-وذلك لأن القمرُ الساكنُ فِي أفق الليل
هو خيرُ صديق تودِعُ به النفسُ آلامها وأحزانُها💤..
هذي السطرين لحالها فيها معاني كثيره ومشاعر عميقه):
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب حديث القمر؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
-وذلك لأن القمرُ الساكنُ فِي أفق الليل
هو خيرُ صديق تودِعُ به النفسُ آلامها وأحزانُها💤..
هذي السطرين لحالها فيها معاني كثيره ومشاعر عميقه):
أي شخص يريد آشتراك شهر في البرنمج يكلمني أنستغرام
o.ve_
يا الله علي سحر الكلمات وعذوبة الألفاظ وبلاغة العبارات وجمال المعاني وعمق التشبيهات وبحور الخيال 💙💙 ..
من غير الرافعي القادر علي رسم لوحة عبر عبارته .. من غير الرافعي القادر عن اعطاءك أجمل الألحان باستخدام ألفاظه ..
يناجي القمر وأنا أتنهد من مناجاته ، اعترف أن بعض الجمل لم أدركها ولكن الذنب كل الذنب عليه فكان عقلي غائبا في عالمه الرقيق وليله المقمر ..
حوار يجمع بين القمر والنفس والقلب والروح والحب ....
" ولقد نادمتك منذ الليلة يا صديقي بهذا الحديث ، فهل ثَملت فملت ، أم أنت قد مللت ؟ حاشا أن تكون كالأصدقاء في هذه الأرض تقدر فيهم آجالُ العواطف الرقيقة بالساعات فكأن الإنسان يقرأ في قلوبهم رسائل مُوجزة يفرغ منها قبل أن تفرغ أفواههم من كلمات التحية والتملق وغيرها من الأشواك اللينة التي أحاط لله بها هذا الورد من شفاههم … ولا يكون للرسالة منها حظ من إطالة النظر إلا إذا كان فيها هم يشغل النفس فيكون عمرها بمقدار اختبال الفكر فيها …!
ماذا تبلغ العبارة من حب تخرج كل أنة فيه وكأنها صوت انقطاع خيط من خيوط الحياة في القلب ؟
وماذا تبلغ العبارة من حب يتألم صاحبه وهو يجهل سبب ألمه، فيحسبه بعض الحمقى يتألم بلا سبب وهو في رأي نفسه كأنه يتألم بكل أسباب الآلام .
بل ماذا يبلغ الكلام من حب يجعل الحياة كأنها كلمة رضى في شفتي الحبيبة ، ويجعل الحبيبة نفسها كأنها كلمة رضى في شفتي الحياة ؟
وترى ماذا تبلغ عبارتك أيها اللغويُّ من حب تتجلى به الحسناء الفاتنة على محب دنف يراها محاطة بأشياء لا يعرف ما هي إلا أنها تجعل لتلك الحسناء في عينيه مهابة الرجاء الذي يوشك أن ينقطع ، والخوف الذي يوشك أن يندفع ؛ وتظهرها له كأنها مثال لثورة العقل الإنساني الملتهب ؛ وتجعل ألفاظها ومعانيها ولمحاتها كأنها أضواء منبعثة من عالم روحي هو أقرب الأشياء وأبعدها، كتخيل الحقيقة والحقيقة نفسها ؟
ثم ماذا يبلغ شعرك أيها الشاعر من حب أنت تحتال على تمثيله بالشعور الذي تستوحيه من كل ما هو جميل في السماء والأرض لتصف بكل ذلك فكرًا في رأس رجل وعاطفة في صدر امرأة .
ضع اللغات كلها في فم المحب ، فإن خفقة واحدة من قلبه ستجعلها كلها بلا تأثير كأنها صمت ناطق ؛ لأن هذا القلب هو الساحل الذي تقف عنده أمواج الألفاظ بطبيعتها أو بطبيعته ولو ترامت من جوانب هذا الخضم الذي يجيش بالحياة .
ولا أرى غير شيئين لا يتخطى إليهما عقل الإنسان ولا تنالهما لغته، ما وراء القلب ، وما وراء الطبيعة .
الحب ! إحدى كلمتين هما ميراث الإنسانية ، وهدية التاريخ ، والطرفان اللذان تلتقي عندهما السماء بالأرض .
كلمتان ليس لهما من المعاني غير الحقيقتين الخالدتين : حقيقة الألوهية في الروح ، وحقيقة الإنسانية في القلب : هما الدين والحب . خرجا من الجنة مع آدم وحواء ، فكان الدين في تقوى آدم وتوبته ، وكان الحب في جمال حواء ودموعها .
فيأيها القمر الذي أشرق لآدم وحواء ليلة هبوطهما فكافآه بكل ما قدرا عليه وهو ذلك الابتسام الذي يشبه نورًا منبعثًا من قمرين ، وبقيت فيه من يومئذ رقة الفضيلة ومسحة الجمال وجاذبية الحب وبقية من تلك التعزية الأنثوية التي لا تزال تحس بها أرواح العشاق في كل بقعة طلعت عليها من الأرض .
أيها القمر الذي لا يزال يشهد كل عاشقين آدم وحواء ، ولا يزال يبعث في كل دمعة من دموع الحب روحًا نورانية من شعاعه تبث فيه أنفاسًا من حياة الأحلام ، وتجعل العاشق يرى كأن هذه الأحلام اللذة المؤلمة تنصبُّ من أجفانه المغرورقة وهو يقظان ؛ لأن حبيبته الحسناء تبخل بها عليه وإن كانت أوهامًا .
أيها القمر الذي هو قلب الليل ممتلئًا من ابتسام النية الطيبة فلا يزال الليل رحيمًا حتى بالمجرمين وأهل الآثام !
أيها القمر الذي هو تاريخ النور على الأرض والذي يشرق على الطبيعة بجلال وهيبة وكأنه يرسل إلى هذه الأرض في كل شعاع نظرة ملك من الملائكة لتعزية قلب من القلوب المتألمة المحزونة .
أيها القمر الجانح إلى المغيب في نسمات الفجر كأنه جناح الحب يخفق به في الفضاء على هواء عليل من الزفرات والتنهد ."
استمتعوا ...
دمتم قراء ❤❤❤
لقد ابدع الكاتب في وصف الجمال من جميع المفاهيم ، حتى حينما خالط حبه لحبيبته بإيمانهُ بها وبجمالها ، أعتقد بانه حينما قرر ان يكتب هذا الكتاب قد ابتعد مسافة كافيه ليرى جمال حبيبته من جميع الأبعاد ، ومن مختلف الزوايا ، فقد آمن بهذا الحبُ بقدر ماآمن بنفسه ، فكانه حبه لها ثابت كمعتقد كإيمان ..وهكذا انتصر امر هذا الحب على كل الظروف .
"وكم ناجاك أيها القمر من عاشق قبلي, فإنك ما انفصلت عن الأرض إلا ليجعل الله منك أفقا لآمال الإنسانية الجميلة, بل أنا لا أحسب عاشقا من لا يناجيك ومن لا يأتي بدموعه وأحزانه وهواجسه وآماله فينطرح في هذه اللجة التي ترسلها من شعاعك, وينغمس فيها ساعة ثم يخرج وكأنه جسم من نور يخفق في جنبه قلب كالنجم ويترك في نورك بقايا ظلمات نفسه الحزينة تراها السماء فترى بها كيف يكون ظل هذا القلب الإنساني المتألم؛ ثم تجمع أنت هذه البقايا وتدرجها في قطعة من شفق الفجر تشابه الدم الذي كانت تغتدي به من الحياة وتدع الزهرة الحسناء ترسل عليها نظرة من نظراتها الفتانة لتعرف أي ثمن من الأنفس والقلوب تشترى به في الأرض ابتسامة كابتسانتها في السماء."
هذه نبذة من كتاب الرافعي – حديث القمر..
الرافعي مدرسة في الأدب.. ومن فاتته مدرسة الرافعي فاته خير كثير...ولن تجد أديبا معاصرا يكتب في رقي وسمو أدب الرافعي أبدا... فهو أديب ناقد لغوي فيلسوف شاعر.... وكدت أن أقول "ساحر" أيضا.. ففي كلماته أثر ساحر يأخذك إلى عالم آخر لم تذهب إليه قبلا... و(إن من البيان لسحرا)..
لن أتكلم عن أسلوب الرافعي فليس مثلي من ينقده... وأدب الرافعي شاهد عليه وهو ليس بحاجة إلى مدح وإطراء...لكنني سأتكلم عن الرافعي والقمر..
يقول الرافعي:
"أيها القمر الذي لا يزال يشهد كل عاشقين آدم وحواء, لا يزال يبعث في كل دوعة من دموع الحب روحا نورانية من شعاعه تبث فيه أنفاسا من حياة الأحلام, وتجعل العاشق يرى كأن هذه الأحلام اللذة المؤلمة تنصب من أجفانه المغرورقة وهو يقظان لأن حبيبته الحسناء تبخل بها عليه وإن كانت أوهاما."
إذا هذا هو السبب الذي يجعل الرافعي يناجي القمر... فالقمر شاهد على كل حكايات الحب.. وكل آهات العشاق ومناجات الساهرين تحت ضوئه...
هناك عدة أمور يشترك بها الرافعي مع القمر:
أولها وأهما هي الوحدة.. فالرافعي عاش معطم وقته وحيدا بين كتبه وأدبه.. وثانيها هي الرقة والجمال.. وما أرى الوحدة زادتهما إلا رقة وجمالا... ثم إن الرافعي حزين .. وكذلك القمر.. هو حزين.. ولا أحد يمكنه القول بأن القمر سعيد... بل هو حزين منذ الأزل... لربما كان كذلك ليواسي غيره في كآبتهم وعزلتهم...ويشاطرهم أحزانهم ويشاركهم دموعهم...
لكن القمر أيضا كاتم جيد للأسرار.. فلا يفشي سرا ولا يفضح عاشقا... وهذا كله هو سر الصحبة القوية بين الرافعي والقمر...
في حديث القمر يسر الرفعي للقمر همومه والقضايا التي تشغل باله.. سواء كانت في الحب أو غيره؛ فهو يتحدث إليه عن الطبيعة وجمالها.. وعن فلسفة الظلم والاستعباد والفقر والغنى..ثم ينتقل إلى الحب والجمال والبكاء والدموع.. وله في هذه المواضيع فلسفة رائعة لا يجاريه فيها أحد..
أقتبس لكم بعض فلسفته في الحب:
"هكذا كتب على الحب أنه من تولاه فإنه يدعه على حال كأنه فيها روح لا جسم له, فمهما يصب من لذة أو ألم فإنه يتحول معه إلى اللذة والألم جميعا فيكون ألما لذيذا؛ ومن أجل ذلك خص المحبون من بين الناس بكثرة الشكوى, لأنهم يستلذون آلامها والعاشق الذي لا يستطيع أن ينفس من شكاته أو لا يجد من يستريح إلى بثه لاعج الشكوى الذي برح به إنما هو في الحقيقة المثال الإنساني الشاذ الذي يمكن أن يتعرض من ه العلماء معاني الجنون مع بقاء عقله, فهو المجنون العاقل."
ولا أجد أبرع منه في الوصف... وأقتبس لكم وصفه لفم محبوبته:
"ودون ذلك فم أصغر من فم الحقيقة, كأن في شفتيه الرقيقتين الحمراوين روح الدم؛ ولقد استدارتا على ثغر هو الكأس التي يسكب فيها حنين الروح ممزوجا بلهفة القلب معطرا بابتسامات العواطف الشريفة التي أزهرت في ربيع الغرام, ويرشف كل ذلك في قبلة لا يراها العاشق السعيد إلا روحا من الحب يؤتمن عليها ضميره الشريف."
كم كان الرافعي رحمه الله رقيقا حتى فاض قلمه عذوبة وجمالا.. وكم كان وحيدا حتى فاضت أساريره هموما وأحزانا... وكم كان قلبه جميلا حتى ندت عن قلمه أجمل الكلمات فأحالت ظلمة الليل سحرا وجمالا...رحمك الله يا رافعي لم تجد غير القمر لتشكي له همومك.. لم تجد مثله منصتا ولا مستمعا...
الكتاب يقع في 125 صفحة .. لكنه لا يقرأ كغيره من الكتب... فهو يفرض عليك جوا معينا من القراءة.. وستجد نفسك تقرأ العبارات مرة تلو المرة حتى تتشرب معناها ويستقر في نفسك أثرها..
حديث القمر... هو حديث الروح للروح... حديث تشف فيه النفس عن بشريتها وتنطوي تحت ظلال الحب والجمال..
الفلسفة في أبهى صورها صاغها الرافعي بكلماته الآسرة في هذا الكتاب الذي يحمل زخمًا أدبيًا متمثل في رقة مناجاة القمر التي دفعت الرافعي إلى هذا الإبداع الكتابي
حديث شيق وممتع وأخاذ ...........مصطفى صادق الرافعي باسلوبه المميز وبلاغته المعهودة يقدم 80 صفحة من الطراز الرفيع يناجي فيها القمر ويستمد من ضياءه لتتبدى له المعاني في الحب والصداقة والايمان
اول كتاب اقراه للرافعي فقد جذبني حديث احدى صديقاتي عنه لم اكن اعرف حقا روعة كلماته وبلاغتها و رو عة فلسفته كاني من يحدث القمر وليس الكاتب