بمشهد فى غاية من الروعة والجمال يستهل ابراهيم نصرالله روايته وينهيها بذات المشهد ايضا
وكأنه يريد بهذين المشهدين ان يؤكد قدرة الفلسطينيين على الحب
وان الحرب لم تنل من هذا القلب الذى ينبض
ومابين المشهدين تكمن الرواية وتكمن اسئلتها
فمن هو البطل الحقيقى وماهى البطولة
وهل يكون الشخص بطلا بمفرده
هل يجب على البطل الحقيقى ان يموت حتى يعيش المزيف
وهل يمكن ان يكون الطفل بطلا ؟
نعم .. عندما يكون فلسطينيا
و بين نمر الذى تغاضى عن الاحتلال وكان كل همه دراسته والمستقبل
((كان الطفل غارقًا في البكاء، أسرع ياسين اليه ، وحين رآه نمر راح يردد
ضاع مستقبلي
هل حدث لأهلك شيء؟
لا.
وأمعن في البكاء أكثر.
ولكن ضاع مستقبلي.
اهدأ ما الذي حدث؟ سأله ياسين وهو يضمه بذراعه، ويراقب بحذر ليلة قصفٍ عشوائي لا يستطيع المرء أن يعرف فيها المكان الذي ستسقط فوقه القذيفة التالية. وللحظة بدا النمر غير معني بذلك الخطر الذي يُحدق بهما في ذلك العراء.
كتاب العربي احترق. وكتاب الحساب، شوف اللي باقي منه.) يحاول ياسين أن يخفف من حزن نمر فيقول "ولا يهمك" يجيب الطفل : شو ولا يهمني ضاع مستقبلي))
ونعمان الذى يحلم بالكبر حتى يسير قادرا على النضال واخذ الثأر
يظهر مدى بشاعة جرائم الاحتلال ليس فى تدمير الارض وحدها بل القضاء على كل ما يمت بصلة لمعنى الانسانية
صراع الحقيقة والوهم
الصراع الازلى والابدى لبنى الانسان والذى جسده كلا من ياسين الاسمر وسليم نصرى
ياسين الاسمر المناضل الذى تحتاجه الارض حتى تستقيم
وتريده فلسطين كى تعود
وسليم الذى يكتشف ان كتابته واخراجة وتمثيله لحياة بطل
ليس كافيا لان يكون هو الاخر بطلا
((لقد اتفقنا على كل شىء ولكنك هدمت كل شىء " هذه المسرحية يجب ان تنتهى
كانت الكلمات الخمس الاخيرة كافية لاسقاط سليم بالضربة القاضية ))
وهنا فهم سليم ان على احدهم ان يغاد المسرح
بل يغاد الحياة حتى يحيا الاخر
فى النهاية
وامام رواية بهذا الجمال لا استطيع ان اتحدث عنها واصفها بقدر ما اريد ان اشعركم بجمالها من خلال حديث الرواية
عن نفسها لا من خلال حديثى عنها