب إلا غلبه، زاهداً كأعظم ما يكون الزاهد، ثم تطرق الكاتب إلى آداب الفروسية واعتبرها مفتاح شخصية الإمام ولخصها في النخوة التي فطر عليها ، ثم توجه إلى إسلامه ، فكرم الله وجهه عن السجود للأصنام ، وتفتحت عيناه على الإسلام، فقد ولد في أطهر مكان( الكعبة) واستشهد في أشرف مكان( المسجد)..كان عصر الإمام مجتمع ذَا شقين : شق يؤيد النظام الإجتماعي ويسعى إلى بقاءه ودعمه ، وشق ثائر على هذا النظام ، بويع الإمام بالخلافة بعد مقتل عثمان، وألقى الكاتب الضوء على المآخذ التي أخذت على الإمام وحالت بينه وبين توليه الخلافة.. كان في سياسته فهم وعلم، أساسها أن يكون الناس في الحقوق سواء، ووصاهم في تحصيل الخراج والصدقات، وعلمهم دستوره في تحصيل الضرائب وفي للولاة والعمال، بين كذلك سبب أختيار الإمام للكوفة عاصمة للإمامة العالمية حيث أنها كانت ملتقى الشعوب من جميع الأجناس ،و كانت العاصمة الثقافية التي ترعرعت فيها مدارس الكتابة واللغة والقراءات..أما عن النبي والإمام ذكر العقاد أن هناك العديد من الأحاديث التي ذكرت فضل الإمام ومحبته، فقد كان من أحب الناس إلى النبي ، ولَم يقف الأمر على محبة النبي له وإنما كان يحببه إلى الناس..وأما عن علاقته مع الصحابة فقد كانت علاقة مرعية ، لم تربطه بهم ألفة حميمة ولَم تقصه عنهم عداوة وبغضاء..وعلاقته مع خصومة فكانت علاقة حسد وبغض غير مكتوم ..ثم تناول العقاد ثقافة الإمام وتعرض للقب الإمام الذي اختص به ..واتصلت الحلقات بينه وبين علماء الكلام والتوحيد والفقه والشريعة والأدب والبلاغة فهو أستاذاً لهؤلاء جميعاً ، كان ناقداً خبيراً له فضل كبير في إنشاء علم النحو ، كذلك تناول ثقافته العسكرية ، وأخيراً تحدث الكاتب عن رأي الإمام في المرأة ، وبين بأنه رأي الأقدمين فيها ولَم يكن رأيه مستمداً من حياته البيتية، وعلاقته مع ابناءه٠٠
•سيرة تلامس النفس الإنسانية في شتى نواحيها ، لم يضع الكاتب المصادر والأحاديث التي نسج منها هذا الكتاب ،نقطة قد تزعج البعض ، تعرض لمواضيع وأحداث كانت مخفية عنا في تلك الحقبة من الزمن، وللباحث التقصي في هذا الموضوع ٠
•بالرغم من جمال أسلوب الكاتب وطريقه سرده، وصعوبة بعض المفردات التي اختارها ،إلا أن الكتاب مرهق ، وقد لا يتفق الكثيرون على بعض ماجاء فيه ٠