كنت أعيش من أجل غدٍ لا خوف فيه، وكنت أجوع من أجل أن أشبع ذات يوم، وكنت أريد أن أصل إلى هذا الغد، لم يكن لحياتي يومذاك أي قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بأن السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود .. وبأن هذا الطفل، الذي تكسَّرت على شفتيه اابتسامة الطمأنينة، سوف يمضي حياته هكذا ممزقًا كغيوم تشرين، رماديًا كأوديةٍ مترعة بالضباب، ضائعًا كشمسٍ جاءت تشرق فلم تجد أفقها ..
ولكن السماء والأرض، وكل شيءٍ، كانت على شكلٍ مغاير لآمال الصغير .. لقد مضت الشهور قاسية وبطيئة، وحين كبر تسلمته عائلته كي يعطيها اللقمة التي أعطته يوم لم يكن يستطيع أن ينتزعها بنفسه، المسؤولية شيءٌ جميـل .. ولكن الرجل الذي يواجه مسؤولية لا يقدر على احتمالها تسلب رجولته شيئًا فشيئًا تحت ضغط الطلب .. كل شيءٍ في العالم كان يقف في وجهه .. كل إنسانٍ يصفعه، وكل يومٍ يمر كان يبصق في وجهه شعورًا مرًا حاد المرارة بالتقصير.
.........
في جنـازتي
موت سرير رقم 12
نبذة عن الرواية
جرت العادة أن يحصل الإنتاج الأول لأي كاتب على "جواز مرور" للقارئ... كلمة لقلم مشهور تتصدر الكتاب..أو جمل موجزة على ظهر الغلاف، أو حملة دعائية واسعة يشترك فيها الكاتب والناشر وأصدقاء الطرفين، يحكون فيها كيف خلقت القصص، وكيف نزفها القلم المجروح، وكيف.. وكيف.. أنا أؤمن أن الكتاب يجب أن يقدم نفسه، وإذا عجز عن إحراز جزء من طموح كاتبه، فعلى الكاتب أن يقبل ذلك ببساطة، كما قبل ـ مرات ومرا ت ـ أن يمزق قصصاً ليعيد كتابتها.. أو يكتب سواها.. وهكذا "فموت سرير رقم 12"، أدفعها لتشق طريقها، إن استطاعت أن تهتدي إلى أول الطريق، بنفسها، دون " شفاعة " ودون "وساطة" ودون "جواز مرور". غسان كنفاني، ١٩٦١التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 272 صفحة
- [ردمك 13] 9789963610822
- منشورات الرمال
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية موت سرير رقم 12
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mostafa Farahat
" ولكنني كنت أعيش من اجل غد لا خوف فيه..وكنت أجوع من اجل أن اشبع ذات يوم.. وكنت أريد أن اصل إلى هذا الغد..لم يكن لحياتي يوم ذاك أية قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بان السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود.. وبان هذا الطفل, الذي تكسرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة, سوف يمضي حياته هكذا, ممزقاً كغيوم تشرين, رماديا كأودية مترعة بالضباب, ضائعا كشمس جاءت تشرق فلم تجد افقها
ورغم ذلك... كنت أقول
لذات نفسي "اصبر، يا ولد، أنت ما زالت على أعتاب عمرك، وغداً، وبعد غد، سوف تشرق شمس جديدة, الست تناضل الآن من اجل ذلك المستقبل؟ سوف تفخر بأنك أنت الذي صنعته بأظافرك, منذ اسه الأول...إلى الأخر" وكان هذا الأمل يبرر لي ألم يومي؛ وكنت أحدق إلى الأمام أدوس على أشواك درب جاف كأنه طريق ضيق في مقبرة "
هل حقًا تعتبر تلك المجموعة القصصية هي أول ما كتب " غسان " ، التاريخ يقول هذا ، هو نفسه في بداية المجموعة قال ذلك ، لم أرى أبدًا فارق بين هذا العمل وغيره من أعمال غسان ، القلم الثابت المناضل ، هو ذات القلم الذي كتب بعد ذلك " عائد إلى حيفا " و " رجال في الشمس " و " أرض البرتقال الحزين " ، وأم سعد " ، هي نفسها روح غسان المعبقة برائحة الأرض وبالأرض بما عليها من أشجار زيتون وبرتقال .
في كل كلمة يكتبها غسان حتى لو كان يرمي بها كلامًا بعيدًا وتلميحًا غير مقصود بفلسطين ، أشعر وكأنه مكتوب لها هي وحدها ، كأنها تملك وحدها خصوصية تلك الكلمات ، وما نحن إلا شاهدين على هذا العقد الموقع بينها وبين غسان .
تدور القصة في ثلاث محاور رئيسية ، المحور الأول يتحدث عن فلسطين ويتمنطق حول القضية الأم ، من خلال رصد مأساة الفلسطينيين الذين يتعرضون إما للموت شبه اليومي ، أو النزوح .
أما المحور الثاني ، يتعرض لتلك الفئة التي ذهبت إلى بلاد الخليج بحثًا عن لقمة العيش التي حرمها منهم الاحتلال في أراضيهم ، والتي تحدث عنها بعد ذلك في قصته " رجال في الشمس " .
أما المحور الثالث فيدور حول أسئلة حول الموت والخلود من خلال قصة " محمد على أكبر " .
" انني أريد أن أتكلم عن الموت . عن موت يحدث أمامك لا عن موت تسمع عنه. إن الفرق بين هذين الطرازين من الموت فرق شاسع لا يستطيع أن يدركه إلا من يشاهد إنسانا يتكمش بغطاء سريره بكل مافي أصابعه الراجفة من قوة كي يقاوم إنزلاقا رهيبا إلى الفناء
إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت انها قضية الباقين المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونو درسا صغيرا للعيون الحية .
الكلمات بين يدي غسان هنا تنساب كنهر جارف ، يصب في جداول مختلفة لتروى أراضي مقفرة ، أضناها الظمأ والعطش : ولكنّني كنت أعيش من أجل غدٍ لا خوف فيه ، و كنت أجوع من أجل أن أشبع في ذات يوم ، وكنت أريد أن أصل إلى هذا الغد ، لم يكن لحياتي يوم ذاك أية قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بأنّ السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود ، وبأنّ هذا الطفل الذي تكسّرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة ، سوف يمضي حياته هكذا ، ممزقاً كغيوم تشرين ، رمادياً كأوديةٍ مترعةٍ بالضباب ، ضائعاً كشمس جاءت تشرق فلم تجد أفقها .
-
إبراهيم عادل
مجموعة قصصية متميزة جدًا،
والغريب أنها المجموعة الأولى له، ولكنها شديدة الجمال، والتميز
تأخرت عن قراءتها كثيرًا، وأشكر الأصدقاء الذين نصحوا بها، وبقراء قصص "كنفاني" عمومًا، إذ يبدو لي الآن في قصصه أشد تميزًا وثراءً من رواياته .. حرص "كنفاني" في هذه المجموعة على تقسيم قصصها تقسييمًا دالاً أرشدت إليه مقدمة الكتابة بين القسم "الفلسطيني" الذي يحكي المأساة بشفافية وشاعرية، وبين قسم "واقعي" حكى فيه تجربة الغربة بما فيها، ثم قسم ثالث يمكن وصفه "بالوجودي" يساءل فيه العالم ويدور حول أسئلة كبرى .. ..
منذ القصة الأولى حملنا معه إلى عالمه المميز في (بومة الغرفة البعيدة) ينتقل من مشهد الغرفة القريب، إلى مشهد القرية، وذكرايت الحرب البعيدة، التي يبدو أنها تلاحقه طوال الوقت، وهو ما يحدث في (شيء لا يذهب) أيضًا حيث القصص تتداعى والحكايات من مواقف واقعية ..
.
-
zahra mansour
أعارتني صديقة عزيزة الأثار الكاملة لغسان كنفاني وهي تضم مجلد القصص القصيرة ومجلد الروايات ، والدراسات الأدبية ،والمسرحيات.
وبدأت في مجلد القصص القصيرة لأسدَّ فراغ القراءة الذي أعاني منه منذ فترة فلا شيء يعجبني ويستهويني خاصة في فترة العطلة ، احتاج لشيء يبعدني عن واقعي قليلا ويسرح بي بعيدا ويأسرني داخل حياة أخرى داخل أوراق بيضاء فقط.
وهكذا كان مع المجموعة القصصية "موت سرير رقم 12" انها مجموعة لن تتكرر يوما فيحاول البعض إخراج مجموعة قصصية ويفلح بها وتنتج بشكل رائع لكن لا شيء يقرب إلى اسلوب غسان كنفاني أو روعته في سرد القصص القصيرة .
إن الانسان ليعجز أمام الجمال ويربط لسانه ويكتفي بمتعة الدهشة أمام هذه التحفة الأدبية. يقسم المجموعة إلى ثلاثة أقسام في كل قصة تشتم رائحة الموت تفوح منها وكأنها عبق يضفيه على القارئ وإنني لأعجب أحيانا كيف نرى في الألم جمالا واظن أن تصوير هذا الألم يعد جمالا لأنه عندما يصلنا ويلامس أعماقنا يعجزنا ليصل بنا إلى ذروة الألم التي نحتاجها ونبحث عنها احيانا. يضعنا غسان في قصصه أمام خيارين إما الموت أو الهرب وحياتنا ما هي إلا فرار من شيء ما أو الموت في سبيله وهكذا ينسج قصصه وأكثر جملة قالها ووضح بها أفكار قصصه "إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين المنتظرين بمرارة دورهم ليكونوا درسا صغيرا للعيون الحية"
غسان كنفاني له عظمته التي ما زالنا نعيشها ونقرأها في قصصه البسيطة العظيمة بأفكارها ، اغتالوا غسان ولكنهم لم يغتالوا فنه وفكره وبقي لنا لنحمله على أكتافنا ونتذكر حياتنا إما الموت أو الفرار ، وأين نحن الآن؟ في الهرب أم في الموت ؟ كفلسطينيين علينا أن نعيد غسان ليكون حيا بيننا بأفكاره حتى نكف عن الهرب ونقف أمام الموت .
-
ربى
مجموعة قصصية من الرائع غسان كنفاني تجسد معاناة وأمل الفلسطيني في فلسطين ودول الاغتراب
أكثر قصة من هذه المجموعة أعجبتني كثيرا هي منتصف أيار - قرأتها مرارا وتكرارا وفي كل مرة كان هناك كلام رائع جدا ووصف جميل أبدع فيه غسان كنفاني
منها " |.. لقد اكتشفت انا – كما يجب أن تكون اكتشفت انت منذ بعيد – كم هو ضروري أن يموت بعض الناس .. من اجل أن يعيش البعض الآخر .. انها حكمة قديمة .. اهم ما فيها الآن .. أنني اعيشها .|
بالاضافة الى كعك على الرصيف :)
-
محمد الجدّاوي
هذا الكتاب هو أول عمل قصصي يصدر لغسان كنفاني
والمصادفة جاءت ليكون كذلك أول كتاب أدبي قمت بقراءته.
نعم..
عندما بدأت بدخول عالم الكتب والقراءة كان "موت سرير رقم 12" كتابي الأول،
إذن.. لماذا قرأته الآن مرة اخرى..؟
لأني لم أكمل قراءته في المرة الأولى بسبب نقص في النسخة التي كانت لدي
وكذلك لأني لم أتعب نفسي بالبحث عن نسخة أفضل.
أليس من المحبط أن أول كتاب تقرؤه لا تستجمع العزيمة لإنهائه..؟!
،
الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية مقسم لثلاثة أقسام،
وهي في الواقع خليط من قصص تحوي المعاناة ضد اليهود، قصص ذات العبر المبطنة
وكذلك محاكاة ما يحدث في المجتمع.
،
من أكثر الأشياء التي تشدني أكثر إلى عالم القصة هو كثرة الوصف.
وصف الشخصيات وملامحها، البيئة المحيطة وما يقبع ويحدث فيها، الزمن الذي يقع فيه الحدث
وحتى التفاصيل الصغيرة التي لاتستحق الذكر.
هذا الأمر يدخلني في أجواء القصة ويجعلني مندمجاً معها أكثر.
الكاتب كان رائعاً فيما يتعلق بهذا الأمر جداً.
،
القصص المتعلقة بما يحدث ضد اليهود مؤسفة حقاً،
توجد قصة معينة أشارت لبداية المخطط اليهودي لنكبة 1948
حيث بدؤوا كيدهم بشراء الأراضي من أهالي البلاد بأسعارٍ مغرية تزيد عن المطلوب
وذلك لإغراء أصحاب الأراضي بما يبدو على ظاهره صفقة رابحة لا خسارة بها،
لكنها في الحقيقة كانت هي الخسارة الأكبر والأكثر فداحة.
،
نسأل الله النصر لأخواننا المستضعفين في كل مكان.
-
[email protected]
المجموعة القصصية لهذا المؤلف العبقري ، غسان كنفاني طرق كل قلب فلسطيني وعربي وأبكى كل من تصفح كتبه وخاذة هذه المجموعة، وأبرز قصصها( كعك على الرصيف) (لؤلؤة في الشارع) ( ومنتصف أيار) والأرجوحة) في هذه القصص يحلق غسان عاليا بأفقه اللامحدود يستشف المستقبل ويسبر أغوار المشاعر، حتى يبكينا...
والمميز في هذه المجموعة والساحر بها، أن كل مرة تقرأ بها قصصة تكتشف كأنك تقرؤها للمرة الأولى وكأن غسان وضع بها سحرا يجذبك في كل مرة لتكتشف المزيد والمزيد، ولتبكي كل مرة وكأنك تبكي للمرة الأولى، ليس من الغريب عبد كل ذلك أن تغتاله أيدي الموساد الإسرائيلي الغاشم
-
هاميس محمود
شعرت بالشوق الكامن بداخلي يتصاعد بمجرد ما بدأت في هذه المجموعة القصصية، من سنين كتير في بدايات قراءاتي، قرأت رجال في الشمس وعائد إلى حيفا وأرض البرتقال الحزين، وهذه الأيام شعرت إني أريد أن اقرأ لغسان كنفاني، واخترت موت سرير رقم ١٢.
ويا للحزن والمشاعر المثقلة بالوجع والقهر الذي يحمله العنوان، عنوان واحد فقط من المجموعة، فماذا تعتقد في البعض الآخر! ، كل قصة من بضع صفحات ولكن فيها من المعاني ما يمتد لأزمنة ولأزمنة، وفيها من الحزن ما لا تسعه الحروف، أنا انتهيت من المجموعة في يومين وأشعر أنها كانت يجب أن تمتد لشهور، مجموعة قصصية حزينة خاصة في المجموعة الأولى منها، قلبي كان لا يتحمل كل ذلك في يومين. يا على مدى الحزن الذي كنت تشعر به يا غسان ولمدى الألم الذي عصف بك.
اليوم في وقت مؤلم يمرون به أهلنا في فلسطين، كان قلم غسان كنفاني من سنين ينبض بالألم وبالوجع عن نفس ما يحدث في هذه الأيام العصيبة.
أول مجموعة قصصية كتبها غسان كنفاني، جميل إني اقرأ بداياته وما أجملها وأوجعها ومدى قوة المعاني إللي فيها! 🤍
-
Pakinam Mahmoud
موت سرير رقم 12 هي المجموعة القصصية الأولى التي أصدرها غسان كنفاني وهي مكونة من ١٧ قصة قصيرة..
القصص مواضيعها متنوعة..أحداثها مختلفة ويتراوح مستواهم بين الجيد والجيد جداً...
القصص المميزة في المجموعة هي القصص اللتي بتتكلم عن النضال الفلسطيني مثل قصة البومة في الغرفة الصغيرة،شئ لا يذهب،منتصف ايار و تقريباً معظم القصص الموجودة في النصف الاول من الكتاب..
"كنا نشهد، دون أن نقدر على الاختيار، كيف كانت تتساقط فلسطين شبراً شبراً، وكيف كنا نتراجع شبراً شبراً.."
من أجمل قصص المجموعة بلا منازع هي قصة أكتاف الآخرين ..ما ترمز اليه، فكرتها وطريقة كتاباتها من أجمل و أعمق ما يكون..
مجموعة قصصية جميلة..اكيد مش من أجمل ما كتب غسان ولكنها البداية لكل ما كتب فيما بعد و طبعا من غير تفكير تعتبر بداية قوية:)
"إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونوا درساً صغيراً للعيون الحية.. "
-
Zainab Al-Alawi
شدتني قصة موت سرير رقم 12 وياللغرابة انها تحكي قصة رجل عماني الجنسية في فلسطين وكيف عاش في سريره جوار رجل آخر حتى يرحل .. عوضا عن القصص الأخرى التي تحكي مالا تحكيه الشاشات