مثل كل كتب العقاد اللغة العالية والأسلوب الجزل
ومثل بقية العبقريات مناقشة قضايا وموضوعات
في حياة وسير العبقريات لن تجدها بهذا التكثيف إلا عند العقاد
من حيث الاستشهاد والتحليل النفسي والتفسير التاريخي وربط القديم بالحديث
ومقارنة ماجري بما يجري ومقارنة العبقريات ببعضها من حيث التفرد والاختلاف
وهنا التركيز علي عبقرية الصديق فقد قرأت هنا ما لم أقرأه عن الصديق في أي كتاب
خصوصا التحليل النفسي لشخصية الصديق اللين ساعة اللين والرفق الشديد والحازم ساعات المواجهة
يقدم العقاد لقطات شديدة التركيز من سيرة الصديق قبل الإسلام وبعد الإسلام
ويقدم مقارنة مع الفاروق ليست مقارنة تمييز لأحدهما علي الأخر ولكن مقارنة توضيح للفروق الفردية التي تتكامل
طوف بنا العقاد في سنوات حياة الصديق العامرة باليقين ودلنا علي مفتاح شخصية الصديق رضي الله عنها ألا وهو الإعجاب بالبطولة
ومع هذا المفتاح السحري لشخصية الصديق يسير بنا العقاد لفك رموز ما استشكل علينا من شخصية الصديق
وتلاوم الصديق صفتين طول حياته هما اليقين والروية حتي عندما قرر إنفاذ بعث أسامة وعند حرب المرتدين وعند جمع القرآن
اليقين بموعود الله وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم والروية في القرار متكأ علي الخبرة والمشورة ووصاياه لقادة الجيوش تدل علي ذلك
وفي الختام أنصح بقراءة هذا الكتاب أكثر من مرة رغم صعوبة لغته علي بعض القراء لكن العقاد وهذه طريقته يرتفع بلغة القارئ ولا يستسهل
أتمني لكم قراءة ماتعة
د.صديق الحكيم
6/1/2016