على الرغم أن تلك هي القراءة الثالثة ليّ في أدب نجيب محفوظ
إلا إني اعتبرها الأولى والأهم ،، لأنها هي التي جعلتني أنظر لأدب هذا الرجل بنظرة مختلفة
بانبهار أكبر وشغف أكثر
رحلة ابن فطومة
تلك الرواية الصغيرة في محتواها
الكبيرة في تأثيرها وأهميتها
عن ذلك الرجل الذي ضجر من حياته في دار الإسلام فقرر القيام برحلة يعود منها بكتاب لأهله ومجتمعه يُرشدهم به
تلك الرحلة من بلاد المشرق التي تصف حياة الإنسان البدائية وعبادته الوثنية لكُلّ وأي ما يقابله
الشمس ، القمر ، الصنم ، الملك
لا يهم الشيء ،، يعبدون دون إعمال العقل
ثم بلاد الحيرة التي يعمل فيها الجميع لدى الملك عبيد ،، وتستغل بلاد الحلبة ذلك للانقضاض على البلد بحجة الرغبة في تخليص العبيد
في بلاد الحلبة تلك ،، تجد الحرية المطلقة
حرية العقيدة ،، وحرية العمل
حرية العمل التي لا تتمتع بها دار الأمان ،،الكلّ يعمل ويؤدي دوره
المساواة ، العدل المطلق
أليس هذا غاية ما يتمناه الناس ؟
إلا أن الرحالة يشعر في عيون هؤلاء الناس بشيء ما ،، تعاسة ما
حينئذ يُدرك الرحالة أنه لن يجد الكمال الذي يبحث عنه إلا في دار الجبل ( الجنة ) مدفوعاً بالأمل أن يكون أول من يصل لتلك البقعة التي لم يرها أحد ( ما لا عين رأت ) ولم يُسمع عن أحد وصل لها من قبل !!
هكذا يتناول أصعب وأعمق القضايا ،، بسلاسة وحكمة
برمزية مُبدعة
يقارن بين حال كثير من المجتمعات وبين مجتمعنا الإسلامي
بين مجتمعات تبحث وتجتهد لتصل إلى منهج مُحدد يوفر لها الاستقرار والنجاح
بيننا نحن المسلمون ،، ونحن بأيدينا منهج حياة لكننا نسير في الأرض هائمين
لا تفكير ، لا اجتهاد ، ولا حتى مجرد تطبيق كما يجب ( ديننا عظيم وحياتنا وثنية ) ..
فكان يبحث هذا الرحالة عن كنز في هذه الرحلة ،، عن الدواء الذي يستطيع استخلاصه منها ليُقدمه لمجتمعه عله يشفى
لكن كعادة كُلّ الأشياء القيمة ،، في حوزتنا ولا نكترث لها
*لا أعلم لما ذكرتنى دار الأمان بالصين بلد العمل ،، وذكرتنى دار الحلبة بأمريكا وأوربا أساتذة الاستعمار
هو مجرد هاجس ؟
ربما !
تمّت
****