"ولدت هناك، ولدت هنا" لمريد البرغوثي
يمكن اعتبارها كجزء ثاني لرواية "رأيت رام الله"
فهي تتناول سيرة حياة مريد البرغوثي من 1998-2008
اسلوب قصصي روائي رائع وغاية في الابدااع في كتابة سيرة حياته
انا بدأت قراءة سيرته برواية ولدت هناك ولدت هنا ،، بعكس الاغلبية الذين قرأوا رأيت رام الله أولا
مريد شاركنا في الفصول الاولى من الرواية بمشااعر جميلة جدا ، مشاعر الابوة مع ابنه تميم ،، وما فيها من مشاعر الخوف والفرح والترقب التي اختلطت لديه وهو يرى ابنه الذي بعد واحد وعشرين سنة يدخل وطنه فلسطين
شاركنا كتير من احداااث ومواقف مع ابنه ومع زوجته رضوى ومع اهله ومع دير غساانة
استرجع كتير من ذكريات حياته في المنفى ، في الغربة وبعد عودته لفلسطين
وصفه للقهوة كان رااائع جدا
" يختلف الناس في سر القهوة وتختلف آراؤهم :
الرائحة ، اللون ، المذاق ، القوام، الخلطة ، الهال ، درجة التحميص، شكل الفنجان، وغير ذلك من الصفات. أما أنا فأرى أنه "التوقيت ". أعظم ما في القهوة " التوقيت" ، أن تجدها في يدك فور تتمناها. فمن أجمل أناقات العيش، تلك اللحظة التي يتحول فيها "تَرَف" صغير إلى "ضرورة".
والقهوة يجب أن يقدمها لك شخص ما. القهوة كالورد، فالورد يقدمه لك سواك، ولا أحد يقدم وردا لنفسه . وإن أعددتها لنفسك فأنت لحظتها في عزلة حرة بلا عاشق ولا عزيز، غريب في مكانك. وإن كان هذا اختيارا فأنت تدفع ثمن حريتك، وإن كان اضطرارا فأنت في حاجة إلى جرس الباب."
كما وصفه للزيتون وان الزيتون للفلسطيني ليس مجرد شجرة وثمرة بل كرامة
" الزيتون في فلسطين ليس مجرد ملكية زراعية، إنه كرامة الناس، وهو نشرة أخبارهم الشفهية، حديث مضافاتهم في ليالي السمر، بنكهم المركزي ساعة حساب الربح والخسارة، نجم موائدهم، ورفيق لقمتهم. هو بطاقة الهوية التي لا تحتاج إلى أختام ولا صورا ولا تنتهي صلاحيتها بموت صاحبها، تظل تدل عليه، تحفظ اسمه وتباركه مع كل حفيد جديد وكل موسم جديد.
الزيتون هو المكانة بين الناس وهو موهبتهم. موسم قطافه في الخريف الساحر يحوّل رجال القرية ونساءها وأطفالها إلى شعراء ومُغنين وزجّالين، يرفعون بإيقاعاتهم العمل المرهق إلى مصاف النزهات البريّة والفرح الجماعي. هو الزيت المعصور في القفف الليفيّة الهائلة الحجم، سائلا حائر اللون بين الأخضر البرّاق والذهبي الغامق، من قطفة عصيره البِكر يتبادلون أفسح الهدايا، وفي جراره المصطفة في أحواش الدور، يخزنون هدوء بالهم، والأساس الذي لا غنى عنه لقونهم كفاف يومهم، إن اعتلّ أحدهم فالزيت دواؤه أيضا يدهنون به مواضع الألم فيسكن، (أو لا يسكن، لكنهم هكذا يظنون)."
أخدنا بجولة في عكا وحيفا ويافا مع السؤال اللي طرحه ، كيف ضاع بلد كهذا ؟؟؟!!
رواية جميلة واسلوب رااائع،، استمتعت بقرائته،، ولعل قرب الاحداث مني ومعايشتي لواقع الحواجز والمعابر كان له هذا التأثير الواقعي لدي
وكما قال عن الانتظار والوقت على المعابر والحواجز- وما أكثرها من لحظات لدي- :
" الوقت هنا لا تقيسه ساعة يدك، إنه يقاس بقدرتك على الصبر "