كلنا مُحمد يا سادة، كلنا هذا الشاب مهما حاولنا ارتداء رداء العفة والاحتشام، كلنا ذاك الشاب البسيط، الذى يجوب الحياة ويحاول شق طريقه فى هذا البحر هائج الأمواج .. مهما أنكرنا، ومهما أكدنا أننا مُختلفين .. هناك الكثير من مُحمد (بطل الرواية) ، ليس بتشابهة الأسماء، ولكن بتشابهة المواقف والصفات .. كلنا ذاك الشاب فى كل شئ إلا شجاعته ..
منصور هو النقيض والصورة المُضادة لمُحمد (بطل الرواية) تماماً، هو ثائر والأخر مُنقاد إلى النهاية .. الأول جذاب ومميز شكلاً، والأخر غارق فى مظهره الذى يشبه ملايين المصريين .. الأول دائم القارئ، والأخر لا يتذكر متى أخر مرة رأى أو قرأ كتاب ..
أعجبتنى قراءات منصور كثيراً، قراءاة متنوعة جداً .. يقرأ فى كل شئ .. يقرأ قراءات اشتراكية ثورية ، وشعر ، مسرحيات .. قرأ كُتب عربية أصيلة، وكتب أجنبية .. منصور شخص مُتحكم فى ذاته كثيراً .. وشخصية مستقلة ..
تفاجئ كثيراً مُحمد (بطل الرواية) عندما علم بزواج منصور العُرفى، لأن بمقاييس مُحمد (بطل الرواية) الداخلية هو غير قادر أن يفعلها، ليس تبجيلاً للعادات والتقاليد ولا احتراماً للدين ولكن لأنه جبان .. لا يستطيع أن يفعلها .. عاجز تماماً أن يفعل ما يريد وما يرغب، الأول غنى، والأخر أكله الفقر .. الأول مُتفتح الفكر، والأخر أسير بعض الأفكار الواهية والقديمة التى تحتاج إلى تطوير وتحسين
والد مُحمد (بطل الرواية) يمثل بشاعة التسلط فى أبهى وأزهى صورها .. فهو مُصر أن يحتجز أولاده داخل دائرة سطوته، ككاهن قديم مُصر على بقاء المؤمنين فى دائرة حظيرة الإيمان القويم .. دون أى تفكير يبعدهم أو يجعلهم يتجرئون على مخالفة أوامره .. هذا ما كان فى أمره .. لهذا أعترض على سفر مُحمد (بطل الرواية) وأخيه إلى دبى .. هذا الرجل أنكسرت شوكته مع سفر أول أولاده، فعادت عنايات إلى زيارة الدار من جديد، ولكن بعدما ذبت وردات أختىّ مُحمد (بطل الرواية) الشاب
من المواقف المُضحكة التى أضحكتنى وبشدة هو جلوس مُحمد (بطل الرواية) فى بيت الأستاذ صلاح مع منصور ومجموعة من الصحفيين والكُتاب وهم يستمعون وبشغف لأم كلثوم تسائل هل سيكون لعمرو دياب نصيباً فى هذه الجلسة !! ..
عندما تورط مع صديق السوء أمجد، وأخذ فى تبيان جهود الأخير فى إغراق ما رغبت فى شئ أكثر من صفعه، هذا الأحمق الذى لا يتسنى له أن يستخدم عقله ولو لمرة واحدة، مقياس الرجولة عنده بما لا يملكه من فحولة .. هذا هو الرجل فى نظره .. وهو فاقد للرجولة منذ أن أنتهك والده إرادته، حينها فقط فقد رجولته العرجاء ، وليس على السرير مع هند المغربية، البيضاء الروسية، أو الصفراء الصينية .. أو غيرها
أستطيع أن أؤكد أن مُحمد (بطل الرواية) لم يذق طعم الحب إلا مع عزة، أما البقية الباقية فكانت نزوات شيطانية لا أكثر .. أحببت عزة كثيراً، فأنا أقدر المرأة التى تستطيع أن تسجن ذاك الحيوان الذكورى الذى لا يفكر إلا فى السرير، وشهوات الجسد .. تلك المرأةالتى تنقل الرجل إلى السماء بدلاً من الاستمرار فى أكل تراب الأرض .. تلك المرأة ، أو تلك الأنثى الساحرة صاحبة القدرات الخارقة .. تلك الأنثى التى قدستها السماء يوماً وجعلتها ربة الأرباب .. أحببت عزة كثيراً ..
إيجابيات:
1- تحسن أسلوب الكاتب كثيراً فى الفصول الأخيرة، كأن من افتتح الرواية ليس كمن ختمها على الإطلاق، الأسلوب القصصى ذات الرواية مُتعة .. وازداد التشويق رويداً رويداً
سلبيات:
1- الإبحاية المُفرطة هى أسوء ما فى الرواية، تلك المصطلحات والإيحاءات بلا مُبرر أو داع، سببت الكثير من الخجل وأنا أتجول بين سطور هذه الرواية .. وهى السبب الرئيسى فى انخفاض مستوى الرواية .. فكما قال لى صديق من قبل هذه الإيحاءات دلالة على فشل الكاتب فى استحضار الصورة بدون استخراج ألفاظ خادشة للحياء العام
2- خانته اللغة أحياناً، هذا ما أستطيع أن أبوح به .. ففى جملة كتبها قال فيها "يتعجبن من قدرتك يا أمى على ارتكاب الحزن" فكلمة ارتكاب لا تناسب الحزن وكان من الأفضل أن يقول "اصطناع الحزن"
3- همش الكاتب أختىّ مُحمد (بطل الرواية) كما همش كل أدوار المرأة واقتصرت على مشاهد الغرام والسرير، أو تاجرة المخدرات .. أو المُنفتحة الرافضة للدين .. وأبتعد عن كل توسط واعتدال .. ظُملت فى رأيى المرأة كثيراً فى هذه الرواية
اقتباسات :
# يبدو أن العقل الباطن يقود العديد من سلوكياتنا