هو نوع من الحنين ليس أكثر ، فمع رداءة المسلسلات المعروضة حاليًا وجدت نفسي ابحث عما هو غير مقروء أو معروف لكاتب تلفزيوني شهير رحل عن عالمنا منذ أعوام و وصلت لمجموعة من الروايات و المسرحيات ، و قررت أن أبدء بهذه الرواية ، ربما أن العنوان استفزني بعض الشئ باحتوائها علي ألفاظ غير دارجة في اللهجة المصرية التي يجيد الكتابة بها الكاتب ، و مسلسلاته تشهد علي هذا .
والحقيقة أن مع نهاية الرواية لم أجد للعنوان أي معني أو علاقة قوية بما دار داخلها ، فالأحداث كلها بين القاهرة و الاسكندرية و في المدينتين لا نستعمل لفظة تشرين للدلالة علي شهر اكتوبر علي ما أظن .. ثم كان لفظ السوناتا الذي يعني - و هو ظن شخصي لا ينتج عن فهم علمي دقيق - أنها مقطوعة موسيقية لآلة واحدة .. بالفعل تبدو الأحداث كلها متمحورة حول شخصية الصحفي أشرف عفيفي و لكنه ليس وحده الذي يظهر في الرواية بل إن صوت الحكي ينتقل منه إلي الكاتب الذي يحكي عن شخصيات مختلفة و بطريقة مباشرة يقتحم مشاعرها و يسعي للتفسير ، فهناك الطالبة القديمة لأشرف .. المهم أن الرواية لا تخلو حبكتها من أسلوبية معتادة في أعمال اسامه انور عكاشه التي تخشي الهرب من الستينات و نظريات المؤامرات و يتم ترتيب الاحداث بشكل يتضح معه أن قوي الشر هي الرأسمالية الجديدة المتكونة بسبب أو آخر .. والتي تشعبت علاقاتها مع السلطة لتصبح قوي عظمي في تدميرها لصحفي لم يسعي إلا لكشف الحقيقة .. ولكن بالرغم من توقعات الحبكة و التي تشبه مسلسلات اسامه انور عكاشه في الكثير من تفاصيلها حتي تشعر و أنت تقرأ انك تري من هم الممثلون الذين سيقومون بالأدوار و أين يقع يحيي الفخراني و جميل راتب من الشخصيات و بالمثل الوجه الجديد صابرين .. :) إلا أن الاسترسال اللغوي في الحكي يجعل القراءة سلسلة لأبعد حد و يجعل القارئ يترقب الانتقال من فصل للثاني و هو يعلم النتائج المتوقعة و لكن يتساءل كيف سيتم ربطها .
ربما لا يكون نجاح اسامه انور عكاشه خارج عالم المسلسلات بنفس مستوي نجاحه في كتابة المسلسلات ، ولهذا فإننا أمام رواية يمكن قراءتها من باب النوستالجيا و هي علي قدر ما من القصر و أسلوب الكاتب المكثف يدفعك لعدم تركها قبل أنهاءها فهي رواية يمكن أن تقرأ في جلسة واحدة